خاص|| أثر برس لم تكتفِ تركيا بالتصعيد والاعتداءات العنيفة التي نفذتها يوم أمس باتجاه الأراضي السورية، والتي خلّفت شهداء وجرحى بين صفوف الجيش السوري والمدنيين القاطنين ضمن المناطق المستهدفة، فعملت خلال ساعات الليل على تصعيد تحركاتها إعلامياً، عبر التنسيقيات والصفحات المعارضة التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولعل من تابع مجريات المشهد الميداني في ريف حلب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان متأكداً أن العملية العسكرية التركية قد بدأت بالفعل نحو الأراضي السورية، وخاصة بعد مقاطع الفيديو التي بثتها تنسيقيات المسلحين، والتي أظهرت مساجد قرية “قرقميش” التركية وهي تنادي عبر مكبرات الصوت على المدنيين للبقاء في منازلهم واتباع أقصى درجات الحيطة والحذر، لبدء العملية العسكرية.
وفور انتشار تلك الفيديوهات سارعت وسائل إعلام مختلفة لتداول ما جاء فيها، معلنة بدء العملية التركية شمالي سوريا، إلا أن مصادر “أثر” من ريف حلب الشمالي، نفت ما تم تداوله عن أي تحركات خارجة عن المألوف، مؤكدة أن المجريات في شمالي حلب الليلة الماضية كانت ضمن إطارها الروتيني المعتاد منذ أشهر طويلة، سواء على صعيد دخول وخروج الأرتال العسكرية التركية، أو لناحية القصف التركي المستمر على مناطق منبج وعين العرب وتل رفعت.
وبحسب ما نقلته المصادر من معلومات، فإن النداءات التي أطلقتها مساجد “قرقميش”، جاءت بأوامر من قوات حرس الحدود التركية لأئمة المساجد، دون أي علم للقيادة العسكرية التركية بها، الأمر الذي أثار استياء المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم والي “غازي عنتاب” “داوود غُل” الذي أعلن في تغريدة نشرها على حسابه الخاص في “تويتر” عدم وجود أي نشاط غير روتيني في شمالي سوريا، ووعد بمحاسبة المسؤولين عما حدث في “قرقميش”.
من جانبه قال وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو” أن النداءات الصوتية التي صدرت عن الجوامع في المناطق القريبة من الحدود السورية كان مبالغ فيها، مؤكداً أنه لن يجري عملية عسكرية شمالي سوريا وإنما تحذير صغير.
وكانت قد شهدت مناطق ريف حلب الشمالي أمس، تصعيداً كبيراً من قبل القوات التركية، التي نفذت اعتداءات نحو مناطق منبج وعين العرب في الشمال الشرقي امتداداً إلى القرى الآمنة في الغرب، قبل أن تستهدف تلك الاعتداءات نقطة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب قرية “تل جارقلي” الحدودية في منطقة عين العرب، ما أسفر بحسب المصادر العسكرية السورية عن استشهاد ثلاثة جنود وإصابة ستة آخرين بجروح متفاوتة.
زاهر طحّان- حلب