بالتوازي مع الحديث عن تبدلات طرأت على قائمة أولويات الإدارة الأمريكية، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن القوات الأمريكية ستنقل مقاتلاتها الحديثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا لمواجهة الصين وروسيا، بينما أكد قائد القوات الجوية الأميركية رقم 386 العقيد جورج بوخ جونيور، أن القوات الأمريكية ستبقى متواجدة في قاعدة علي السالم الجوية في الكويت نظراً لموقعها الاستراتيجي القريب من سوريا والعراق.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مقالاً أكدت فيه أن الولايات المتحدة سترسل طائرات هجومية قديمة من طراز إيه-10 (A-10) لتحل محل الطائرات القتالية الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، في إطار جهودها لنقل مزيد من المقاتلات الحديثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا “لردع الصين وروسيا”.
ونقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن نشر طائرات إيه-10 المقرر في نيسان المقبل يأتي ضمن خطة أوسع تتضمن أيضاً إبقاء قوات بحرية وبرية محدودة بمنطقة الشرق الأوسط”.
وتقضي الخطة الأمريكية بنشر سرب من مقاتلات “إيه-10” في الشرق الأوسط، إلى جانب أسراب مقاتلات “إف-15 إيه” التي نشرت بالمنطقة وعددها 12، مشيرة إلى أن الخطة أثارت الدهشة في دوائر الدفاع، لأن سلاح الجو دفع بإخراج “إيه-10” من الخدمة، ليتمكن من تمويل برامج أخرى وضد اعتراض الكونغرس في بعض الأحيان.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الرأي” الكويتية عن بوخ، قوله رداً على سؤال حول التقارير المتعلقة بتوجه القوات الجوية الأمريكية لخفض تواجدها في دول الشرق الأوسط وتقليل الميزانية: “نظراً إلى موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، فإن قاعدة علي السالم الجوية، التي تضم نحو 2000 جندي من سلاح الجو الأمريكي، لن تكون من بين القواعد التي سيشملها قرار خفض القوات الأمريكية في المنطقة”.
وأضاف بوخ أن “أعداد الجيش الأمريكي في المنطقة مُتغيّرة تختلف من وقت لآخر وفقاً للظروف، ونحن ملتزمون بالبقاء في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر عن عدد القوات ولن نُغادرها، نظراً لأهميتها لنا… وعلى الرغم من وجود منافسة مع الصين وروسيا وإيران فنحن ما زلنا في آسيا وفي أوروبا ولدينا شراكات قوية في المنطقة”.
وأوضح أن “هذا سبب وجود قواعد عسكرية عدة لنا في منطقة الشرق الأوسط، نحن نعلم مدى قلق الدول المضيفة لقواعدنا من خبر تخفيض أعداد قواتنا، لكننا أكدنا لإدارتنا أهمية تواجدنا في قاعدة علي السالم الجوية ومدى أهمية وجودنا في هذه القاعدة بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من سوريا والعراق وأوكرانيا، وقد تفهمت إدارتنا هذا الأمر”.
يشار إلى أنه في الآونة الآخيرة تتزايد الاعتراضات في الداخل الأمريكي على وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بينما تشير التحليلات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية مصرّة على بقائها في سوريا، لعدة أهداف أحدها هو الحفاظ على وجود لها على الممر البري باتجاه شرق المتوسط، الأمر الذي يعرقل وصول الصين إلى شرق المتوسط.