أثر برس

الأحد - 28 أبريل - 2024

Search

تحت شعار “جلب الحبيب وردّ المطلّقة”.. حالات نصب أبطالها المعالجون الروحانيون على فيسبوك

by Athr Press G

خاص ||أثر برس “جلب الحبيب وردّ المطلقة” ربّما نستغرب من سماع هذه الجملة، ونعتبرها طرفة ولكن في الحقيقة هذه العبارة شعار ينتهجه ما يدعون أنفسهم “المعالجين الروحانيين”، وعلى الرغم من إدراك الناس ماهيتهم إلا أن فئة منهم ما زالت تنساق وراءهم، للحصول على غايتهم باتباع ما يطلبه المعالج الروحاني منهم، ليكونوا وجبة دسمة للنصب والاحتيال.

700 ألف الدفعة الأولى:

وردت لـ “أثر” محادثات من أشخاص تواصلوا مع معالج روحاني يروّج لنفسه عبر الفيسبوك بحساب وهمي، ويقيم في السويداء، وطلب أحد الأشخاص خدمة “رد المطلّقة”، فطلب المعالج الدفعة الأولى 700 ألف، والثانية بعد النتيجة بحسب رغبة الزبون بالدفع، مبيناً أن الدفعة الأولى ثمن المواد التي تتضمن زعفران ومسك وطائر الهدهد وغيرها.

جلب الحبيب وردّ المطلقة.. تجارب فاشلة:

“كنت أتصفح الفيس بوك، وفجأة ظهرت لي مجموعة تدعى (روحانيات سوريا) وقرأت فيها منشورات مفادها “بعيداً عن السحر.. معالج روحاني لجلب الحبيب” فأغراني المنشور وتواصلت مع صاحب الحساب لمعرفة التفاصيل”، هكذا شرحت صفاء لـ “أثر” طريقة معرفتها بالمعالج الروحاني.

وتابعت قائلةً: “تواصلت معه عبر “الماسنجر” وطلب مكالمة صوتية عبر التطبيق، معللاً أنه خارج سوريا وليس معه رقم سوري وتحدث معي باللهجة الشاميّة، ووعدني أنه سيجلب لي حبيبي الذي افترق عني عبر الأعشاب والقرآن والبخور دون ضرر أو سحر، بمبلغ أولي لسعر الأدوات مليون ليرة سورية، وأجرة يده بعد النتيجة، على أن تسلم المبالغ شخصياً في دمشق لشاب سيرسله لي”.

وأكملت: “بعد مرور 15 يوماً من تسليم المبلغ، لم يحصل ما قاله، ولم يتواصل معي حبيبي السابق، فاتصلت به لم يرد، وبعد يومين اتصل بي وطلب مبلغ 500 ألف ليرة سورية، لمعاودة عمله بالإضافة لشيء من أثره أي (شعرة أو قطعة ملابس له)، حينها تأكدت أنه محتال وساحر وغرضه النصب فقمت بحظره وخسرت المبلغ المالي”.

شاطرتها القول الشابة “ر” وقالت لـ”أثر”: “ضفت عبر الفيسبوك شخصاً يدعى “الشيخ أبو فلان” ويمتهن العلاج الروحاني وطلبت منه أن يردني لطليقي، وطلب الدفعة الأولى 600 ألف وبعد أسبوع تسدد الدفعة الثانية وهي مليون ليرة”.

وأردفت: “قال لي الشيخ أن طليقي سيتصل بي الأسبوع الأول وفي الأسبوع الثاني سيطلب موعداً بيننا، مضى الأسبوع الأول ولم يتصل بي وبعدها المعالج طلب الدفعة الثانية، فاعترضت عن دفعها لأن طليقي لم يتصل، وتبين أنه كاذب”.

