أثر برس

الأحد - 28 أبريل - 2024

Search

نقص حاد بالمياه وصل حد “العجز” في بعض مناطق ريف دمشق

by Athr Press G

خاص || أثر برس اشتكى أهالي عدد من المناطق في محافظة ريف دمشق لـ “أثر” من نقص المياه رغم أنها فترة تدفق المياه ضمن الأنهار وفروعها، كما لا يتم التزوّد بها، الأمر الذي يشكّل منعكسات سلبية من مختلف النواحي، حيث أكد العديد منهم في قرية كفر العواميد، وحي الباسل، ومساكن التوافيق في قطنا، وبلدة الحسينية التابعة لوحدة مياه وادي بردى وما حولها وعدد من المناطق الأخرى من النقص الحاد في المياه سواء مياه الشرب، أو الاستخدامات المنزلية أو الزراعية.

كفر العواميد: إيقاف الاستجرار من النبع:

لدى متابعة ذاك الواقع مع محافظة ريف دمشق من جهة، ومؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي، من جهة أخرى، أكد لـ “أثر” عضو المكتب التنفيذي لقطاع الموارد المائية والزراعة المهندس محمود حيدر أنه بعد إجراء الكشف والتحقق مما يحدث تبين أن سبب أزمة المياه في قرية كفر العواميد يعود لساعات التقنين الكهربائي الطويلة، إذ تصل الكهرباء أقل من ساعة واحدة تقريباً بشكل يومي، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي وكبير على الضاغط الذي يسهم بوصول المياه إلى الأهالي، إضافة إلى نقص كميات المياه الواردة إلى البلدة، نظراً لإيقاف استجرارها من نبع القرية بسبب وصول مياه النهر إلى غرفة النبع، ما أدى إلى تلوث مياهه.

وأشار إلى أنه تم مؤخراً إعداد دراسة لتركيب قمصان وبيارة في النبع لحصر المياه، ومنع تسرب مياه النهر إلى داخله، فيما خاطبت مؤسسة المياه، محافظة ريف دمشق مطالبة بتغيير مسار خط الصرف الصحي، وإبعاده عن الجسر الواقع فوق النبع مباشرة لمنع حدوث تلوث في مياه النبع، مشدداً على أنه يتم إعداد الدراسة الفنية اللازمة لمشروع جر مياه من خزان التكية إلى جميع قرى وبلدات وادي بردى بما فيها كفر العواميد، لتحسين الوضع المائي فيها، علاوة على ذلك يتم التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنفيذ خط معفى من التقنين الكهربائي لكل بلدات وادي بردى وهو قيد الدراسة حالياً.

حي الباسل: منطقة مخالفات!

وتابع حيدر حديثه مع “أثر” قائلاً: بالنسبة إلى حي الباسل في قطنا فهو منطقة مخالفات، وفيه الكثير من التجاوزات والتعديات على شبكة المياه، حيث تم ضبط العديد منها، مع توجيه الإنذارات من قبل الضابطة المائية، إلا أن التعديات تعود من جديد، والحلقة الثالثة هي أكبر الحلقات في الحي، وتم سابقاً التوجيه لتركيب (سكر) من أجل حصر المياه في المنطقة العلوية من حي الباسل، إلا أن أهالي الحي يقومون بالتلاعب فيه وفتح وإغلاق السكر، ولم يتم التمكن من ضبط عمله ما أدى لحرمان قطاع كبير من الحي من المياه، لافتاً إلى أنه حالياً يتم تزويد حي الباسل من مشروع أمبيا الذي يعمل على الطاقة الكهربائية والشمسية، إلا أنه وبسبب انخفاض السطوع الشمسي في فصل الشتاء، ناهيك عن أن ساعات التقنين الكهربائية الطويلة، أثّرت على كميات المياه المنتجة، والمزوّدة للحي، وسبّبت عجزاً في التزويد، علماً أن المؤسسة قامت فيما مضى بتمديد خط لتغذية الحي وخصوصاً الحلقة الثالثة من مياه مشروع رخلة، بغية دعمه بمصدر مائي إضافي، لكن لم يستثمر في حينه بالشكل المطلوب لأسباب فنية، إلا أن هناك مساعي لاتخاذ الإجراءات الفنية اللازمة لاستثمار هذا الخط من جديد عبر تركيب منافس هواء والبحث عن وجود سطم فيه.

