عاد الارتباك إلى المشهد السياسي في سوريا بعدما أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتأكيد “قوات سوريا الديمقراطية” أن ما يجري على الواقع مخالف لما نشرته الصحيفة، وأنه من المحتمل أن تستلم فرنسا والسعودية إدارة مناطقها، مما دعا المحللون في وسائل الإعلام إلى إعادة النظر للمشهد، ولفت النظر إلى بعض النقاط وكشف حقائق تخدم مصالح بعض الدول.
فقالت صحيفة “العرب” اللندنية:
“تطورت المهمة الأميركية بصورة تدريجية وهادئة ومباغتة حتى وجدها العالم متدخلة عسكرياً في سوريا وتسيطر مع قوات حليفة لها على مساحة تقارب ثلاثة أضعاف مساحة لبنان، في العراق أيضاً تطور التواجد العسكري والنفوذ الأميركي وأعلنت الولايات المتحدة عدم رغبتها في الانسحاب، ولكن التموضع العسكري للولايات المتحدة في تلك المناطق غير مستدام وتنخره العديد من نقاط الضعف وهو ما يضعها على مفترق طرق”.
وفي الوقت ذاته نشرت صحيفة “ستار” التركية” مقالاً بعنوان “الغرب يسعى لإنهاء التحالف التركي – الروسي” جاء فيه:
“محاولة انقلاب 15 تموز جاءت في سبيل تحقيق غاية الغرب، وكذلك لم يكون وقوف روسيا إلى جانب تركيا مجرّد صدفة، لأن نجاح مبادرة الانقلاب يعني اضطرار تركيا لقطع علاقاتها مع روسيا ووقوفها إلى جانب أمريكا، إضافةً إلى ترحيل الدبلوماسيين الروس من الأراضي التركية أيضاً.
أما صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية فتحدثت عن التخوف الروسي من الوجود الأمريكي في الجنوب السوري، حيث ورد فيها:
“هناك مخاوف جدية بشأن مصير جنوب سوريا، حيث توجد منطقة تهدئة تعمل تحت إشراف الولايات المتحدة وإسرائيل حيث لا تزال هذه المنطقة تحت سيطرة جماعات المعارضة، بما فيها تلك التي تحظى بدعم إسرائيل، وسيناريو التصعيد في الجنوب، لا يلائم موسكو”.
هذه الأحداث والآراء تشير إلى أن هناك ما يربط بين القرار الأمريكي الذي تحدثت عنه “وول ستريت جورنال” والتنسيق بين روسيا وتركيا في الشمال السوري.