خاص|| أثر برس أثار قرار المؤسسة العامة للأعلاف الخاص بتحديد سعر كيلو الشعير للموسم الزراعي الحالي حفيظة الفلاحين في محافظة الحسكة إذ تم تسعير الكيلو فيها بـ 2200 ل.س (2000 سعر الشعير تضاف إليها 200 ل.س دعم)، وفي بقية المحافظات بـ3000 ل.س (2800 سعر الشعير تضاف إليها 200 ل.س دعم).
إذ اعتبر فلاحون من الحسكة بحديثهم مع “أثر” أن هذا القرار غير مدروس في الوقت الذي ينتظر فيه الفلاح تسهيلات وقرارات تحفيزية بظل خصوصية المحافظة التي تعاني وجود أطراف أجنبية قد تؤثر سلباً على التسويق بشكل عام.
ويقول المزارع مجدل الصالح لـ”أثر”: “هذا القرار لم يراعِ خصوصية الحسكة ومعاناتها مع الاحتلالات ومعوقات التسويق التي قد تكلف الفلاح الكثير”.
ويضيف محمود الذياب: “سعر الشعير الذي يطرحه التجار على الفلاحين في الأرض 2600 ليرة للكيلو وهو أعلى من السعر الذي حددته مؤسسة الـعلاف بـ 400 ليرة سورية لكل كيلو غرام، وأساسا الفلاح سيبيع محصوله مباشرة للتجار اختصاراً للتكاليف الإضافية التي قد ترافق عملية التسويق، وسيلجأ البعض إلى تخزين قسم كبير من المحصول لبيعه في بداية موسم الزراعة القادم بأسعار مضاعفة”.
وفي تصريح لـ”أثر برس” اعتبر رئيس اتحاد فلاحي الحسكة عبد الحميد الكركو، القرار مجحف بحق الفلاحين والمنتجين في المحافظة، مضيفاً: “نحن نعول الكثير على الفلاحين لتسويق أكبر كمية من الأقماح إلى المراكز المعتمدة، ليأتي هذا القرار ويشكل حالة إحباط عامة”.
وأضاف: تم التواصل مع الاتحاد العام والاحتجاج على التسعيرة كما تم التواصل مع أعضاء مجلس الشعب بغية طي القرار وأن تكون التسعيرة متساوية في كل المحافظات السورية، ولا يمكن استثناء محافظة الحسكة وتمييزها عن غيرها من المحافظات، مؤكداً أن تحديد 3000 ليرة سعر لكيلو الشعير مناسبة وجيدة في ظل الظروف الراهنة.
وتشير إحصائيات دائرة الإنتاج النباتي في زراعة الحسكة إلى حصاد مساحة 232 ألف و 200 هكتار من إجمالي مساحة الشعير المزروعة في عموم مناطق المحافظة والبالغة 330 ألف هكتار شعير بعل و 21 ألف هكتار شعير مروي.
حلب:
أما فلاحو حلب اعتبروا أن سعر محصول الشعير الذي تم تحديده يجعلهم يدخلون في دوامة جديدة، مبينين بحديثهم لـ “أثر برس” أن محصول الشعير غير مدعوم من ناحية المستلزمات ويكلف الكثير بزراعته والمردود بالكاد يغطي التكاليف ولا يمكن أن يشكل مصدر رزق للمزارع بعد موسم زراعي طويل.
المزارع رفعت من أهالي ريف حلب الجنوبي بيّن لـ “أثر” أن تكاليف زراعة الشعير ترتفع عاماً بعد عام إلا أن السعر المحدد لا يرتفع، موضحاً أن تكلفة حراثة الهكتار مليون ليرة يضاف إليها ثمن البذار إذ اشتراه بسعر 2400 ليرة سورية للكيلو ويحتاج الهكتار بين 150-190 كيلو غرام بحسب جودة الأرض، وسماد يوريا بكمية كيس واحد للهكتار وثمنه 550 ألف ليرة، لافتاً إلى أن إضافة السماد اختيارية للمزارعين إلا أنه يضيفها لتحسين المحصول، في حين تبلغ كلفة حصاد الهكتار 1.2 مليون ليرة سورية، مؤكداً أن محصول الشعير لا يتم دعمه بالمحروقات والبذار.
