أثر برس

الثلاثاء - 30 أبريل - 2024

Search

المشروع التركي شمالي سورية أمام مستقبل مجهول وعلى “الوحدات الكردية” حسم مصيرها

by Athr Press Z

تستمر المتغيرات بالتسارع ذاته في شمالي سورية ، حيث اتفاق “المنطقة الآمنة” وانسحاب القوات الأمريكية الكامل من الشمال السوري، والتزام “قوات سوريا الديمقراطية” بالاتفاق الأمريكي-التركي الذي يقضي بانسحابهم من المنطقة الممتدة من تل أبيض إلى رأس العين شمالي سورية مقابل وقف إطلاق النار من قبل تركيا، هذا الاتفاق يأتي في الوقت الذي يشدد فيه المحللون والمراقبون على استحالة تنفيذ هذا المشروع التركي الذي تصفه الدولة السورية بالاحتلالي.

والصحف العربية والأجنبية اهتمت بهذه المتغيرات في الشمال السوري في محاولة لتوضيح معالم المشهد.

تحدثت “يني شفق” التركية عن رفض الداخل الأمريكي لمشروع “المنطقة الآمنة”  في الوقت الذي تعتبر فيه تركيا أن هذا المشروع الاستعماري فيه مكاسب لأمريكا فنشرت:

“لا شك أن هناك من يصور الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن مع أنقرة على أنه مكسب لتركيا فقط ويشكل خسارة بالنسبة للولايات المتحدة، لكن عندما ننظر للأمر من هذه الزاوية سنرى أن ذلك ليس صحيحاً، إن جميع مطالب تركيا قد استجيب لها، لكن هذه المطالب كانت كذلك تصب في مصلحة الولايات المتحدة؛ إذ إن مكاسب أنقرة في هذا السياق لا تعني خسارة واشنطن، لكن لماذا يصرّ البيروقراطيون الأمريكيون ومؤسسات مثل البنتاغون والسي آي ايه على انتهاج سياسية غير منطقية كهذه لن تحقق أي مصلحة للولايات المتحدة بل ستجعلها تخسر المال والجاه على المدى الطويل؟ فهذا يعتبر أمراً جدلياً يستحق النقاش”.

وأشارت صحيفة “الخليج” إلى أن الهدف التركي لا يتعلق بحفظ أمن بلاده بل يتعلق بأطماع استعمارية، حيث قالت:

“على الرغم من أن التوسع التركي في سورية اعتبره الرئيس أردوغان مؤقتاً، فإن النهم التركي على ذلك المثلث النفطي في العراق وسورية يكشف نيات الترك في الأرض العربية والتواطؤ الدولي، خصوصاً من قبل واشنطن كما تتجه الأخيرة لحماية حليفتها إسرائيل فقط، والإبقاء على تحالفها مع تركيا في آن”.

وجاء في “رأي اليوم” اللندنية:

“تحاول بعض وسائل الإعلام التركية والعربية أن تصور لمتابعيها أن حرباً ضروس تجري في الشمال السوري، وأن الطرف الذي تؤيده يحقق انتصارات باهرة.. ما تقوم به وسائل الإعلام هذه يشكل استهتاراً بذكاء المشاهد أو المتابع، وتعتبره مجرد صنم يجلس أمام التلفاز دون أن يفقه ما يدور حوله، فالأمريكيون لا يرغبون بخسارة تركيا لأنها حليف استراتيجي وعضو في حلف شمال الأطلسي، والأمريكيون انسحبوا لفتح الطريق أمام الجيش التركي وفي هذا السياق أيقن الكرد أنه لا نصير لهم، وخيارهم الأفضل هو تسهيل عمل الجيش السوري، هذا ومطلوب من الكرد أن يعيدوا التفكير بتكتيكاتهم السياسية والعسكرية، وألا يبقوا أنفسهم أدوات بأيدي دول غير مؤتمنة وعلى رأسها أمريكا والكيان الصهيوني. الأفضل لهم عدم استيراد قوى خارجية لا هم لها سوى تحقيق مصالحها. المفروض أنهم تعلموا من تجاربهم السابقة الخائبة”.

المجريات الأخيرة تؤكد أن كل التهديدات الأمريكية لتركيا والمفاوضات التي كان يدعيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمنع حصول عمل عسكري ضد “الوحدات الكردية” هي عبارة عن بروبغندا  أمام المجتمع الدولي عموماً و “الوحدات الكردية” خصوصاً، لكن ما كان يجري خلف الكواليس كان مختلفاً تماماً، أما بالنسبة لمشروع “المنطقة الآمنة” الذي تؤكد الدولة السورية على أنه مشروع احتلالي وتقسيمي فلا يزال أمام مصير مجهول بسبب الكلفة الكبيرة التي يحتاجها هذا المشروع وامتناع جميع الجهات إلى الآن عن تحمل أعباء هذا المشروع وغيرها من العوائق المتعلقة بالقوانين الدولية وغيرها.

اقرأ أيضاً