أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

أخبارها على تنسيقيات المعارضة بـ “الجملة والمفرّق”.. تحركات روتينية للقوات التركية على محاور ريف حلب

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس شهدت محاور ريف حلب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، عدة تحركات عسكرية تركية على المحورين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي، إلا أن تلك التحركات استمرت في كونها ضمن إطار التحركات الروتينية المعتادة التي دأبت القوات التركية على تنفيذها بين كل حين وآخر.

التصريحات الأخيرة التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل يومين حول “المنطقة الآمنة”، ونية بلاده تنفيذ عمل عسكري شمال سوريا، أعقبها مسارعة التنسيقيات والمعرفات التابعة لمسلحي فصائل أنقرة إلى إطلاق سلسلة من الأخبار بـ “الجملة والمفرق”، التي تتحدث عن تحركات حثيثة وتحضيرات مكثفة للعملية العسكرية التركية.

ومن أبرز ما تداولته تنسيقيات المسلحين صوراً لمنشورات ورقية تُحذيرية تدعو الأهالي إلى الابتعاد عن المقرات العسكرية، ادّعت التنسيقيات أن المروحيات التركية ألقتها ليلة أمس الثلاثاء، فوق قرية “منغ” القريبة من بلدة “تل رفعت” بريف حلب الشمالي، لتؤكد فيما بعد مصادر محلية لـ “أثر” أن تلك الصور قديمة، وتعود إلى العملية العسكرية السابقة التي كانت قد هددت تركيا بتنفيذها في مناطق شمال غربي حلب قبل عدة أشهر، والتي لم تجد طريقها إلى التنفيذ آنذاك.

أيضاً تضمنت أخبار التنسيقيات معلومات تتحدث عن رفع الجاهزية لدى فصائل أنقرة، وحشدها أعداداً كبيرة من مسلحيها على محاور التماس في ريف حلب الشمالي بقسميه الشرقي والغربي، إضافة إلى الحديث عن إزالة الجدار الأسمنتي العازل الذي كانت بنته تركيا على الحدود “السورية- التركية” من جهة منطقة “عين العرب” الخاضعة لسيطرة “قسد”، كما أشارت التنسيقيات إلى إرسال تعزيزات عسكرية تركية كبيرة باتجاه الحدود السورية، بالاعتماد على مقاطع “فيديو” توثق تلك التحركات، ليظهر لاحقاً أن المقاطع مُسجّلة في وقت سابق، وحتى أن صور زيارة وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” إلى الحدود السورية، وفق ما جاء في التنسيقيات، تبين أنه تم التقاطها لجولة نفذها “أكار” قرب الحدود “العراقية- التركية”.

وعن التحركات التركية التي تم تسجيلها بالفعل في أرياف حلب خلال اليومين الماضيين، قالت مصادر “أثر” إنها تمثلت في دخول رتل عسكري تركي مساء أمس من معبر “الراعي” الحدودي باتجاه منطقة الباب الخاضعة لسيطرة أنقرة وفصائلها شمال شرقي حلب، إضافة إلى تسجيل تحليق استطلاعي استمر عدة ساعات فوق مناطق الريف الشمالي الغربي من قبل الطائرات التركية المسيّرة.

كما سجلت مناطق شمال غربي حلب الخارجة عن نطاق السيطرة التركية، والواقعة ضمن مثلث “عفرين- أعزاز- تل رفعت” يوم أمس، أعمال قصف عشوائي بقذائف المدفعية التي استهدفت قرى “الوحشية” و”أم القرى” ومحيط سد “الشهباء”، ما تسبب بأضرار مادية فقط دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين.

وذكرت المصادر أن تلك التحركات التركية، تندرج ضمن إطار التحركات الروتينية التي اعتاد عليها ريف حلب الشمالي بشكل عام، فقصف القرى الآمنة بات السمة الرئيسية الغالبة على مجريات الأحداث شمال حلب منذ أكثر من عام، حاله حال تحليق طائرات الاستطلاع الذي يسجل يومياً فوق عموم المناطق سواء التي تسيطر عليها أنقرة، أو الخارجة عن سيطرتها، فيما كانت قد اعتادت تركيا بين كل حين وآخر على إدخال أرتالها العسكرية نحو الأراضي السورية لتعزيز قواعدها العسكرية سواء في ريف حلب أو إدلب.

ورغم الجدية التركية في التهديدات الأخيرة، إلا أن تحركاً فعلياً ومؤثراً خارجاً عن المعتاد، لم يسجل في أرياف حلب الشمالية، حتى لحظة تحرير الخبر على الأقل، في حين وضمن السياق ذاته، إن آراء عدد من المحللين الاستراتيجيين اتفقت خلال حديثهم لـ “أثر”، على أن التركيز التركي في حال تنفيذ “أردوغان” تهديداته، سينصب بالدرجة الأولى، وقد تكون الأخيرة، على منطقة “عين العرب” التي باتت المنطقة الوحيدة الواقعة بشكل مباشر على الحدود “السورية- التركية” تحت سيطرة “قسد” في الريف الحلبي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن الإثنين الماضي، بأن قوات بلاده “ستشن قريباً عمليات عسكرية جديدة على حدود تركيا الجنوبية لإقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً لمكافحة التهديدات الإرهابية من هذه المناطق”، مشيراً إلى أن العمليات ستبدأ فور استكمال الاستعدادات العسكرية، على أن يتم اتخاذ القرار النهائي حولها، خلال اجتماع مجلس الأمن القومي يوم غد الخميس.

وفي أولى المواقف الأمريكية المسجلة اليوم الأربعاء حيال تصريحات الرئيس التركي، قال “نيد برايس” المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلاده “تدين أي تصعيد تركي من شأنه أن يعرض حياة العسكريين الأمريكيين المنتشرين في شمال سورية للخطر”، معرباً عن “قلق الولايات المتحدة من التصريحات التركية، وإدانتها للتصعيد، وتأييدها الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة.

حلب- زاهر طحان

اقرأ أيضاً