أثر برس

الثلاثاء - 23 أبريل - 2024

Search

“علوك” للمرة 21 خارج الخدمة.. صراع يتجدد والضحية مليون إنسان

by Athr Press G

خاص || أثر برس أكد مدير شركة الكهرباء في محافظة الحسكة المهندس أنور العكلة لـ”أثر” ان خط التغذية الكهربائية الواصل لمحطة “آبار علوك” جاهز للعمل، مشيراً إلى أن قرار وقف التغذية للمحطة اتخذته “قوات سوريا الديمقراطية”، ويأتي ضمن صراعها على الخدمات مع قوات الاحتلال التركي.

العكلة أوضح خلال حديثه لـ “أثر برس”، أن خط علوك يستجر يوميا ٨.٥ ميغا واط علماً أنه مخصص لنقل ٣ ميغا واط فقط، ما تسبب بتعرضه لـ “الفصل”، بشكل يومي نتيجة لوجود تعديات غير شرعية من قبل القوات التركية والفصائل الموالية لها على الخط بهدف تغذية نقاطها.

تسمم مستمر

ويؤكد مصدر خاص لـ “أثر”، أن قوات الاحتلال التركي كانت قد رفضت تشغيل مجموعات التوليد الكهربائي الاحتياطية الخاصة بمحطة “آبار علوك”، كما منعت ورشات مؤسسة المياه من الدخول للمحطة قبل نحو ٤٥ يوماً، لتبقي المحطة قسد العمل بواقع مضخة واحدة فقط، ما تسبب بخفض قدرة الانتاج اليومي للمحطة قبل أن تتوقف نهائيا للمرة ٢١ منذ أن دخلتها القوات التركية في تشرين الأول من العام ٢٠١٩.

ونتيجة لنقص المياه بعد أن وصل برنامج التقنين لـ ٢٠ يوم انقطاع مستمر للمياه قبل الضخ لمرة واحدة لأحياء الحسكة، وقلة الكميات التي تنقل عبر صهاريج المؤسسة العام لمياه الشرب والصرف الصحي والمنظمات العاملة في المدينة، لجأ السكان لاستخدام مياه غير آمنة، ويقول مصدر خاص لـ “أثر ” إن عدد المراجعات اليومية لمركز اللؤلوة الصحي وسط مدينة الحسكة، بشكايات إسهال أو أمراض معوية ومعدية يصل لنحو ٢٥ حالة، فيما يصل العدد للضعف في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية.

وبحسب إحصائية حصل عليها “أثر”، فإن الحالات المسجلة في مركز اللؤلؤة الصحي منذ بداية شهر أيار وحتى العشرين من الشهر الحالي بلغ ٧٨٠ حالة بين الأطفال، و٢٧٠ حالة بين الكبار، ويؤكد مدير الصحة في محافظة الحسكة د. عيسى خلف لـ”أثر” أن أسباب هذه الشكايات متعددة وليست محصورة بالمياه غير آمنة المصدر، إذ تشكل المواد الغذائية المكشوفة والخضار المروية بطريقة غير صحية، إضافة لارتفاع درجات الحرارة أسباب إضافية للتسبب بحالات الإسهال والأمراض المعدية والمعوية.

ويعتمد السكان على الآبار السطحية التي حفرت في مناطق متفرقة من مدينة الحسكة في تأمين مياه الاستخدام المنزلي، وبحسب إحصائية غير رسمية حصل عليها “أثر”، فإن عدد الابار التي حفرت بدون ترخيص يصل لـ ١٧٠٠ بئرا مختلفة الأعماق، ما سيؤثر حتما على مخزون المياه الجوفية في مدينة الحسكة والمناطق المحيطة بها خاصة بعد جفاف نهر الخابور وتخول مجراه لمكان لرعي المواشي.

أزمة كهرباء..

يقول مدير شركة الكهرباء “أنور العكلة”، إن واقع التقنين المعمول به منذ شهرين في محافظة الحسكة لا يزيد عن ساعتي تغذية خلال ٢٤ ساعة، ويفسر الأمر بأنه نتج عن انخفاض كمية الكهرباء الواصلة من سد الفرات عبر “خط البواب”، والتي لا تزيد عن ١٥ ميغا واط بفترة تغذية مسائية محصورة ضمن ٨ ساعات، ما يجعل تحقيق عدالة التقنين تفرض واقع الساعتين فقط، مع العلم أن الاحتياج اليومي للمحافظة يصل لـ ٦٠٠ ميغا واط بالحد الأدنى.

قلة الكميات الواصلة نتج عن انخفاض مستوى التخزين في بحيرة سد الفرات واقتصار العمل على عنفة واحدة بعد أن خفضت الحكومة التركية مستوى تدفق النهر منذ شهر شباط الماضي إلى أقل من ٢٠٠ متر مكعباً في الثانية علماً أن اتفاق العام ١٩٨٧ الموقع من قبل سوريا مع الجانب التركي بخصوص نهر الفرات يلزم أنقرة بالحفاظ على مستوى تدفق لا يقل عن ٥٠٠ متر مكعبا في الثانية، وتبلغ حصة العراق من هذا التدفق ٥٨ بالمئة.

ويشير عكلة خلال حديثه لـ “أثر” إلى أن محطة السويدية التي تعمل بالغاز الطبيعي لا تنتج أكثر من ٥٠ ميغا واط يومياً، تتم تغذية الخطوط الاستراتيجية كالمشافي ومحطة ابار علوك، إضافة لمدينة القامشلي ومحيطها، فيما يرجع توقف “محطة تحويل المبروكة”، عن العمل إلى عدم وصول التيار الكهربائي إليها من “سد تشرين”، كنتيجة لضعف التوليد الكهربائي فيه بسبب انخفاض مستوى التخزين في بحيرته أيضا.

يعتقد مصدر صحفي مقرب من “قسد”، أن صراع الخدمات لن ينتهي مع قيام الحكومة التركية بمدّ شبكة لنقل التيار الكهربائي للمناطق المحتلة من ريف الحسكة والرقة بعد استيلاء شركة “أ. ك انيرجي”، التركية على شبكة النقل في الأراضي السورية وذلك بهدف العمل بصورة غير شرعية على بيع التيار الكهربائي لسكان المنطقة، إذ أن أنقرة لن تعود ملزمة بتطبيق اتفاق “الماء مقابل الكهرباء”، الذي كان معمولاً به لضمان استمرارية تشغيل “محطة علوك”، بكون المناطق المحتلة تركياً ستكون خارج خارطة التغذية الكهربائية السورية، وبالتالي لن يكون باستطاعة “قسد”، استخدام ورقة الكهرباء للضغط على تركيا، الأمر الذي سيعني أن المحطة ستبقى ورقة ضغط على السكان بحجة “الصراع مع قسد”، دون أي تدخل من المنظمات الدولية لتحييد مياه الشرب الخاصة بما يزيد عن مليون إنسان عن الصراع العسكري والسياسي بين قسد وتركيا.

محمود عبد اللطيف – الحسكة

اقرأ أيضاً