انتقد المتحدث باسم “حزب الله العراقي” جعفر الحسيني استمرار الحكومة العراقية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن بغداد غير جادّة بوعودها المتعلقة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وقال الحسيني في منشور على منصة “X”: “لم نرَ الجدية المطلوبة من الحكومة العراقية لإخراج هؤلاء (الأمريكيين)، وقراءتنا هذه لها ما لها”.
وأضاف “لم نلمس جدية العدو الأمريكي في إخراج قواته، وتفكيك مقاره التجسسية في العراق”، مشيراً إلى أن “أول الغيث هو خروجهم من العمليات المشتركة، وترك أجواء العراق للعراقيين”.
وجاءت تصريحات الحسيني، بالتزامن مع زيارة وكيلة وزير الخارجية الأمريكي للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان عزا زيا، إلى بغداد واستقبالها من قبل رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ووفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” فإن المسؤولة الأمريكية نقلت “تحيات الرئيس جو بايدن للسوداني” لاستكمال المباحثات بين البلدين حول الاتفاق الاستراتيجي.
وفي 15 نيسان الفائت، التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبحثا مستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق وغيرها من قضايا الشرق الأوسط، سيما التصعيد الحاصل في فلسطين، وصدر عن اللقاء بيان أمريكي- عراقي مشترك لفت إلى أن “الرئيسين أكدا أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفق الدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة”.
وجاءت هذه التطورات بعد تصاعد التوترات بين القوات الأمريكية في العراق والمقاومة الإسلامية العراقية، إذ نفذت الأخيرة استهدافات عدة طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق رداً على الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، كما نفذت القوات الأمريكية غارات جوية عدة في العراق بعضها طال نقاطاً في العاصمة بغداد.
وفي 18 كانون الثاني 2024 أكد السوداني، خلال الجلسة الحوارية في منتدى دافوس الاقتصادي الذي أُجري في سويسرا أن الحكومة العراقية ستدخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق، موضحاً أنه “بعد الاعتداءات التي تطال المقرات العراقية فنحن سندخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق”، مؤكداً، أن “هذا الأمر مطلب شعبي رسمي، وجادون به”.
ويوجد في العراق ما يقارب 2500 جندي أمريكي، وذلك وفق ما تؤكده الإحصائيات الأمريكية، يتوزعون بين عدد من القواعد العسكرية وأبرزها قاعدتي حرير والمالكية إلى جانب قاعدة عين الأسد التي تضم عدداً كبيراً من عنابر الطائرات المقاتلة ومدرجين لهبوط وإقلاع الطائرات ومنشآت عدة من قاعات تدريب ومستودعات ومساكن جنود ومخازن أسلحة وذخيرة تبلغ مساحتها 3 كم².
يشار إلى أن المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، أكد سابقاً أنه في حال انسحبت القوات الأمريكية من العراق، فسيتبعه بلا شك انسحاب هذه القوات من سوريا، لأنه سيكون من المستحيل الحفاظ على الخدمات اللوجستية وعلى وحدة عسكرية في سوريا من دون إمكانية استخدام الأراضي العراقية.