خاص|| أثر برس طفت إلى السطح مؤخراً قضية زواج السوريات من عراقيين، لأسباب عدة منها الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المجتمع السوري بشكل عام، وحال الشبان السوريين بشكل خاص، ما دفع الفتيات بالبحث عن الاستقرار خارج البلاد.
“أثر” رصد بعض الحالات واستطلع منهم وجهة نظرهم حيال هذا الزواج، وتباينت الأسباب بين الفتيات لكن بمجملها كانت تصب بالهرب من الواقع الذي وصفنه بالصعب اقتصادياً في سوريا.
الشابة (راما) من مؤيدات هذا الزواج، فتقول خلال حديثها لـ”أثر” إن الشباب العراقيين يرغبون بالزواج من الفتيات السوريات لأنهم يتخيلونها تشبه مسلسلات البيئة الشامية بالدلال والحنان والكلام الجميل.
وترى أن ما يدفع الفتيات السوريات لقبول عروض هذا الزواج هو المقابل المادي بالدرجة الأولى لأن الوضع المعيشي في سوريا صعب جداً على الشباب، فمن يستطيعون تأمين منزل مستقل لهم ولزوجاتهم ويكون لديهم عمل بمردود مالي يتناسب مع الظروف عددهم قليل جداً، لأن ذلك يتطلب من الشاب العمل ليلاً ونهاراً لتأمين احتياجاتهم اليومية، وفي الدرجة الثانية من الممكن أن يكون هناك حب بين الطرفين بغض النظر عن الموضوع المادي وهي نسبة قليلة في وقتنا الحاضر، مبينة أن أغلب صديقاتها تزوجن من شباب مغتربين أو من جنسيات غير سورية للتخلص من الظروف المعيشية من جهة ولمساعدة ذويهن من جهة أخرى.
أما الشابة (رؤى) فتقول لـ”أثر” أنها تزوجت من شاب عراقي الجنسية برغبتها رغم معارضة أهلها لهذا الزواج لأن العادات مختلفة ولأسباب أخرى فضلت عدم ذكرها، ولكنها أصرت على رأيها وتزوجا ولكن ما اكتشفته لاحقاً أن الحب ليس كافي لاتخاذ قرار الزواج لأنه تطلقت بعد 3 سنوات ولديها طفل، مضيفةً “تعرضت للخيانة أكثر من مرة إضافة للقسوة الذي ظهرت من زوجي فجأة، وخلال زيارتي أهلي في سوريا آخر مرة تفاجأت باتصال من زوجي يطلقني”.
وأضافت الشابة (زينة) لـ “أثر” أنها لا تنصح بالزواج من بيئة مختلفة لأن العادات والتقاليد تختلف بشكل كبير، مشيرة إلى أن “الزواج أصبح تجارة هذه الأيام فالأهل يطلبون المهر إما بالدولار الأمريكي، أو بالليرات الذهبية، أو البعض منهم يطلب من الشاب العراقي أن يشتري لابنتهم منزل بأحد أحياء دمشق بحسب حالته المادية، وبعدها يتزوجن لفترة زمنية قصيرة وتكسب الفتاة المهر والذهب وتحصل على الطلاق.
متطلبات الفتاة السورية يمكن تحملها:
بدوره، أوضح المحامي العراقي وسام المعموري خلال حديثه مع “أثر” أن لهذه الظاهرة (زواج السوريات من عراقيين) أسباب عدة أولها المتطلبات العديدة التي تطلبها الفتيات العراقيات والتي تكون في بعض الأوقات تعجيزية، إضافة إلى أن البعض منهن ليس لديهن أسلوب بمعاملة الزوج واحتوائه بطريقة صحيحة.
ويتابع: نظراً لوجود زيارات وعلاقات بشكل كبير بين السوريين والعراقيين، يلجأ الشباب العراقيون للبحث عن فتاة سورية للزواج، لافتاً إلى أن الفتاة السورية تتميز بأسلوبها الخاص بالتعامل مع الزوج، إضافة إلى أن متطلباتها ليست معقدة وبإمكان الشاب العراقي تحملها.
وتابع أنه بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين البلدين لكن الفتيات السوريات يقدرن على التأقلم وهن يفضلن الاستقرار والحياة الأسرية كون الوضع المادي في العراق أفضل، موضحاً أنه “لاشك أن الزواج من السوريات في بعض الأوقات تحول إلى تجارة، من ناحية تسجيل المهور بقيم مرتفعة ولكنها تبقى أقل من المهور التي يطلبها الأهل العراقيون لفتياتهن، إذ أن فرق العملة بين البلدين يلعب دوراً كبير، فالفتيات السوريات يبحثن عن ظروف معيشية أفضل من الواقع الحالي الموجود في سوريا والاستقرار في ذات الوقت، وهذا حق طبيعي لهن.
وأضاف المعموري لـ”أثر” أنه تم تسجيل حالات طلاق بين فتيات سوريات وشبان عراقيين في المحاكم العراقية ولكن بدرجة تقدر بالمتوسطة، منوهاً إلى أنه في حال زواج فتاة سورية من شاب عراقي وتثبيت الزواج في المحاكم العراقية تأخذ جميع حقوقها مثل أي فتاة عراقية، ولكن هناك بعض المشاكل بخصوص الراتب التقاعدي إذ كان الشاب يعمل في مؤسسات حكومية والذي ستحصل عليه في حال توفي زوجها.
وفي ختام حديثه لـ”أثر” يرى المعموري أنه ازدياد الحديث في الآونة الأخيرة بهذا الموضوع عبر الإعلام العراقي بشكل خاص، يهدف لدعوة الفتيات العراقيات للتقليل من متطلباتهن وليتعلمن طريقة التعامل مع الزوج بطريقة أجمل كون هذه التصرفات تؤثر على جميع الفتيات العراقيات.
الجدير ذكره أن سفير سوريا في العراق صطام جدعان الدندح أوضح سابقاً في تصريح لـ”أثر برس” أن عدد عقود الزواج التي تم تسجيلها العام الماضي 2023 تقريباً 5000 عقد زواج لسوريات بأزواج عراقيين.
لمى دياب