أغلقت فنلندا أمس السبت أربعة معابر حدودية مع روسيا، وذلك بعد تسجيل وصول نحو 300 مهاجر ليست لديهم الوثائق اللازمة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وبحسب “وكالة حماية الحدود الفنلندية” فإن الإغلاق، الذي أُعلن تم تنفيذه في معابر “فاليما” و”نويجاما” “ياماترا” و”نيرالا” في جنوب شرق البلاد، في حين سيظل معبر السكك الحديدية فقط في “فاينيكالا” مفتوحاً.
وتقع هذه المعابر في جنوب شرق فنلندا، وستبقى مغلقة بالكامل حتى 18 شباط القادم، الأمر الذي أثار استياء مواطني البلدات الحدودية الذين غالباً ما يتنقلون خلال فترة الأعياد، بحسب وكالة “رويترز”.
وقالت السلطات إنها سجلت وصول نحو 300 شخص خلال الأسابيع الماضية؛ لكنها تتخوف من تكرار ما حصل في نهاية العام 2015، حينما عبر الحدود نحو 1,700 مهاجر.
وتتهم فنلندا روسيا بأنها تسمح للمهاجرين بعبور الحدود والدخول إلى أراضيها بطريقة غير رسمية، ما دفعها إلى إعلان إغلاق نحو نصف معابرها الحدودية مع روسيا.
وشهدت فنلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، زيادة في عدد الوافدين من دون أوراق ثبوتية والمتحدرين من الشرق الأوسط وأفريقيا، وخصوصاً من العراق وسوريا والصومال واليمن، وذلك عبر حدودها الطويلة مع روسيا والتي تمتد على طول 1,340 كيلو متراً.
وكشفت فنلندا نهاية عام 2022 الفائت عن خطة لبناء سياج على طول 200 كيلو متر من حدودها غير المأهولة إلى حد كبير مع روسيا، ويتوقع أن يُنجز في العام 2026.
وتخشى فنلندا من أن تشهد أزمة مماثلة للوضع على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، حيث تجمع على الحدود آلاف المهاجرين في صيف العام 2021، وواجهت بيلاروسيا وروسيا حينها اتهامات بدفع المهاجرين للعبور إلى الأراضي البولندية.
بدورها، عبرت روسيا عن أسفها لتحرك فنلندا نحو إغلاق الحدود، إذ قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “نأسف بشدة لأن القيادة الفنلندية اختارت طريق النأي بنفسها عمداً عن المستوى الجيد السابق وطبيعة علاقاتنا الثنائية”.
من جانبه ذكر مصدر في السفارة الروسية في هلسنكي، أن قرار الحكومة الفنلندية بإغلاق أربع نقاط تفتيش في الجزء الأكثر ازدحاماً من الحدود لا يمكن إلا أن يثير القلق وسيتم تحديد إجراءات الرد من الجانب الروسي، بحسب وكالة “نوفوستي” الروسية.
يذكر أن العلاقات بين البلدين تدهورت منذ قرار فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي نتيجة روسيافي أوكرانيا.