أثر برس

الجمعة - 3 مايو - 2024

Search

تصاعد التوترات على الحدود السورية- الأردنية.. لماذا الآن؟

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس شهدت الحدود السورية- الأردنية في الأيام الأخيرة الفائتة حالة توتر أمني لافت، وكان أبرز هذه التوترات يوم السبت 6 كانون الثاني الجاري، إذ أعلن الجيش الأردني أن اشتباكات اندلعت بين القوات الأردنية ومجموعات مسلحة، ما تسبب بمقتل 5 أشخاص من المسلحين واعتقال 15 شخصاً كانوا برفقتهم.

واليوم أفادت وكالة “رويترز” بأن طيراناً حربياً شن غارات على مواقع جنوبي سوريا، ووفق ما أكدته الوكالة فإن الطيران يتبع لسلاح الجو الأردني.

متى بدأ الأردن عملياته؟
بدأت عمليات الأردن بعد اجتماع عمّان الذي عُقد في الأول من أيار الفائت بين وزراء خارجية سوريا والأردن ومصر والعراق والسعودية وضمت مخرجاته ثلاثة ملفات رئيسة، هي: إعادة اللاجئين السوريين والشق السياسي المتعلق باللجنة الدستورية ومبادرة “خطوة مقابل خطوة”، إلى جانب ضبط الأمن والحدود، والذي يشمل اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب، وإنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة لحفظ أمن الحدود، ووجود تعاون بين سوريا والأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل مشتركين من السياسيين والأمنيين منفصلين، خلال شهر لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها.

وفي تموز 2023 أصدرت الأردن بياناً قالت فيه: “عَقدَتِ اللجنة الأردنية- السورية المشتركة للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، اليوم، اجتماعها الأول والتي تقرر تشكيلها تنفيذاً لمخرجات اجتماع عمّان التشاوري الذي استضافته المملكة في 1 أيار 2023”.

ما سبب هذه المشكلة عند الحدود السورية- الأردنية؟

تؤكد مراكز الأبحاث في تقاريرها أن هذه المنطقة لم تكن تعاني من هذه المشكلة إلى هذا الحد قبل عقد من الزمن، أي قبل الحرب السورية، وفي هذا السياق لفت مركز “واشنطن لدراسات الشرق الأوسط” أن “خلال العقد الماضي تغيرت طبيعة أنشطة التهريب تغيراً جذرياً، إذ كان التهريب عبر الحدود الأردنية- السورية خلال فترة التسعينات قاصراً على تهريب المواشي والدخان والأسلحة، ثم أصبح اليوم يركز على تهريب المخدرات بأنواعها (الحشيش، حبوب الكبتاجون، الكريستال وغيرها)”.

حالة الحدود السورية- الأردنية الأمنية:

شهدت الحدود السورية- الأردنية -التي يبلغ طولها 370كم- على مدار السنوات العشر من الحرب كثيراً من التوترات والتصعيد، تمثّلت بتعدد الجهات التي تسيطر على هذه المناطق، ففي عام 2011 سيطرت على هذه الحدود مجموعات مسلحة، وعام 2014 استضافت الأردن غرفة “الموك” التي ترأستها أمريكا لدعم الفصائل المسلحة جنوبي سوريا، بدورها نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن خبراء ومختصين تأكيدهم أن بعض هذه المجموعات المسلحة بقيت بعد 2018، و”باتت لها ارتباطات إقليمية”.

وفي هذا السياق أوضح الخبير العسكري السوري العميد تركي الحسن، في حديث لـ”أثر” أنه “من المعلوم أن لدينا مشكلة في الحدود مع الأردن، فهناك منطقة لا نسيطر عليها فكيف نضبط الحدود”، مضيفاً “يمكن أن نتعاون بالمعلومات وبالسماح للسلطات الأردنية أن تؤدي واجبها كما تشاء، وإذا اقتضى الأمر أن يقصف الطيران الأردني موقعاً فسمحنا بذلك”، مؤكداً أن الدولة السورية متعاونة مع الأردن في هذا السياق، إذ أشار إلى أنه “من حيث المبدأ نحن كبلد نتعاون مع الأردن، وسمحنا للأردن أن يقصف موقعاً داخل الأراضي السورية لأنهم قالوا أنه تهريب مخدرات”.

لماذا الآن هذا التصعيد؟

تزامن التصعيد الأردني مع التوترات المنتشرة في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، أثار تساؤلات حول احتمال وجود ارتباط بين هذا التصعيد الأردني والتوتر الذي يشهده الإقليم.

خصوصاً أن هذا التزامن ترافق مع وجود اهتمام في الإعلام العبري بهذه العمليات التي تُنسب إلى الجانب الأردني، إذ نشرت صحف “جيروزاليم بوست وتايمز أوف إسرائيل” العبرية تقارير عن هذه الأحداث، وإلى جانب اهتمام الإعلام العبري، برز الاهتمام الأمريكي، إذ نقلت صحيفة “النهار” اللبنانية عن مسؤولين أردنيين تأكيدهم أن “المملكة حصلت على وعود بمساعدات عسكرية أمريكية لتحسين الوضع الأمني”.

وبالإضافة إلى ما ورد زعمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 30 تشرين الثاني أنها ضبطت “عملية تهريب للأسلحة” عبر الحدود الأردنية باتجاه الضفة الغربية، وفي هذا السياق، يوضح العميد تركي الحسن قائلاً: “أعتقد أن المسألة يقال إنها لمكافحة المخدرات ولكن الحقيقة الجوهرية هي مسألة تسريب أو نقل سلاح عبر الحدود السورية- الأردنية ومن الأردن إلى الضفة الغربية”.

وحول توجيه الاتهامات باستمرار للدولة السورية بخصوص ملف “تهريب المخدرات” قال العميد الحسن: “منذ أيام عدة يقول الأردن إنه قتل خمسة وألقى القبض على 15 كانوا مرافقين لتهريب المخدرات والأسلحة، الآن أصبح لديهم 15 موقوفاً فليحققوا معهم ويخبرونا إذا كان لدينا نحن سياسة رسمية في تسويق أو تصدير المخدرات باتجاه الأردن”، وأضاف متسائلاً: “لماذا لا يمنع تصديرها إلى السعودية عبر الحدود الأردنية- السعودية؟”.

يشار إلى أن الأردن من الدول التي عارضت الدولة السورية، وعام 2018 بدأ الأردن بتغيير سياسته اتجاه دمشق بالتصريحات، وصولاً إلى فتح معبر نصيب عام 2021 الحدودي، وفي أيار 2023 كان الأردن أول بلد عربي يستضيف اجتماعاً لوزراء عرب بحضور وزير الخارجية السوري منذ بداية الحرب السورية.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً