خاص || أثر برس توفّر أعمال الصيانة التي تقوم بها المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء حالياً في محطتي “جندر” و”الزارة”، قرابة 130 مليار ليرة سورية، وهذا يساوي تقريباً قيمة المبالغ التي صُرفت لتنفيذ مشروعين كبيرين وهما «نفق المواساة» في دمشق، و«محطة يلدا» بريف دمشق والذين تم افتتاحهما رسمياً مؤخراً.
وأكّد مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء عمر البريجاوي لـ”أثر برس” أنه تم منذ 10 أيام تقريباً، توقيف مجموعتي توليد بهدف إجراء الصيانات اللازمة لهما واستبدال الأجزاء التي انتهى عمرها ما يخفف من إمكانية حدوث أية أعطال كبرى الوزارة بغنى عنها، وبالتالي ستحقق هذه الإصلاحات وفر كبير على الميزانية العامة للدولة يُقدّر بعشرات المليارات.
وبين البريجاوي أنّه تم إنجاز قسم كبير من أعمال الصيانة في المجموعة الأولى وهي المجموعة الغازية في محطة توليد “جندر” بريف حمص، باستطاعة 100 ميغا واط، وسيتم الانتهاء من أعمال الصيانة فيها وإعادتها للخدمة بعد أسبوعين تقريباً إن لم يحدث أيّ طارئ، مشيراً إلى أنّ الوقت المحدد لإنجاز أعمال الصيانة كاملة في هذه المجموعة هو شهر، لكن سيتم السعي للانتهاء منها قبل ذلك.
أمّا عن المجموعة الثانية، أشار البريجاوي إلى بدء الأعمال فيها أيضاً وهي العنفة البخارية الثالثة، باستطاعة تصل إلى (200 ميغا واط) وهي واحدة من مجموعات توليد محطة “الزارة” بحماة، مشيرا ًإلى أنّ هذه المحطة نتيجة التشغيل المتواصل انخفض إنتاجها الفعلي إلى 90 ميغا واط، أي خسرت الوزارة منها 110 ميغا واط يتم العمل لاستعادتها بعد انتهاء أعمال الصيانة فيها والتي تستغرق 3 أشهر تقريباً.
وعن التأثيرات التي قد تحدثها عمليات الإصلاح على حالة الاستقرار في الشبكة، أكّد مدير التوليد أنّ ما يجري لن يكون له أي تأثير على التغذية الكهربائية، حيث تم تعويض النقص من مجموعات توليد أخرى كانت متوقعة نتيجة لعدم توفر الوقود، حيث تم إقلاعها حالياً ريثما يتم الانتهاء من المجموعات المذكورة أعلاه.
الوفر المحقق 130 مليار ليرة
ويبلغ حجم الوفر المالي المحقق من أعمال الصيانة في مجموعات التوليد في الزارة وجندر قرابة 9 مليون يورو، 2 مليون يورو منها من مجموعة جندر، و7 مليون يورو من مجموعة الزارة، بحسب ما ذكرته وزارة الكهرباء على صفحتها الرسمية على الفيسبوك”.
ومن خلال ما سبق، يمكن القول، وبحسبة بسيطة إنّ قيمة الوفر المحقق بالليرات السورية يبلغ قرابة 130 مليار ليرة سورية على اعتبار أنّ قيمة اليورو تساوي 14450 ليرة سورية بحسب نشرة صرف مصرف سوريا المركزي الأخيرة.
وبالتالي، يمكن القول، إنّ إعادة تأهيل مجموعتي توليد بخبرات وطنية، وفرت على الميزانية العامة للدولة تقريباً جميع الأعمال المصروفة على مشروعين بارزين تم إنجازهما خلال مؤخراً وهما نفق المواساة وسط العاصمة دمشق والذي كلّف (70 مليار ليرة سورية)، وأعمال تأهيل محطة تحويل يلدا في ريف دمشق والتي كلفت (70 مليار ليرة سورية) أيضاً.
وتأتي أهمية محطة تحويل يلدا، التي تمت إعادة افتتاحها يوم أمس رسمياً، من أهم المحطات في ريف دمشق، وهي واحدة من 130 محطة تم تدميرها خلال الحرب، وتمت إعادة قرابة 60 محطة منها، حيث ستؤمن التغذية الكهربائية لمناطق (يلدا- ببيلا- سيدي قداد – قسم من عقربا- بيت سحم وقسم من مخيم فلسطين).
إضافة إلى ذلك ستسهم المحطة في تأمين الربط الكهربائي الحلقي لمحطة تحويل السيدة زينب والتي كانت تتغذى بشكل شعاعي من محطة الحسينية فقط، وبالتالي زيادة الاستقرار في المنظومة الكهربائية للمنطقة.
ماذا عن الرستين؟
وفي سياق متصل، أكّد مدير التوليد أنّ الأعمال الإنشائية مستمرة في محطة توليد الرستين، حيث سيتم الانتهاء من أعمال تأسيس العنفة البخارية وهي الثالثة في محطة توليد الرستين في اللاذقية نهاية العام الجاري، لافتاً إلى أن المجموعتين الأولى والثانية الغازيتين في المحطة جاهزتين للعمل منذ 8 أشهر ولكن متوقفتان حالياً لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلهما.
قصي المحمد