قرية الحسينية: أزمة مياه بسبب التقنين

كما تطرق حيدر إلى أن سبب أزمة المياه في قرية الحسينية التابعة لوادي بردى يعود لساعات التقنين الكهربائي الطويلة، الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي على الضاغط لوصول المياه إلى القاطنين، حيث أن خزان البلدة خارج الخدمة ويتم الضخ من الآبار المغذية للبلدة عدد 2 مباشرة على الشبكة وإحدى هذه الآبار متوقفة حالياً بسبب أعمال الصيانة للمضخة الغاطسة، مؤكداً أنه يتم إعداد الدراسة الفنية اللازمة لمشروع جر مياه من خزان التكية إلى جميع قرى وبلدات وادي بردى بما فيها الحسينية، لتحسين الوضع المائي فيها.

بعض العجز بمناطق الريف 

وفي الوقت الذي تعلن فيه مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها أن الواقع المائي جيد ولا يوجد أي شكاوى أو اختناقات تذكر، يؤكد مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي المهندس عصام الطباع لـ”أثر” أن واقع مدينة دمشق وريفها جيد جداً، ويتم التزويد بشكل يومي لجميع القطاعات في المدينة بفترة تتراوح بين (8) ساعات إلى (17) ساعة حسب التوزع الجغرافي والتضاريسي والاحتياج للمناطق وذلك بالتزامن مع فيضان نبع الفيجة وارتفاع غزارته، مع الإشارة إلى أنه يتم حالياً تزويد مدينة دمشق وريفها المحيط بالمياه من نبع الفيجة فقط، مع إيقاف جميع المصادر الأخرى.

أما في ريف دمشق فيرى الطباع أن الوضع يعتبر مقبولاً مع وجود بعض العجز بمناطق متفرقة من الريف، إنما يتم العمل على معالجتها وفق الإمكانيات المتاحة، منوهاً بأن العجز الحاصل يعود لأسباب تتعلق بـ (شح المصادر المائية في بعض المناطق، ونقص الطاقة، بالإضافة إلى أسباب تتعلق بالهدر في شبكات المياه).

وبين أن الواقع المائي يرتبط عموماً بالهطول المطري، إذ بلغ الهطل المطري الإجمالي على حوض نبع الفيجة لغاية 19/3/2024 نحو 89% من إجمالي الوسطي السنوي لحوض الفيجة، ونحو 51% من إجمالي الهطول الوسطي السنوي لمدينة دمشق، فيما تقوم مؤسسة مياه عين الفيجة بتزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه من عدة مصادر مائية رئيسية هي: (نبع الفيجة، نبع بردى، آبار مراكز الضخ المنتشرة في مدينة دمشق وريفها) لتلبية حاجة السكان، كذلك تعمل عبر منظوماتها المائية الحالية لتلبية هذه الحاجة حسب كميات المياه المنتجة المتاحة.

وحول واقع الحال في محافظة ريف دمشق أكد أن ضخ المياه مرتبط بشكل رئيسي بتوافر حوامل الطاقة ما يجعل ساعات التقنين أطول نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها سوريا، لذا تلجأ المؤسسة لتشغيل مصادرها المائية عبر عدة وسائل أهمها: تأمين خطوط كهربائية معفاة من التقنين لتغذية مشاريع المياه بالتعاون مع شركتي كهرباء دمشق وريف دمشق، مشيراً إلى أن عدد الخطوط المعفاة من التقنين وصل لنحو /73/ خط، كذلك يتم تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار بالتعاون مع الجهات المانحة والتي وصل عددها إلى ما يقارب الـ 71 منظومة، بالإضافة إلى توفير عمليات الضخ بواسطة مجموعات التوليد الاحتياطية المنتشرة في مراكز الضخ وفق الإمكانيات المتاحة وضمن الحد الأدنى.

لينا شلهوب – ريف دمشق

اقرأ أيضاً