ما موقف القانون السوري؟

أوضح المحامي عبد الفتاح الداية لـ”أثر” أن القانون السوري لم يأت على ذكر كامل حالات الشعوذة ولكن يمكن القول إنه حدد قاعدة وخطوط عريضة، كما أنه لم يأت على ذكر الحالات حرفاً ونصاً، ولكن يمكن اعتبار كل من يدعون أنهم معالجون روحانيون أو قادرون على التوفيق بين شخصين أو الاطلاع على أمور الرزق والمستقبل، وما شابه ذلك، هم من ممارسي الشعوذة والسحر.

تمس بالثقة العامة!

وبيّن الداية أنه بحسب القانون السوري، تعتبر ممارسة الشعوذة والعلاج بالروحانيات وما شابه أفعال معاقب عليها في قانون العقوبات المعمول به حالياً، وهي من الأفعال التي صنفها القانون أنها تمس بالثقة العامة.

وتابع: عدل القانون في الفترة الأخيرة العقوبات على الأفعال المتعلقة بذلك وأصبحت الحبس التكديري والغرامة من 25 إلى 100 ألف، وتشمل كل من يتعاطى بقصد الربح، مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وقراءة ورق اللعب وكل ماله علاقة بعلم الغيب، بالإضافة لمصادرة الأوراق المستخدمة.

وأردف: ما سبق من أمثلة حول أعمال السحر والشعوذة، هي بعض الأمثلة وليست على سبيل الحصر، لأن القانون منع أي عمل يتعلق بعلم الغيب وبالتالي فكل الأعمال ذات الصلة بهذا الأمر تندرج تحت ذات المنع وتطبق عليها ذات العقوبة، كما تصبح العقوبة في حال التكرار السجن حتى 6 أشهر وبالغرامة حتى 100 ألف ألف ويمكن إبعاده إذا كان أجنبياً.

وفي ختام حديثه مع “أثر” اقترح الداية تكثيف جهود توعية الأسرة والمجتمع حول هذه الأمور، لاسيما وأن بعض أعمال السحر والشعوذة تأخذ أشكال متعددة وتتقصد إلحاق الضرر وجني المال، كما اقترح أن يأخذ المشرع السوري منحى أكثر تشدداً لناحية العقوبات والغرامات، أو أن تتم التعديلات القانونيّة المناسبة لمحاسبة المشعوذين وأمثالهم كمقترفي جرم الاحتيال من أجل أن تصل عقوبتهم للحبس حتى 5 سنوات لتصل الغرامة حتى نصف مليون، وهي عقوبة جرم الاحتيال في القانون السوري، وكل ذلك تشدد مطلوب لأن وسائل الشعوذة تطورت اليوم وانتشارها بات أوسع ولابد من ملاحقة هذه الفئة والتشدد في محاسبتها لغايات الردع وحماية المجتمع.

من الناحية الدينية:

من جانبه، أوضح الباحث في التراث الإسلامي والمرجع الفقهي المعروف في المذهب الحنفي الشيخ عبد الجليل العطا لـ”أثر” أن العلاج الروحاني حقيقة يجب الإيمان بها لكن العاملين بها يجب الحذر منهم لعدم مصداقيتهم، لأنهم ينصبون على الناس كونها مادتهم الأساسية، فالدين يقر بهذا العلاج ولكن الواقع الذي يحتال به أصحاب هذا العلاج مغاير لمبدأ العمل به، ولا يمكن الطعن بهذا العلاج من خلال خداع العاملين به، وكل حالات الخداع والنصب التي يقومون بها خارجة عن كل الإيمان به.

يشار إلى أن المعالجين الروحانيين يعللون عملهم بتوجيه الطاقة لحلّ الأمور والعقبات الشخصية للأفراد، فيسمون حساباتهم الشخصية بأسماء وهمية يسبقها لقب “الشيخ”، وبالتالي وفّر الإنترنت مساحة انتشار إلكترونية كبيرة، من خلال الترويج لأنفسهم ولأعمالهم وهناك عدد لا يستهان به وقعوا ضحية نصبهم.

أمير حقوق

اقرأ أيضاً