خاص|| أثر برس انتشر في الآونة الأخيرة بيع الدخان العربي على البسطات في الطرق ضمن العاصمة دمشق وغالبية المحافظات السورية، إذ بات المدخنون يجدونه وسيلة لتخفيف الحمل المادي للتدخين سيما بعد ارتفاع أسعار أنواع السجائر بشقيها المحلي والأجنبي.
ورغم أن سعر كيلو الدخان العربي من النوعية الجيدة وصل إلى 600 ألف ليرة سورية أحياناً في دمشق، إلا أنه يباع بأسعار تتراوح بين 350 لـ 400 ألف ليرة سورية في مناطق الإنتاج مثل الساحل وبعض مناطق حماة، لكن ارتفاع سعره في دمشق بمقدار ربح يفوق الـ 200 ألف ليرة سورية في الكيلو الواحد، وقلة خبرة مدخنيه في دمشق فتح الباب لعمليات غش كبيرة في المبيع.
وأولى محاولات الغش وفقاً لما رواه أحد مدخني الدخان العربي وبائعيه “أبو علي” لـ”أثر” كانت عبر خلط الدخان العربي بأوراق التين والدلب أو حتى خيطان الذرة بعد فرمها ووضعها بشكل مخفي في الدخان العربي بحيث لا يتمكن من يريد تجربة الدخان بالشعور أنه تعرض للغش إلا بعد أن يشتري إذ توضع الكميات المختلطة مع الدخان في منتصف الكمية، بحيث لا تصل إليها يد الشخص المشتري.
ووفقاً لأبو علي، تطورت أساليب الغش فيما بعد لتصل إلى خلط أنواع الدخان ببعضها وبالأخص الفرجينيا والبرلي مع أنواع شك البنت والبصمة والبرليب، كونهما بالأساس غير مرغوبين عند المدخنين، بسبب بقائهما بشكل رطب كثيراً أو قاسٍ، ما يترك لذعة حادة في اللسان والحلق، عدا عن انخفاض أسعارهما بشكل كبير جداً مقارنة بباقي الأنواع، ونادراً ما يطلب هكذا نوع في مناطق الإنتاج، بالتالي يتم خلطها وبيعها في دمشق.
وحول سبب ارتفاع سعر الكيلو إلى هذا الحد يقول أبوعلي: “بداية فيما يخص مناطق انتاج الدخان العربي فيتم قياس الكميات كما هو متعارف عليه بـ «الجرن» وهي سعة آلة فرم الدخان أو بالعامية «منكلة» وتبلغ 14 كيلو من ورق الدخان ينتج عنها بين 9 – 10 كيلو دخان، والوزن المتبقي هو وزن أضلاع الأوراق والتالف منه، ما يعني أن تاجر الدخان يخسر نحو 3 كيلو من كل جرن، علماً أن سعر كيلو أوراق الدخان يتراوح بين 150 – 200 ألف ليرة سورية حالياً أي أن نسبة الربح في مناطق الإنتاج مقبولة نوعاً ما، لكن في دمشق غير منطقية، بسبب صعوبة نقله بين المحافظات كونه ممنوع قانوناً”.
وحول ما لحق بمحصول الدخان من ضرر جراء الأمطار الأخيرة وتساقط البرد وما يمكن أن يتبع ذلك من ارتفاع بالأسعار قال أبو علي: “كنا معتادين على نزول البرد سابقاً إذ يقوم المزارعون عادة بـ(رتي الدخان) أي إعادة زراعة شتول الدخان ومعالجة المتضرر منها، لكن هذه الطريقة قد تجدي نفعاً وقد لا تفي بالغرض”، مشيراً في ذات الوقت إلى أن التسعيرة الحكومية للدخان غير مجزية، إذا ما قورنت بالجهد والوقت الذي تتطلبه عمليات زراعة الدخان.
يذكر أن الحكومة حددت أسعار شراء محصول التبغ من الفلاحين لصالح المؤسسة العامة للتبغ لموسم عام 2023-2024، وفقاً للآتي: شك البنت درجة الإكسترا 10500 ل.س/كغ، ودرجة أول 8800 ل.س/كغ، والتنباك درجة الإكسترا 8500 ل.س/كغ، و6800 ل.س للنوع من الدرجة الأولى، وبصما 11500 ليرة للدرجة الإكسترا، و9300 ليرة للدرجة الأولى، وبريليب 10500 ل.س للدرجة الإكسترا و7800 ل.س للأول.
بينما الـ برلي 8300 ل.س/كغ للإكسترا و6500 لدرجة الأول، وكاتريني الدرجة الإكسترا 10500 ل.س/كغ و8100 لدرجة الأول، والفرجينيا درجة إكسترا 9300 ل.س/كغ و7200 ل.س/كغ للدرجة الأولى.
وكان الخبير الزراعي أكر عفيف قال سابقاً لـ”أثر” إن التبغ السوري يندرج ضمن المرتبة الخامسة عالمياً من ناحية الجودة فبالتالي من غير المنطقي أن يتم بهذا السعر، سيما وأن السعر العالمي للتبغ يصل لـ 25 دولاراً للكيلوغرام الواحد.
حسن العبودي