أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

عن إصابات الملاعب واللاعبين.. بين سوريا ودول العالم

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

فقد الكثير من الرياضيين مستقبلهم وآخرون حياتهم بسبب الإصابات التي تعرضوا لها في الملاعب والصالات وخاصة في الرياضات التي يكون فيها الاحتكاك مباشر ككرة القدم والسلة والركبي وكرة اليد وغيرها، ومع تطور الطب والتكنولوجيا تم إنقاذ حياة الكثيرين ضمن أرض الملعب كما حدث مع اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن في نهائيات أمم أوروبا، حيث شاهد الجميع عملية إنقاذه على أرض الملعب بعد تعرضه لمشاكل في القلب.

وتختلف أنواع الإصابات الرياضية حسب نوع الرياضة التي قد تمارس وتبعاً لاختلاف درجة حدتها، ويصاب بها الشخص إذا أدّى التمارين بشكل خاطئ أو استخدم الأدوات ذات الجودة المتدنية أو لم يجرِ الإحماء قبل ممارسة الرياضة أو التعرض للسقوط وغيرها.
ويمكن للكثيرين أن يعودوا لنشاطهم الرياضي بعد الإصابة، إذا تمَّت معالجتها بطريقة صحيحة وتحت إشراف طبي مختص.

أنواع الإصابات الرياضية:

كما ذكرنا تختلف أنواع الإصابات بحسب نوع الرياضة الممارسة، ومنها التواء الكاحل الذي يحدث نتيجة تحريك القدم بشكل خاطئ أو المشي على سطح غير مستوي أو ارتكاب خطوة خاطئة ما يضر بالأربطة التي تربط بين العظام، والرباط الصليبي الذي يعد من أشهر أنواع الإصابات الرياضية، والشد والتمزق العضلي والكدمات وتمزق الغضروف الهلالي وإصابة وتر أكيلس أو أخيل كما يسمى بالعربية، والارتجاج وبلع اللسان وإصابة مفصل الركبة، طبعاً بالإضافة للكسور والسحجات والجروح وغيرها.

علاج الإصابات الرياضية:

هناك علاج طبيعي يستخدم للحفاظ على الجسم وعلاج أنواع الإصابات الرياضية وتعزيز واستعادة الحركة التي قد تتأثر بالإصابة أو الإعاقة أو المرض، وقد يكون العلاج بالحرارة أو البرودة أو الماء أو الكهرباء حسب نوع الإصابة.

وهناك علاج فيزيائي وعلاج بالأدوية وعلاج جراحي كما تحتاج بعض الإصابات لعلاج نفسي.

وبعد الشفاء من الإصابة يكون هناك تأهيل للاعبين المصابين يهدف إلى تعزيز واستعادة القدرة الوظيفية والجودة لحياة المصاب.

طرق الوقاية من الإصابات الرياضية:

لكي يتجنب اللاعبون الإصابات الرياضية والحفاظ على مستواهم الكروي والرياضي لا بد من اتباع أهم التعليمات والإرشادات لضمان حياة رياضية أفضل كالالتزام بالراحة المطلوبة قبل ممارسة الرياضة والإحماء الجيد والكافي قبل البدء بالتمارين الرياضية، من خلال البدء بحركات خفيفة وتدريجية للتمرين وارتداء الأحذية المناسبة للنشاط الرياضي واستخدام شريط أو لاصق للركبة الضعيفة إن لزم الأمر واستخدام معدات السلامة العامة والمناسبة مثل واقيات الفم وواقي الرأس والإكثار من شرب السوائل قبل وأثناء وبعد النشاط الرياض،ي وتجنّب ممارسة التمرين في وقت ارتفاع الحرارة ويكون ذلك ما بين الساعة 11 صباحاً و3 عصراً، وممارسة الألعاب الرياضية المختلفة لضمان اللياقة البدنية وقوة العضلات جميعها، والتدريب حسب الشدة والكثافة المناسبة للفرد حتى تكون العضلات قادرة على تلبية متطلبات النشاط الرياضي الممارس، وعدم الإفراط بالتدريب الذي يفوق مستوى اللياقة البدنية لدى الفرد إنما يمكن اتباع الزيادة التدريجية في شدة التمرين واستخدام الأسلوب المناسب والصحيح للمهارات الرياضية وعملية التهدئة والإطالة للعضلات والمفاصل بعد الانتهاء من النشاط البدني واستخدام فترات راحة بينية مناسبة.

أشهر إصابات الملاعب:

تعرض الكثير من نجوم الكرة العالمية للإصابة وبعضهم فقد مستقبله الكروي، وآخرون انخفض مستواهم وتعرضوا لأزمة نفسية وهجروا الكرة بعدها.