ويشير رفعت إلى أن إنتاجية الهكتار بين 10-25 كيس ومتوسط وزن الكيس 82 كيلو غرام، أي أن إنتاجية الهكتار بين 1.5 -2 طن، مضيفاً بأن السعر المحدد من مؤسسة الأعلاف هو للدرجة الأولى كما أن المؤسسة اشترطت استلام المحصول بأكياس “خيش” والمصرف الزراعي لا يبيعها للمزارع كما هو الحال بمحصول القمح وشراؤها عبء إضافي على المزارع، وأنه يتوجب على المؤسسة إما استلام المحصول بأكياس نايلون أو “دوكما” أو توجيه المصرف الزراعي لمنح المزارعين أكياس خيش، مع ملاحظة إعادة النظر بالسعر من قبل الحكومة، لأن الأسعار أيضاً لدى التجار منخفضة حيث يتم استغلال المزارع لبيع محصوله كي لا يفسد إذ يتراوح سعر الكيلو غرام بين 2200 -2300 للنوعية الأفضل.
عضو مجلس محافظة حلب عن الريف الجنوبي حسان صويص أوضح لـ “أثر” أن سعر الشعير لم يتغير منذ 5 سنوات وأن السعر الحالي سينعكس بشكل سلبي على زراعة هذا المحصول مستقبلاً، مشيراً إلى سعر الشعير كان 2000 ليرة عندما كان سعر الصرف بموجب نشرة المصرف المركزي 5 آلاف، واليوم 12500 بنشرة السوق الرسمية و 13500 بنشرة الحوالات والشعير سعره لم يرتفع إلا بنسبة قليلة، مؤكداً ضرورة أن تقوم الحكومة بتحديد أسعار حقيقية للمحاصيل الزراعية.
وفي هذا الصدد كشف مصدر بمحافظة حلب لـ “أثر” بأنه تم رفع توصية للمؤسسة العامة للأعلاف لقبول المحاصيل من المزارعين معبأة بأكياس نايلون تسهيلاً لهم.
بدوره مدير فرع المؤسسة العامة للأعلاف في حلب شوكت حنان بيّن لـ “أثر” أن فرع المؤسسة جاهز لشراء كافة الكميات من المزارعين الراغبين ببيع محصولهم للمؤسسة، لأن للمزارع الخيار بهذا المحصول بعكس محصول القمح الذي يباع حصراً للحكومة.
وأضاف حنان بأن كافة التجهيزات استكملت لاستلام المحصول من تشكيل لجان وتجهيز المراكز وعددها 4 مراكز في حلب وهي /مسكنة – دير حافر – معمل تل بلاط – بردة/.
تسعيرة موحدة:
كشف رئيس اتحاد الفلاحين في سوريا أحمد إبراهيم لـ”أثر برس” أنه سيعقد اجتماع للمؤسسة العامة للأعلاف اليوم الأربعاء، ليتم توحيد سعر شراء مادة الشعير من الفلاحين في جميع المحافظات السورية.
وتابع أنه من غير المقبول أن يكون هناك تسعيرتان، فالحسكة جزء من سوريا، معتبراً أن السعر الذي حددته المؤسسة لهذا العام منطقي قياساً بسعره في الأسواق وتكاليف الإنتاج.
وبين إبراهيم أن الإنتاج لهذا العام كبير ولكن المؤسسة حددت حاجتها بـ 100 ألف طن فقط والباقي سيتم طرحه بالسوق، مشيراً إلى أن “الفلاحين يتمنون أن تأخذ المؤسسة كل الإنتاج ولكن ليس لدى المؤسسة العامة للأعلاف أماكن أكثر للتخزين، وهنالك محاولات مع رئيس مجلس الوزراء لأخذ كل الإنتاج”.
وكانت المؤسسة العامة للأعلاف حددت أمس الثلاثاء سعر شراء مادة الشعير من الفلاحين لهذا الموسم بمبلغ 2800 ليرة للكيلو غرام الواحد تضاف إليها 200 ليرة دعم من صندوق دعم الإنتاج الزراعي ليصبح سعر الكيلو الواحد 3000 ليرة وذلك من كافة المحافظات عدا الحسكة.
وحددت سعر الشراء من محافظة الحسكة بمبلغ 2000 ليرة تضاف إليها 200 ليرة دعم ليصبح سعر الكيلو الواحد 2200 ليرة.
الجدير ذكره أن المؤسسة العامة للأعلاف حددت العام الفائت سعر استلام الشعير من الفلاحين بمبلغ 2000 ليرة سورية للكيلوغرام، مع إضافة مكافأة تسليم وقدرها 200 ليرة لكل كيلوغرام.
جوان الحزام – الحسكة
حسن العجيلي – حلب
لمى دياب – دمشق