خاص||أثر برس تنتعش السياحة الداخلية مع بدء فصل الصيف، حيث تتجه الأنظار نحو المناطق الساحلية والجبلية لأنها تعد ملاذاً للأهالي في الأجواء الحارة وأماكن ترفيهية لقضاء وقت الإجازات والأعياد.
لا يوجد تشجيع والأسعار نار
“بيت جن وجهة سياحية مفضلة” بهذه العبارة وصفت السيدة (أم باسل) تجهيزاتها للرحلة، موضحةً لـ “أثر” أنها تفضل الذهاب لبيت جن مع بدء فصل الصيف نظراً لطبيعتها الخلابة ومياهها الباردة، والمجموعات السياحية تسهّل الاشتراك بمثل هذه الرحلات من حيث تأمين المواصلات والمنتزه السياحي.
وشاطرتها الرأي الشابة (سناء)، حيث أضافت لـ “أثر” أنه “مع بداية فصل الصيف تبدأ جميع المكاتب السياحية بإقامة رحلات إلى مناطق سياحية مختلفة في المحافظات السورية، علماً أنه هنالك عروض يختار منها الشخص الذي يرغب بالقيام بالسفر إحداها بحسب حالته المادية، إذ يوجد رحلات تتضمن (أجرة المواصلات، رسوم دخولية منتزه، وجبة الغذاء، إضافة إلى تجوال ضمن المنطقة) فيصبح سعر الاشتراك بالرحلة لا يقل عن 250 ألف ل.س للشخص الواحد، بينما الرحلات التي تتضمن (أجرة مواصلات، رسوم دخولية منتزه) تكون تكلفتها أقل وتبدأ من 50 ألف ل.س، وتختلف بحسب بعد المنطقة السياحية عن دمشق”، مشيرةً إلى أنها “تفضل الاشتراك مع مجموعة سياحية لأن التكلفة تكون أقل من الذهاب برفقة العائلة”.
“الأسعار نار ولا يوجد تشجيع” بهذه العبارة وصف العم (أبو زياد) استيائه لـ “أثر”، متابعاً: “الرحلات فرصة لقضاء وقت ممتع وللاسترخاء بعيداً عن ضغوط العمل، ولكن الارتفاع الكبير بالتكاليف هذا العام، جعل الكثير من العائلات ليس بمقدرتهم تحملها”.
الإقبال منخفض على الرحلات السياحية
بدورها، أكدت إحدى القائمات على تنظيم الرحلات السياحية (فضلت عدم ذكر اسمها) أن الإقبال على الرحلات منخفض ويرجع ذلك إلى ارتفاع رسوم التسجيل للشخص الواحد عن العام الفائت ما يقارب الضعفين، لافتةً إلى أن “ارتفاع أجرة المواصلات كان سبب رئيسي لارتفاع الرسوم، ولكن الحجوزات على رحلات عيد الأضحى هي ممتلئة”.
وتابعت لـ “أثر” أن العائلات في الوقت الحالي تفضل الذهاب ضمن مجموعات سياحية لأن تكلفتها أقل من الذهاب بشكل منفرد، مشيرةً إلى أنها “تقيم رحلة إلى محافظة طرطوس لمدة يومين والإقامة في فندق من سوية 3 نجوم إضافة إلى جولة في المحافظة بتكلفة 650 ألف ل.س للشخص الواحد، ويعد مبلغ مقبول قياساً بما سيتكلّفه الشخص الواحد إن أراد السفر بمفرده”.
كما بيّنت أن أجرة المواصلات في البولمانات تختلف بحسب بُعد المنطقة وعدد الراكبين فعلى سبيل المثال: تكون أجرة النقل إلى جبل عرنه في باص نقل عام صغير يتسع لـ 25 شخص هي 800 ألف ل.س أي أن على الشخص الواحد 32 ألف ل.س، وفي حال أراد منظم الرحلة أن يكون هناك جولة سياحية ضمن المنطقة فتزيد التكلفة إلى 900 ألف ل.س أي يصبح على الشخص الواحد 36 ألف ل.س، بينما أجرة نقل بولمان يتسع لـ 49 راكب تكون أجرة نقله إلى بلودان مليوني ل.س أي أن على الشخص الواحد 40 ألف ل.س مواصلات فقط عدا الرسوم الباقية لدخول المطعم ووجبة الغذاء، فهذا كله يزيد من رسوم التسجيل على الرحلة.
