أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

النقل الداخلي في دمشق وريفها.. 400 باص تعمل و300 متوقفة عن الخدمة

by Athr Press G

خاص || أثر برس اشتكى كثيرون في محافظتي دمشق وريفها من استمرار الازدحام الشديد والاختناقات المرورية، التي تحصل على معظم الخطوط، حيث تنتشر أعداد هائلة من عامة الناس والطلاب والموظفين عند مواقف الباصات وعلى المحاور وفي الساحات وخاصة عند معاهد الهندسة (مهاجرين – صناعة)، الفحامة، كشكول، دويلعة، صحنايا وأشرفيتها، قدسيا، قطنا وغيرها.. وسط شكاوى من خروج بعض السائقين عن مساراتهم ما يجبر البعض لأن يستقل تكسي سرفيس وهذا يشكل عبئاً إضافياً عليهم.

دمشق: نرتب للمستقبل القريب

عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل في محافظة دمشق عمار غانم بيّن لـ “أثر” أن الازدحام وحركة المرور يزدادان في أوقات الذروة في العديد من المناطق، في الفترتين الصباحية والمسائية، كالمحور الممتد من مركز المدينة وضواحيها، أو مواقع الدوائر والمؤسسات الحكومية.

ومن أجل التخفيف من الاختناقات المرورية، يؤكد غانم وجود جملة من الإجراءات المتبعة لتحسين أداء وسائل النقل، والتي يقابلها مجموعة من التحديات والعقبات التي يجري تجاوزها للوصول إلى الشكل الأمثل، بالإضافة لوجود العديد من الحلول والاستراتيجيات التي يمكن اعتمادها لتحسين تجربة النقل، مترافقة مع جملة من السياسات التي تتبعها الشركة العامة للنقل الداخلي بالتعاون مع المحافظة لتوفير بيئة أكثر استدامة وراحة للأهالي.

كما نوه لـ “أثر” بأن قطاع النقل في سوريا يشكّل هاجساً خاصة بعد الحرب التي أدت إلى خسائر كبيرة، وبالتالي ضعف بالأداء، ما أنتج أزمة على مختلف الأصعدة، حيث خرج قسم كبير من الآليات عن الخدمة جراء الحرب ومن ثم الحصار، وتوقف عمليات الاستيراد ناهيك عن ارتفاع الأسعار وتضخّمها، ما انعكس على أسعار قطع الغيار وكذلك ارتفعت أسعار الوقود، بالإضافة إلى أن الآليات قديمة وباتت مهترئة والسائق أصبح لديه مشكلة بالصيانة التي ينفذها، الخ.. كل هذه الأمور أرخت بظلالها وأدت إلى سوء بالأداء.

فيما أشار غانم إلى أنه في الفترة الماضية كان هناك نوع من التخبط يجري ترتيبه، والبداية كانت بتركيب منظومة الـ GPS للآليات لضبط عملها إلكترونياً، بحيث تلتزم كل آلية بمسارها مع حصولها على مستحقاتها من المحروقات، وحالياً الوضع أصبح مقبولاً نوعاً ما مع وجود بعض المخالفات التي يجري العمل للحد منها وضبطها، كما يتم التنسيق مع فرع المرور بدمشق وريفها، والشركة العامة للنقل الداخلي لمتابعة الواقع الخدمي.

وتابع قائلاً لـ “أثر” إنه الضغط في وقت الذروة يكون على شركة النقل الداخلي، وفي حال حدوث ضغط على أي محور يتم الاتصال مع الإدارة التي تعمل على تقديم المؤازرة كي تخدّم الناس وتخفف الازدحام، حيث تتم المناورة بالباصات ضمن الإمكانيات المتاحة، مؤكداً وجود مساعٍ لدعم الشركة عبر العمل على إصلاح الباصات المعطّلة القابلة للإصلاح من أجل زجها بالخدمة، مشيراً إلى أن الازدحام الكبير ناتج عن الازدياد السكاني، وتواجد عدد من الذين تركوا قطاعاً جغرافياً وتمرّكزوا في قطاع آخر، ما شكّل ضغطاً سكانياً كبيراً على قطاع النقل، إضافة إلى أن موضوع السائقين يحتاج إلى متابعة يومية وحتى لحظية.. مضيفاً: “كل هذه الصعوبات نتعامل معها حالياً ريثما نرتب للمستقبل القريب، بما سينعكس إيجاباً على النقل”، مبيناً أن المحافظة تعقد لقاءات دورية للتنسيق بهذا الشأن، وكل 15 يوماً هناك اجتماع للجنة تنظيم نقل الركاب المشترك بما يتعلق بخطوط النقل وطلبات النقل من خط إلى خط بما يتناسب مع حاجة الناس.

