أثر برس

الأربعاء - 24 أبريل - 2024

Search

إلى الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً.. ما الرسائل التي أوصلتها واشنطن في زياراتها الأخيرة؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس  شهدت منطقة الشرق الأوسط منذ بداية 2023 زيارات أمريكية رفيعة المستوى، كان أبرزها زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى منطقة الشرق السوري والتنف جنوبي البلاد، في زيارة غير مُعلنة إلى دولة غير صديقة وأولى من نوعها منذ بداية الحرب السورية.

الزيارة تزامنت مع تطورات عدة شهدها الشرق الأوسط وسوريا بالتحديد، أبرزها تفعيل مسار التقارب السوري- التركي، والتقارب العربي مع دمشق بالإضافة إلى المصالحة السعودية الإيرانية، وما جرى بعد الحرب الأوكرانية من تعاون عسكري روسي إيراني، وفي هذا الصدد قال مدير مركز “القدس للدراسات” عُريب الرنتاوي، في حديث لـ”أثر”: “إن الاهتمام الأمريكي المستجد بسوريا مرتبط بتداعيات الحرب الأوكرانية”، مضيفاً أن “الحرب الأوكرانية نتج عنها تقارب عسكري وميداني بين روسيا وإيران، وواشنطن تعتبر هذا التقارب العسكري تهديداً لأمنها ولأمن الكيان الإسرائيلي”.

في حين علق الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة صون يات سين الصينية شاهر الشاهر على الدور الصيني المتنامي في الشرق الأوسط ورعاية الصين للتقارب الإيراني السعودي بأن “أي تحرك للصين يحمل في طياته رسائل لأمريكا، فالصين بدأت تحضر أكثر في الشرق الأوسط وبدأت تنشط في الساحة الدولية وتتولى مبادرات خارجية”، مضيفاً أن “إعلان نجاح المفاوضات السعودية-الإيرانية هي رسالة لواشنطن تقول إن الصين باتت تعمل على حل الخلافات العالمية”، مؤكداً أن هذا التقارب سيكون له تأثير في الملف السوري خصوصاً فيما يتعلق بالتقارب السعودي- السوري.

هذه التطورات وغيرها، نبّهت واشنطن إلى نمو نفوذ منافسين لها في الشرق الأوسط وفي سوريا خصوصاً، ما يشير إلى أن وضع منافسة الصين وروسيا في رأس أولويات الإدارة الأمريكية، لا ينفصل عن ملف الوجود الأمريكي في سوريا، وقال في هذا الصدد المحلل السياسي الدكتور أحمد الدرزي، في حديث لـ”أثر”: “إن الموضوع صراع وجود للولايات المتحدة الأمريكية وهي تعمل على عرقلة نهوض جميع الدول الآسيوية خاصة إيران والصين وروسيا، التي شكّلت تحالفاً قد يقود إلى الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية وإخراجها من كل آسيا”، مشيراً إلى أن “إحدى المناطق الأساسية بالصراع هي منطقة غرب آسيا لأهمية شرق المتوسط”، منوّهاً بأهمية موقع سوريا لواشنطن وتحديداً منطقة التنف التي تقع عند مثلث سوريا- الأردن- العراق، مؤكداً أن “منطقة التنف منطقة معقدة وصعبة جداً ومن أهم المناطق الاستخباراتية وهي أهم من منصات التنصت والاستخبارات الموجودة في قبرص”.

استعراض هذه العوامل، يوضّح مبررات زيارة رئيسة هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي، المفاجئة إلى سوريا، وفي هذا السياق يؤكد الدرزي أن الزيارة تحمل رسائل لدول عدة، لافتاً إلى أن الزيارة تحمل رسالة لتركيا مفادها: “نحن حاضرون في هذه المنطقة وسنشكل ضغوط عليكم بتواجدنا، لمنعكم من الانزياح باتجاه الشرق أكثر وخاصة باتجاه روسيا والصين، خصوصاً بعد تفعيل مسار التقارب السوري- التركي”، أما رسالتها لإيران فمفادها: “سنبقى مستمرون بعرقلة تواصلكم مع هذه المنطقة” وكذلك أرادت واشنطن إرسالة رسال للصين مفادها “أن الممر البري باتجاه شرق المتوسط سيكون في سيطرة قواتنا”.

وأضاف الدرزي أن الزيارة الأمريكية أيضاً تحمل رسالة للدول العربية التي تتجه نحو التقارب مع سوريا، مفادها أن واشنطن غير راضية عن هذا التقارب، وعموماً، أشار الدكتور أحمد الدرزي، إلى أن “الهدف الأساسي من كل ما يجري هو إبقاء سوريا غير قابلة للتعافي، لتأمين أمن إسرائيل”.

في الوقت الذي يعود فيه التركيز الأمريكي على منطقة الشرق الأوسط وسوريا، بدأت تتصاعد في الداخل الأمريكي أصوات رافضة لوجود القوات الأمريكية في سوريا، من قبل بعض النواب في الكونغرس، وفي هذا الصدد يشير الخبراء إلى أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تتجاهل هذا الرفض، ما يعني أنه قد تطرأ خلال المرحلة المقبلة تطورات على طبيعة الوجود العسكري الأمريكي، شرط ألا يؤثر على حجم نفوذها في المنطقة.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً