أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

خاص أثر| “مكاتب التشغيل”.. عالوعد يا كمون!

by Athr Press

بدايةً “عد إلينا بعد ثلاثة أسابيع”، ومن ثم: “عد إلينا بعد أسبوع”، هكذا إلى ينتهي الحال بعبارة: “مبارك لك، رقمك التوظيفي 90353، سيتم التواصل معك عما قريب”.

العبارات المذكورة ليست مقتبسة من فيلم سينمائي، ولا من مسلسل درامي، وإنما قصة عبرت في ذاكرة سالم كوكش -30 عام- منذ نحو 8 سنوات.

يقول كوكش: “في عام 2009 م تخرجتُ من كلية الآداب قسم الأدب العربي، نصحني أحد أصدقائي بالتقدم إلى مكاتب التشغيل في وزارة الشؤون الاجتماعية، وبالفعل خطوت هذه الخطوة”.

يتابع كوكش: “أذكر تماماً حين استيقظت باكراً قبل الشروع بالذهاب إلى الوزارة، احتسيت القهوة، قبلت جبين أمي وانطلقت”، ويضيف: “في الطريق شعرت أني مقبل على حياة واعدة وزاهية، كنت أرسم خطة لتقسم راتبي الذي سأتقاضاه فور توظيفي”.

ويردف كوكش قائلاً: “وصلت إلى الوزارة، وبدأت رحلتي التي استمرت نحو شهر ونصف الشهر، إلى أن أخدت رقمي الذهبي، الذي سيتيح لي العمل في إحدى شواغر المؤسسات الحكومية بعد 90 ألف متقدم”.

يبتسم كوكش تارة، ويتنهد تارة أخرى، يتمتم بصوت منخفض: “مضى 8 سنوات، لا أعلم ماذا حل بالمتقدمين قبلي”، وهنا يطلق العنان لضحكته قائلاً بلهجته المحلية: “بعدني عم خطط وفكر كيف بدي قسم راتبي”.

مكاتب التشغيل المذكورة، استُحدثت منذ نحو 30 عام، مطلقة عدد من القوانين والوعود التي تضمن توظيف واستثمار الكفاءات الشبابية.

حتى اللحظة، لا تزال هذه المكاتب تعمل في وزارة الشؤون الاجتماعية وسط مدينة دمشق، إلّا أن السؤال الذي يتراود في أذهان الدمشقيين جميعهم: “تُرى، ماذا حل بالآلاف الذين تقدموا لهذه المكاتب”، وللّذين استفادوا بالفعل من مكاتب التشغيل، يقول الدمشقيون: “أين أنتم؟”.

 

 

اقرأ أيضاً