أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

بعد تصعيد اللهجة الروسية بشأن أنقرة.. ما مصير الوجود التركي في سوريا؟

by Athr Press Z

لم تعد معركة إدلب موضع نقاش، فالأمر والقوات السورية باتت على أهبة الاستعداد، وما يناقشه المجتمع الدولي في المرحلة الحالية هو ما قد يترتب على هذه المعركة سواء بما يتعلق بالمدنيين أو مصير المنطقة بشكل عام، لكن يبدو أن هذه المعركة ستفتح ملفات أخرى بين الدول التي لها دور في ملف الحرب السورية، وبرز هذا الأمر بالتلميح الروسي حول إمكانية المشاركة في حملة عسكرية لإخراج تركيا من إدلب وفقاً لما نشرته القناة المركزية لقاعدة حميميم.

فقالت صحيفة “رأي اليوم” اللندنية:

“عندما تنشر القيادة العسكرية الروسيّة في قاعدَة حميميم الجوية قرب اللاذقيّة على مواقِعها في وسائط التواصل الاجتماعي بياناً رسمياً تؤكد فيه أنّ روسيا ستدعم أيَّ تحرك عسكري للجيش العربي السوري ضد القوى الغربية المتواجدة على الأراضي السوريّة بشكل غير شرعي بِما في ذلك القوات التركيّة، فإنّ هذا يعنِي أمرين أساسيين، الأوّل: أنّ الشَّراكة الثلاثيّة الروسية-التركية-الإيرانية تتفكَّك على قاعدة الخلافات حول كيفيّة التَّعاطي مع الوضع في إدلب، فإيران وروسيا تؤيدان الهجوم لاستعادَة المدينة، وتركيا تعارِضها، الثاني: أنّ احتمالات المواجهة السورية-التركية والروسية-التركيّة باتت حتميّة، إلا إذا حدثت معْجزة، فبيان قاعدة حميميم يقصِد القُوّات التركيّة تحديداً في إدلب، حيث لا توجد أي قوّات غربية فيها”.

واعتبرت صحيفة “إزفستيا” الروسية أن المسؤولية في هذه المرحلة تقع على عاتق تركيا، فجاء فيها:

“سيتعين على تركيا، التي تعهدت بالحفاظ على روح أستانة في حل مشكلة إدلب، تعزيز عملها مع الجماعات التي تقع تحت سيطرتها في هذه المحافظة، والمساعدة في ضمان تسليم الإرهابيين، بما في ذلك عشرات آلاف الأجانب، أسلحتهم أو مغادرة المنطقة، لدى أردوغان إغراء قوي للبقاء في إدلب لأطول فترة ممكنة، فبالكلمات يعلن حرصه على مبدأ وحدة أراضي سوريا، أمّا في الواقع، فقد أنشأت تركيا نوعاً من المحمية في الشمال الغربي من البلد المجاور، على مقربة جغرافية من المحمية الأمريكية على الضفة الشرقية لنهر الفرات، يسمح الوقت والموارد لأردوغان بلعب مثل هذه اللعبة لبعض الوقت ومع ذلك، فهي محدودة”.

أما “ملليت” التركية فناقشت خيارين اثنين: “ماذا سيكون مصير المنطقة الواقعة بين لواء الإسكندرون ومنبج، والتي أصبحت منطقة تحت سيطرة القوات التركية، وماذا لو قالت الحكومة السورية: “هذه المنطقة أرض سورية، ليخرج الجيش التركي، وليلقي الجيش الحر أسلحته؟ وماذا سيكون موقف روسيا؟ – المنطقة الكبيرة الواقعة شرق الفرات حتى الحدود العراقية خاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، ماذا لو منحت الحكومة السورية المشروعية في تلك الأرضي إلى الأكراد؟ فمن الممكن أن يفعل ذلك من أجل إخراج الولايات المتحدة من سوريا، هل من مصلحة تركيا أن يكون لديها جار من هذا النوع يخضع لإمرة روسيا تحت حماية الدولة السوري؟ أم يكون هذا الجار بإمرة الولايات المتحدة، إذا بقيت هذه الأخيرة في المنطقة؟ خياران أحلاهما مر”.

يبدو أن روسيا لن تقبل بأن تبقى “جبهة النصرة” وغيرها من الفصائل في إدلب، بالرغم من جميع المحاولات التركية، واللهجة الروسية في هذه المنطقة ستكون مختلفة بسبب قربها من قاعدة حميميم الروسية، وهذا ما دفع القناة المركزية لقاعدة حميميم – وفق ما نشرت على التلغرام- للتلميح باحتمال شن حملة على الوجود التركي في سوريا، كما أن تركيا باتت في مرحلة مناقشة مرحلة ما بعد استعادة الدولة السورية لإدلب، ما يؤكد تسليمها لحماية هذه المعركة، وما يشير إلى أن النتائج الأولية لمعركة إدلب بدأت تظهر على الواقع قبل بدئها فعلياً، إذ ظهر ذلك جلياً بالتوتر الذي عكسته التصريحات التركية الأخيرة.

اقرأ أيضاً