شهدت منطقة الخليج في الأيام الأخيرة الماضية تصعيداً بين الجانبين الأمريكي والإيراني بعد إسقاط القوات الإيرانية لطائرة أمريكية مسيرة اخترقت أجواءها، وذلك بالتزامن مع زيادة التهديدات الأمريكية الأخيرة ضد إيران، وفي الوقت ذاته تؤكد الأخيرة على أنها مستعدة للرد على أي اعتداء أمريكي.
وحول خلفيات هذه الحادثة نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مقالاً جاء فيه:
“إسقاط الطائرة المُسيرة الأمريكية كان متعمداً ويُعتبر نجاحاً لقوات الدفاع الجوي الإيرانية و أن ترامب بعد اجتماعه بمستشاريه في البيت الأبيض اعتبر أن الخط الأحمر لإدارته مع إيران هو إيذاء أحد المواطنين الأمريكيين مؤكداً أنه لم يكن هناك أي رجل او امرأة على متن الطائرة التي تم إسقاطها”.
فيما نشرت “القدس العربي” اللندنية:
“إسقاط الطائرة الأمريكية يُظهر أن إيران تريد إعلان إمساكها بخيوط اللعبة وإدراكها لحدودها القصوى، قالت طهران إنها اكتفت بإسقاط الطائرة المسيّرة التي انتهكت مجالها الجوي وكان باستطاعتها أن تسقط طائرة أخرى مرافقة كان فيها 35 جندياً أمريكياً.. الطرفان بالتأكيد لا يريدان الحرب، لكنّ ذلك لا يمنع من القول إن أسباب هذه الحرب موجودة، وهي تشبه لغماً موقوتاً لا يعلم أحد متى سينفجر”.
وجاء في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً تتحدث فيه عن السياسة التي يتعامل بها ترامب مع إيران، ورد فيه:
“ما قام به ترامب ترك انطباعاً في الكونغرس بأنه لا يملك استراتيجية واضحة لإدارة العلاقة مع إيران ما جعله يوجه عدداً من المساعدين والشخصيات المؤيدة له للظهور عبر القنوات التلفزيونية من أجل الدفاع عنه، وتراجع ترامب عن قراره المتعلق باستهداف مواقع إيرانية جاء تتويجاً لأربع وعشرين ساعة محمومة ومليئة بالاضطرابات والتناقضات والحيرة لدى الكونغرس والقلق الواضح في أوساط خبراء الأمن القومي من أن الإدارة قد تنزلق إلى صراع دامٍ في الشرق الأوسط”.
تلوح واشنطن منذ مدة بشن حرب ضد إيران، وبالتزامن مع هذه التهديدات وقعت حادثتي تفجير السفن الأربع في ميناء الفجيرة إضافة إلى الاعتداء على ناقلتي النفط في بحر عمان، إلى أن وقعت حادثة خرق الطائرة الأمريكية للأجواء الإيرانية حيث تم إسقاطها من قبل القوات الإيرانية، كما جاء تراجع ترامب عن قراره باستهداف عدة أهداف إيرانية، وفي هذا السياق أكد مذيع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، هو المحرض الرئيسي لشن حرب ضد إيران، وعلق على هذا الأمر بقوله: “إن مسيرة بولتون كانت عن طريق التخبط في الكوارث الواضحة مراراً وتكراراً، ورفض الاعتراف بالمسؤولية، ثم طلب المزيد من الشيء نفسه، أي الخطأ والكوارث”.