400 باص نقل داخلي في دمشق وريفها:

بدوره مدير الشركة العامة للنقل الداخلي المهندس محمد أبو رشيد أكد لـ “أثر” أن من أولويات وزارة الإدارة المحلية والبيئة تأمين قطاع النقل، وتم ذلك عبر جملة من الإجراءات، حيث خصصت للشركة العامة للنقل الداخلي بدمشق وريفها 30 باصاً من مجموع الباصات التي تم توريدها عام 2019 والبالغ عددها 100 باص، كما تم تخصيصها بـ 30 باصاً عام 2022 من الباصات التي تم توريدها وعددها 100 باص لكل المحافظات، لافتاً إلى أن الطاقة التشغيلية حالياً هي 150 باصاً، منها 110 باصات تعمل على خطوط المحافظتين، علماً أن 40% منها للمدينة، و60% منها لمحافظة الريف لأن المساحة الجغرافية للريف أكبر وبحاجة لباصات أكثر، وفيها ازدحام كبير يفوق طاقة قطاع النقل، بسبب الوافدين وخاصة في مدينتي جرمانا وقدسيا.

وأضاف: تم رفد 250 باصاً بدعم من القطاع الخاص، وشكّلت رديفاً لوسائط النقل الداخلي العام، وتعمل ضمن المدن الرئيسية منها:

-شركة أجياد الشام وتعمل على خط ميدان شيخ – جسر الرئيس – كلية الهمك.

– شركة كوجك وتعمل على خط الزاهرة – حميدة، والزاهرة – عش الورور.

– شركة ملوك وتعمل على خط كراجات العباسيين – سومرية مروراً بالمزة آداب.

– شركة الأقصى وتعمل على خط ضاحية قدسيا – جسر الرئيس، وقدسيا جامع العمري – الهامة.

وأوضح لـ “أثر” أنه تم فتح خطوط للنقل الداخلي لنقل طلاب الجامعات منها: قطنا – كلية الهمك، ضاحية قدسيا – كلية الهمك، التل – كلية الهمك، قدسيا جامع العمري – كلية الهمك، مساكن الحرس – الهمك، وكل هذه الباصات تعمل سفرتين واحدة صباحاً، والأخرى مساء، ما أسهم بتحسين الخدمة للشركة والطلاب وعامة الناس، كذلك أسهم برفع إيرادات الشركة.

نقاط إيجابية ونقاط ضعف لشركة النقل الداخلي:

وتطرق خلال حديثه إلى نقاط إيجابية للشركة، أهمها أن لديها محطة وقود مستقلة تتسع لـ 3 خزانات، سعة كل خزان 50 ألف ليتر أي يوجد 150 ألف ليتر لتزويد الباصات بمادة المازوت، كما تمتلك إدارة الشركة الورش الفنية والمستودعات التي يتوفر فيها بعض قطع الغيار لإصلاح الباصات.

بالتوازي مع ذلك هناك نقاط ضعف، تتمثل بتوقف عدد كبير من الباصات (300 باص نقل داخلي) عن العمل، وهذا بحاجة إلى مبالغ طائلة لإصلاحها، ما يستدعي الدعم الحكومي لتأهيلها كون الإصلاح ضمن الشركة محدود ولا توجد القدرة الكافية لإصلاحها، كما تحتاج إلى خبرة من الفنيين والمهندسين، والشركة باتت لديها قلّة في الكادر، إضافة إلى ذلك خروج رحبتي عدرا والقابون عن الخدمة، والتي كان فيها إصلاحات متميزة وتجهيز وتأهيل لها.

وبحسب  أبو رشيد، تم تخصيص مليار ليرة عام 2023 من بند إعادة الإعمار لتجهيز 20 باص نقل داخلي، تم إصلاح 14 منها، وحالياً تعمل على خطوط المدينة والريف، و 6 باصات قيد التجهيز والإصلاح، كما تم إصلاح 2 باص من الخطة الاستثمارية لعام 2023 على أمل أن تعود كل الباصات إلى الخدمة.

يذكر أن دمشق وريفها على موعد مع عدد من الباصات الكهربائية التي تم الحصول على الموافقة على تشغيلها بانتظار إصدار المرسوم الخاص بها، حيث يبلغ عدد الباصات التي ستخدّم دمشق 545 باصاً، والتي ستخدم ريف دمشق 500 باصاً، بحسب ما بيّنه مستثمر الباصات الكهربائية، مصطفى جلال المسط لـ “أثر”.

لينا شلهوب – دمشق

اقرأ أيضاً