إدوارد دا سيلفا: ما تزال حتى الآن صور إصابة اللاعب البرازيلي إدوارد دا سيلفا تثير الألم حيث كان مهاجم أرسنال السابق ضحية تدخل عنيف جداً من المدافع مارتن تايلور في مباراة بالدوري الإنجليزي ضد برمنغهام موسم 2007-2008، وهو ما تسبب في كسر عظم شظية ساقه اليسرى.
وأجبرت الإصابة دا سيلفا على الغياب عن الملاعب 10 أشهر، وقال حينها: “كانت الإصابة سيئة للغاية لدرجة أنني أوشكت أن أفقد ساقي”، وقد استمرت مسيرته لاحقاً مع أندية شاختار دونيتسك وفلامينغو وأتلتيكو باراننسي وليخيا دي فارسوفيا.

-جبريل سيسي: خلال سنتين، تعرض الفرنسي جبريل سيسي لإصابتين مروّعتين، حدثت الأولى عام 2004، في مباراة جمعت ليفربول وبلاكبيرن روفرز، حيث تسبب تدخل قوي من جاي ماكيفيلي بكسر في قصبة ساقه اليسرى وفي عام 2006 تعرض اللاعب في مباراة ضد منتخب الصين لإصابة خطيرة أخرى إثر تدخل من المنافس جينغ جي، هي كسر في الساق وكسر في الشظية.
ورغم ذلك، رفض سيسي الاستسلام وواصل تسجيل الأهداف في مارسيليا وسندرلاند وباناثينايكوس ولاتسيو وكوينز بارك رينجرز وكراسنودار وباستيا، وغيرها من الأندية.

-آلف إينغ هالاند: تعرض هذا النجم، وهو والد إرلينغ هالاند لاعب بوروسيا دورتموند الحالي لإصابة خطيرة بعد تدخل من الإيرلندي روي كين في مباراة مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد خلال موسم 2000-2001، واعترف كين لاحقاً بأنه تعمّد إيذاء هالاند الذي أُصيب بتمزق في أربطة الركبة اليسرى ولسوء الحظ، فشل اللاعب النرويجي في التعافي بعد 4 عمليات جراحية، وانتهى به الأمر إلى الاعتزال في سن 31.

-مانويل بابلو غارسيا: شهد الدوري الإسباني موسم 2001-2002 إحدى أخطر الإصابات في الملاعب، وكان ضحيتها غارسيا الظهير الأيمن الذي قضى مشواره كاملاً في الدفاع عن ألوان ديبورتيفو لاكورونيا، وحدثت الإصابة في مباراة ضد سيلتا فيغو حيث تعرض اللاعب لكسر مضاعف في الساق وعظم الشظية.

-مايكل كرون ديلي: تعرض الدانماركي مايكل كرون ديلي لاعب إشبيلية لكسر وتمزق في صابونة الركبة اليسرى خلال مباراة ذهاب نصف نهائي الدوري الأوروبي عام 2016 أمام شاختار دونيتسك، وبعد خضوعه لعملية جراحية عاد للملاعب بعد 9 أشهر ولكنه لم يعد أبداً ذلك اللاعب الحاسم في خط الوسط، وكانت تجربته الأخيرة في ديبورتيفو لا كورونيا، ومنها قرر إنهاء مسيرته الاحترافية عام 2019.

-بيتر تشيك: عندما كان يلعب في صفوف تشلسي، تعرض الحارس الدولي التشيكي السابق لإصابة خطيرة في الرأس إثر اصطدامه مع ستيفن هانت لاعب ريدينغ داخل منطقة الجزاء في الدقيقة الأولى من إحدى مباريات الدوري الإنجليزي موسم 2006-2007 مما أدى إلى تعرضه لكسر في الجمجمة.

-ديفيد بوست: عام 1996، مرّ الإنجليزي ديفيد بوست بأسوأ لحظاته في الملاعب حين اصطدم لاعب كوفنتري سيتي السابق بدينيس إيروين وبريان ماكلير، وكانت العواقب رهيبة، حيث تسبب الاصطدام في كسر مزدوج على مستوى قصبة الساق وشظية الساق اليمنى، وزادت حالته تعقيداً بسبب عدوى المكورات العنقودية، وقد استوجبت حالته حوالي 26 عملية جراحية.

وتعرض لاعبون كبار لإصابات خطيرة أخرى لم يستمروا بعدها في اللعب رغم تعافيهم منها بسبب الأذى النفسي الذي تعرضوا له بسببها وتأثروا به بشكل كبير ومنهم البرازيلي الشهير رونالدو والهولندي فان باستن والألماني الشهير أولي هونيس وأشهر هدافي كأس العالم الفرنسي جوست فونتين والإسباني فرنادو ريدوندو والألماني سيباستيان دايسلر، فيما تعافى لاعبون آخرون وعادوا أقوى مما كانوا كالقيصر بيكنباور والجوهرة بيليه وميسي والبرتغالي رونالدو وزين الدين زيدان والهولندي فان دايك.