الصيف ورقة رابحة للمكاتب السياحية
من جهته، أحد العاملين في مكتب سياحي بدمشق أوضح لـ “أثر” أن رسوم التسجيل على الرحلات السياحية المنظمة عن طريق المكاتب السياحية تكون أكثر من المنظمة عن طريق أفراد، وذلك نظراً لوجود تكاليف مرتفعة تقع على عاتق صاحب المكتب السياحي (أجار المكتب، الكهرباء، الإنترنت، رواتب موظفين) وبالتالي أسعار الرسوم على الرحلات للشخص الواحد لن تقل عن 500 ألف ل.س”، لافتاً إلى أن “فصل الصيف يعد ورقة رابحة للمكاتب السياحية، حيث تنتعش فيه الرحلات الساحلية والجبلية وهو حصاد العام كله”.
وأضاف: “هنالك رحلة ينظمها المكتب الذي أعمل به في عيد الأضحى ستكون إلى اللاذقية وكسب ومشتى الحلو وتبدأ أول أيام العيد، ورسوم الاشتراك تتضمن أجرة المواصلات والإقامة في فندق ووجبات طعام، وستكون تكلفتها للشخص الواحد مليون و650 ألف ل.س، وسعر الاشتراك للأطفال دون سن الـ 8 سنوات هي 950 ألف ل.س”.
منافسة بين المكاتب السياحية
بدوره، أكد مدير سياحة دمشق ماجد عز الدين لـ “أثر” أن عمل مكاتب تنظيم الرحلات السياحية يُلزِم بالحصول على الترخيص من وزارة السياحة، وهو يخضع لتقييم الكفاءة والتأهيل اللازم للقيام بالرحلات السياحية وتنظيمها بالشكل الصحيح، وعند قيام أشخاص بتنظيم رحلات سياحية دون ترخيص فإن ذلك يعتبر مخالفة لقانون العقوبات العام في إطار العمل دون ترخيص ولا سيما المادة 383 منه.
وبيّن أن تنظيم الرحلات السياحية هي خدمة مركبة وتتضمن العديد من النشاطات (كحجز الإقامة، والإطعام، والنقل) وبالتالي لا يمكن تحديد سعر ثابت لهذه الرحلات، وتتنافس المكاتب المنظمة للرحلات السياحية في تقديم خدمات تتلاءم مع الشريحة المستهدفة من زبائنها، ومن حيث المبدأ فإن الرحلة السياحية يفترض أن تكون كلفتها أقل عند الحصول عليها من مؤسسة تنظيم الرحلات السياحية بدلاً من القيام بها بشكل منفرد، بناءً على الخصومات التي تحصل عليها من منشآت الإقامة أو الإطعام وحتى وسائل النقل، مشيراً إلى أن “الشركات تتنافس في تقديم الخدمة بالسعر الأنسب بهدف أن تكون الرحلة ممتلئة لتحقيق الجدوى، وفي الواقع ما يشكل النسبة الأكبر من قيمة الرحلات هو الإقامة ووسائل النقل”.
وفي وقت سابق أكد مصدر في مديرية سياحة دمشق لـ”أثر” أن الكروبات ممنوعة ضمن مواقع العمل السياحي؛ وفي حال كانت خارج مواقع العمل السياحي فيتم منحها موافقة من السياحة حتى لو كانت ليوم واحد حتى لا يتعرض من يقوم بذلك للمساءلة.
وبحسب المصدر المذكور، فقد تم التعميم من قبل وزارة السياحة ومديرياتها بقمع هذه الظاهرة ومنعها.
ولاء سبع