أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

دول الخليج تعود إلى سوريا من الأبواب

by Athr Press Z

خاص || أثر برس

لا تزال تبعات القرار الأمريكي الأخير بالانسحاب من سوريا تظهر إلى الآن، وتُظهر أيضاً تحكم واشنطن بعدد من الأطراف التي أخذت سابقاً مواقف سلبية في الحرب على سوريا.

وهناك مجموعة من الأمور غاب الحديث عنها في الأوساط الإعلامية وفي الأروقة السياسية، منها اتفاق منبج التركي-الأمريكي، وموقف الولايات المتحدة من محاربة تنظيم “داعش”، إضافة إلى الوفود الخليجية التي كانت تزور مناطق “قوات سوريا الديمقراطية” في أراضي شرق الفرات السورية.

غياب الحديث عن هذه الزيارات والتي كانت أغلبها سعودية وإماراتية وفقاً لما أكدته سابقاً وسائل إعلام كردية، تزامن مع إعلان الإمارات عن قرارها بإعادة فتح سفارتها في دمشق، إضافة إلى حديث المسؤولين السعوديين عن ضرورة إعادة تفعيل علاقاتها هي أيضاً مع سوريا.

بدأت زيارات هذه الوفود الخليجية سابقاً، بعد التصريح الشهير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أكد خلاله أن على دول الخليج دعم العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا بالمال، وبعدها بدأت الاجتماعات بين الوفود الخليجية وعناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” دون الحديث عن مضمون هذه اللقاءات، وفي الغالب هذه الوفود كانت سعودية وإماراتية.

وما إن تم الإعلان عن الانسحاب الأمريكي من سوريا، حتى بدأ الحديث عن مصير الأكراد بعدما تخلت عنهم واشنطن، دون ذكر أي معلومات عن مصير الدعم الخليجي لهم أو عن الاجتماعات التي كانوا يعقدونها، بل اختفى ذكر دول الخليج تماماً في ملف الأكراد، خصوصاً بعد حديث الأخيرين عن توجههم لإجراء محادثات مع الحكومة السورية واستعدادهم لإعادة المناطق التي ينتشرون فيها إلى الدولة السورية.

أما دول الخليج فعاد الحديث عنها بما يتعلق بالشأن السوري فقط تحت عنوان “إعادة العلاقات مع سوريا”، وهذا في ظل حديث المسؤولين الأكراد عن تحسن المحادثات مع الحكومة السورية، وتأكيد الأخيرة بدورها دعمها لهذه المحادثات.

من المحتمل أن لا يكون فقط الأكراد من توصلوا لقناعة ضرورة العودة للدولة السورية بعد تخلي واشنطن عنهم، بل أيضاً الدول العربية التي كانت تدعمهم بأوامر أمريكية.

ومن الواضح أن ترامب أصدر هذا القرار دون أن يحقق أي شيء من أهدافه في سوريا، وعبر عن هذا بقوله سابقاً: “لقد خسرنا كثيراً في سوريا”، وبالتالي الدول التي كانت تشاركه أيضاً بدعم عمليات بلاده العسكرية في سوريا لم تحقق شيء أيضاً، لكن الفارق بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، أنها تستطيع أن تتدارك موقفها وتتخذ الإجراءات كونها كانت تعمل في الخفاء دون أن تدلي بأي تصريحات أو تتخذ إجراءات علنية.

وراء قرار بعض الدول العربية لا سيما الخليجية منها، باستعادة علاقاتها مع سوريا، أسباب عديدة لا تزال مخفية بالنسبة للرأي العام العربي، لكن المستجدات اليومية التي تحدث على الساحة العربية والعالمية كفيلة بكشف هذه الحقائق.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً