لفت أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته الافتتاحية خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب أمس الثلاثاء، إلى الجمود الذي طرأ على الملف السوري في الآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الجمود قد يخلق انتكاسة.
وقال أبو الغيط: “إن الوضع في ليبيا واليمن وسوريا -والمطروح بشأنها قرارات- يُعد مجمداً إلى حد كبير والتجميد هنا ليس حلاً، لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب ولا يوفر الاستقرار الإقليمي المنشود”.
وأضاف أن “هذه الأزمات العربية تحتاج من المنظومة العربية إلى جهد متواصل لأننا لا نقبل أبداً أن تتحول إلى أزمات منسية ولو إلى حين”.
وانطلقت أمس الثلاثاء اجتماعات وزراء الخارجية العربية تحضيراً لانعقاد قمة جامعة الدول العربية في 16 أيار الجاري بحضور الزعماء العرب.
وناقش اجتماع وزراء الخارجية العرب إعداد مشروع جدول أعمال القمة في صورته النهائية في ضوء نتائج اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين، ومشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال ومشروع الإعلان الختامي الذي سيصدر عن القادة العرب، وفق ما نقلته وكالة “واس” السعودية.
كما ناقش الاجتماع مشروع جدول أعمال القمة بنداً حول الشؤون العربية والأمن القومي وشمل ملفات عدة أبرزها الوصع في لبنان، وتطورات الوضع في سوريا، ودعم السلام والتنمية في السودان؛ وتطورات الوضع في ليبيا واليمن.
وتضمن مشروع جدول الأعمال 8 بنود رئيسة تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية والتعاون العربي مع التجمعات الدولية والإقليمية ومنها تقرير رئاسة القمة الثانية والثلاثين عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عن مسيرة العمل العربي المشترك.
ووفق “واس” فإن مشروع جدول الأعمال تضمن بنداً حول القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي ومستجداته ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني؛ ومتابعة تطورات الاستيطان وجدار الفصل العنصري والأسرى واللاجئين وأوضاع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” والتنمية في الأراضي المحتلة؛ والجولان السوري المحتل.
والتقى وزير الخارجية فيصل المقداد على هامش هذه الاجتماعات، نظيره المصري والأردني واللبناني والسعودي، وناقش معهم مجموعة من الملفات أبرزها الملف الفلسطيني، وملفات أخرى مرتبطة بلجنة الاتصال العربية بخصوص سوريا.
وتأتي هذه القمة العربية بالتزامن مع مرور عام على عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، في 7 أيار 2023، إذ أعربت الخارجية الأمريكية حينها عن انزاعجها من هذا القرار معتبرة أن “دمشق لا تستحق هذه العودة”.
وفي 5 أيار الجاري أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، رفض تمرير مشروع قانون عقوبات يمنع التطبيع مع دمشق، وقال كاتب المقالة جوش روجين، وهو كاتب عامود في قسم الآراء العالمية: “إن السياسة الرسمية لإدارة بايدن تتمثل في معارضة التطبيع مع دمشق”، بينما نقل عن مشرعين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي تأكيدهم أن “وراء الكواليس تخفف الإدارة هذا الضغط بهدوء وعن عمد”، لافتاً إلى أن “المزيد والمزيد من الدول، وخصوصاً شركاء الولايات المتحدة في الخليج العربي، ترحب بعودة دمشق إلى محيطها العربي، ومتلهفة للحصول على عقود مربحة لإعادة بناء المدن”.