خاص ||أثر برس عادت إلى السطح أزمة الحصول على جواز السفر، فشهدت مجدداً إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في جميع المحافظات ازدحاماً حتى امتدت الأزمة إلى القنصليات خارج سوريا، بل أنه حتى الحل الذي تم نسجه لهذه الأزمة وهو منصة حجز دور للتقديم على الجواز، باتت مهنة من لا عمل له في ظل عدم استجابة الموقع لساعات طويلة جداً.
الشاب “عامر” التقينا به أمام فرع الهجرة في العاصمة دمشق يقول لـ “أثر” إنه دفع مبلغ 100 ألف ليرة سورية لأحد الأشخاص ليقوم بحجز دور له على المنصة التي أطلقتها وزارة الداخلية، مضيفاً أن السماسرة انتقلوا من أمام أبواب الهجرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي فلم يختلف شيء، فالمحسوبيات ما زالت قائمة، على حد تعبيره.
وأوضح “أحمد” أنه عانى لأكثر من شهر وهو يقوم بالتجربة لحجز دور على المنصة لتجديد جوازه، مبيناً أن المنصة لا تفتح في اليوم سوى في موعدين الأول في 9 صباحاً لمدة تقل عن دقيقة واحدة، والموعد الثاني عند الثالثة ظهراً تفتح مرة أخرى لأقل من دقيقة، ولكن دوماً كانت تبوء محاولته بالفشل، ليستعين أخيراً بأحد الأشخاص الذي يقوم بطريقة ما بحجز دور على المنصة مقابل أن يدفع له مبلغ 150 ألف ليرة سورية”.
وبيّنت لنا “رفاه” أنها علمت من أحد أصدقائها أنه يمكن الحجز على منصة عن طريق أحد الأشخاص لقاء مبلغ 200 ألف سورية، وأنه يستطيع أيضاً أن يقوم بتجديد جوازها خلال مدة أسبوع ولكن مقابل أن تدفع له مبلغ مليون ونصف ليرة سورية.
وبدورنا، لنتأكد من صحة هذه المعلومات، تواصلنا مع أحد من هؤلاء الأشخاص والذي بالفعل أكد “أن الحجز يستغرق مدة 4 أيام ويتقاضى مقابل ذلك 100 ألف ليرة سورية”، موضحاً أن الدفع يكون بعد إتمام العملية والتأكد من الحجز دون أن يشرح لنا الطريقة التي يتبعها لحجز الدور.
وتواصلنا مع شخص آخر ليوضح لنا أنه لا يجب أن نكرر المحاولة لحجز دور على المنصة عندما يقوم هو باستلام المعلومات الشخصية حتى لا يحصل خطأ، مضيفاً أن المدة الزمنية تستغرق أسبوع كاملاً وأنه يتقاضى لقاء هذا مبلغ 125 ألف ليرة سورية.
يشار إلى أنه تأجّل إصدار جواز السفر السوري مرات عدّة، إما بسبب العقوبات، ما أثر على وجود الورق اللازم للطباعة، أو الحبر المستخدم لكتابته، أو لأسباب أخرى غير معلومة.
يذكر أن وزارة الداخلية أصدرت تعميم باستيفاء بدل خدمة ورسم قدره 100 ألف ل.س من السوريين الراغبين بالحصول على جواز سفر فوري، بحيث يحصلون عليه في اليوم نفسه، بغض النظر عن حجز الدور على المنصة الإلكترونية.
لمى دياب – دمشق