أما أشهر من توفوا في الملاعب بسبب الإصابات فهم مارك فيفيان اللاعب الكاميروني الذي توفي أثناء مباراة منتخب بلاده مع منتخب كولومبيا في كأس القارات بفرنسا عام 2003 بسبب أزمة قلبية، والتونسي الهادي بالرخيصة خلال مباراة لفريقه الترجي أمام ليون خلال تنفيذه لعملية “دبل كيك” فسقط على رأسه وقضى نحبه، والإسباني بويرتا خلال مباراة بالدوري الإسباني، والمصري عبد الوهاب محمد في التدريبات، والملاكم الكوري الجنوبي كيم دوك كو أثناء أحد النزالات، والفارس الأمريكي فرانز هايك، وسائق السيارات البرازيلي الشهير ايرتون سينا الذي قضى في حادث أثناء إحدى المنافسات عام 1994.

وعلى الصعيد المحلي تركت الإصابة أثرها باللاعب عمار حبيب نجم دورة المتوسط ونادي تشرين، حيث أبعدته إصابة بالركبة عن الملاعب نهائياً، وكذلك اللاعب ماهر قاسم من تشرين أيضاً، وهناك لاعبون تعرضوا لإصابات وعادوا للملاعب كفراس الخطيب وعمر السومة وعمر خريبين ومارديك مردكيان وعبد الرحمن الخطيب وأحمد الصالح وغيرهم، ومؤخراً تعرض لاعبا منتخب الشباب أنيس قاسم وماهر شعبو للإصابة وتم إيفادهم لقطر للعلاج.

التأمين على اللاعب:

قد تبدو الأمور في أوروبا وبعض الدول العربية محسومة مادياً ولا مشكلة في العلاج، بسبب وجود شركات التأمين التي تتكفل بعلاج اللاعبين، وأيضاً بدفع رواتبهم طيلة فترة العلاج بسبب التأمين على اللاعب وهناك لاعبين قاموا بالتأمين على أرجلهم وأيديهم كالأرجنتيني ميسي الذي قام بالتأمين على قدميه بمبلغ 750 مليون يورو، اولبرتغالي رونالدو بمبلغ 90 مليون جنيه استرليني، والإنكليزي بيكهام بـ100 مليون جنيه، فيما أمّن الحارس الإسباني الشهير ايكر كاسياس على يديه بمبلغ 10 مليون دولار، والألماني نوير بمبلغ 3 مليون يورو.

أما في سوريا فالوضع يبدو صعباً للغاية إذ لا يوجد تأمين على اللاعب، وقلما يجد اللاعب من يدفع ثمن علاجه أو عملياته ويبتعد الجميع عنه حتى أنديته إن لم يكن موهوباً أو مدعوماً، وقد يدفع اللاعب مستقبله ثمناً لذلك بسبب عدم اختياره الطبيب الأجدر لعلاجه وإجراء العملية له بسبب بحثه عن الأقل أجراً، لأن أجرة عملية الرباط الصليبي تصل لـ8 مليون ليرة، وإن لم تكن عملية إعادة التأهيل بالشكل المطلوب فسيفقد اللاعب مستقبله، ولذلك نجد أن اللاعبين البارزين يتم إرسالهم إلى دول أخرى للعلاج بعلاقات شخصية أو رسمية مع اتحادات تلك الدول وتصل تكلفة العملية مع الإقامة والتأهيل وأجور الطيران لـ800 مليون ليرة كما صرح لنا بذلك أحد المقربين من لاعب تم علاجه في دولة أخرى طالباً عدم الإفصاح عن اسمه.

إذاً إصابات الملاعب هي شر وهي الخصم الآخر والأخطر على اللاعب في الميدان وقد تقضي على اللاعب رياضياً أو تصيبه بعاهة دائمة وربما تقضي على حياته وتقتله، ولذلك على اللاعب التقيد التام بطرق الوقاية منها التي يعدها المدربون والمعدون البدنيون والأطباء.

وفي سوريا لاعبنا معرض للإصابة بشكل كبير بسبب عدم التطبيق الصحيح للاحتراف، وبسبب سوء أرضية الملاعب، وقلة المختصين والمستشفيات لعلاج هذا النوع من الإصابات وإن وجد فالتكلفة عالية، لذلك يلجأ اللاعبون للمعالج الفيزيائي في أنديتهم أو في مراكز العلاج الفيزيائي المنتشرة وشتان ما بين هؤلاء وبين الطبيب المختص.

محسن عمران

اقرأ أيضاً