اعتبرت كاتبة “إسرائيلية” بأن ارتفاع إنتاج المسلسلات الخليجية التي تتحدث عن اليهود، أحدث ضجة كبيرة في العالم العربي بسبب التقديم الإيجابي نسبياً للشخصيات اليهودية، الذي يمهد للتطبيع بين الكيان الإسرائيلي ودول الخليج.
ورغم أن شهر رمضان المنصرم شهد بث مسلسلين على قنوات سعودية، فإن هذه الظاهرة لها تاريخ أقدم بكثير، وتساعد في فهم المسلسلات الخليجية الحديثة.
وقالت “نتاع إيفرغان” في مقال لها على موقع “منتدى التفكير الإقليمي”، أن “التقديم الإيجابي في النص للشخصيات اليهودية في الأعمال الفنية الخليجية أثار انتقادات حادة، لأنه منح مصداقية للادعاءات القائلة بأنها تمهد الأرضية للعلاقات مع “إسرائيل”، مع العلم أن ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين شهدت إنتاج عدد غير قليل من الأبطال اليهود في السينما العربية”.
وأوضحت أن “مصر، التي كانت ولا تزال المصدر الرئيسي لصناعة الأفلام في العالم العربي، ظهر اليهود في أفلام أخرجها مصريون يهود وغير مصريين، وفي السنوات التي سبقت احتلال “إسرائيل” لفلسطين، كان اليهود من رواد صناعة السينما المصرية”.
وأكدت أن “توغو مزراحي، المخرج والمنتج والممثل المصري اليهودي من أصل إيطالي، أخرج عشرات الأفلام المصرية، وهو أول من أدخل بطلاً يهودياً لفيلمه”.
وأشارت إلى أنه “بعد عام 1948، اعتمدت الأعمال السينمائية والتلفزيونية على مشاعر الجمهور العربي تجاه “إسرائيل”، وجاءت حرب 1956، ونكسة 1967، لتؤثرا بطريقتهما الخاصة على درجة الغضب والكراهية التي يشعر بها الجمهور العربي نحو >إسرائيل<“.
وأكدت أنه “منذ عام 1973 وحتى وقت قريب، بدا صعباً العثور على شخصية إيجابية لليهود في السينما العربية”.
وأضافت أن “مسلسل “أم هارون” الذي تم بثه في شهر رمضان الماضي شكل المرة الأولى التي يتم فيها عرض عمل فني عن اليهود في دول الخليج العربي، دون ذكر أي بلد صراحة يستهدفها المسلسل؛ رغم اعتقاد البعض أنها السعودية أو الكويت أو الإمارات، لكن على كل الأحوال فإن النقاد الغاضبين من المسلسل اعتبروه مقدمة للتطبيع مع >إسرائيل<“.
وأشارت إلى أنه “من المستحيل تجاهل حقيقة أن القناة السعودية التي أنتجت المسلسل فعلت ذلك، على ما يبدو، في ضوء القرار السياسي لدول الخليج بالانفتاح على “إسرائيل”، دون أن يصاحب ذلك ضغط لإيجاد حل للمشكلة الفلسطينية”.