أثر برس

الخميس - 2 مايو - 2024

Search

خاص أثر | خلاف الأيديولوجيا وحرب الزعامة يطيحان بعلم الثورة

by Athr Press R

بعد مرور أكثر من سبع سنوات على الحرب في سوريا، أصبح التنبؤ بمستقبل الفصائل أكثر صعوبة، وذلك مع تزايد عدد الفصائل وتغير التحالفات التي تجمعها من حيث التركيبات والتسميات، إلا أن السمة العالمية الأوسع للمعارضة هي هويتها المتطرفة.

فحركة الانشقاقات المُتتالية في صفوف المعارضة المعتدلة; أو بالأحرى غير المُصنّفة إرهابياً، والاقتتال الدائر بينها في الشمال يعكس التراجع الأمريكي، مثلما تعكس انفضاض الدّول العربية الداعمة عنها، مثل السعودية وقطر لانشغالهما بخلافاتها المُتفاقمة، ونُهوض المشروع الكُردي المدعوم أمريكياً في المقابل.

يوم الأربعاء الماضي، تأججت التوترات بين الفصيلين الأكبرين في محافظة إدلب لأسباب على رأسها الخلافات الأيديولوجية بين الفصائل المعارضة المتشددة وتلك التي تميل للقومية، وذلك بسبب التنافس على الهيمنة في المحافظة السورية الوحيدة التي تخضع بكاملها لسيطرة مقاتلي المعارضة “إدلب”.

وقالت مصادر معارضة إن الاشتباكات استمرت في معظم المدن الكبرى في إدلب بعد يوم ثان من القتال العنيف بين “هيئة تحرير الشام”، الجناح السابق لتنظيم “القاعدة”، وغريمتها “حركة أحرار الشام”.

كما أعلنت “حركة نور الدين زنكي” أول أمس الخميس، المُكوّن الثاني والأقوى في “هيئة تحرير الشام”، انفصالها عن “الهيئة” بعد حوالي ستة أشهر من انضمامها إليها، إلى جانب فصائل أخرى، وبرّرت هذا الانفصال في بيانٍ رسمي بأنه “يعود إلى عدم تحكيم الشريعة الذي تجلّى في تجاوز لجنة الفتوى في الهيئة، وإصدار بيان باسم المجلس الشرعي دون علم أغلب أعضائه، وعدم قُبول المُبادرة التي أطلقها العُلماء الأفاضل يوم أمس، وتجاوز مجلس الشورى، واتخاذ قرار بقتال “أحرار الشّام” على الرّغم من أن تشكيل “الهيئة” بُني على أساس عدم البغي”.

هذا الانشقاق من قبل “حركة نور الدين زنكي” التي يَبلغ تعداد مُقاتليها ما يقارب 5 آلاف يُشكّل ضربة موجعه لـ”هيئة تحرير الشام”، وفي المقابل تلقت “حركة أحرار الشام” ضربة موجعة عبر إعلان “قطاع البادية” التابع لها بانشقاقه بكامل عناصره وسلاحه وعتاده وبيعته لـ”هيئة تحرير الشام”، وقد يكون مُقدّمة لانشقاقات أُخرى، في ظل اشتداد المواجهات الدّموية، بين “النصرة” و”حركة أحرار الشّام”.

هذه الاضرابات في الشمال السوري، تعكس خلافاً إيديولوجياً حاداً بين الفصائل المتقاتلة، فقادة “أحرار الشام” اتجهوا مؤخراً لتبني موقف توصف بالاعتدال، بل إن “أحرار الشام” اعتمدت علم “الجيش السوري الحر”، ما أدى لمناوشات مع “الجهاديين” في المدن التي رفع فيها العلم.

وعلى النقيض من ذلك، ظل زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني أقرب إلى فكر تنظيم “القاعدة”، على الرغم من أن جماعته قالت: “إنها أنهت صلتها بالتنظيم في العام الماضي”.

فـ”أحرار الشام” تؤكد أن الجولاني يريد الهيمنة على شمال سوريا بفرض نفسه على الأرض حتى إن كان هذا بسفك الدماء على حساب مصالح سكان الشمال، ولاسيما أن “الهيئة” أعلنت أن شرط انهاء الاقتتال هو بقيام “إدارة ذاتية” في إدلب.

رغم توصل هيئة “تحرير الشام” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” إلى اتفاق يقضي بوقف الاقتتال الدائر مساء أمس، إلا أن النار لم تُخمد بعد بشكل كامل، “فالهيئة” مصرّة على فرض هيمنتها على كامل محافظة إدلب وكذلك على المعابر الحدودية مع تركيا، لذلك يرى محللون عسكريون أن الاقتتال سيشتعل مرة أخرى بعد أيام أو أسابيع.

اقرأ أيضاً