أثر برس

السبت - 4 مايو - 2024

Search

“اللايف كوتش” ينافس الطبيب النفسي.. مصدر بوزارة الصحة لـ”أثر”: مهنة غير مرخصة

by Athr Press G

خاص|| أثر برس الأزمات والضغوط النفسية” مصطلح يكثر سماعه في الفترة الأخيرة من قبل غالبية الأهالي، سواء إن كانت الأسباب اجتماعية أم اقتصادية أم عاطفية أم مهنية أم غيرها، فتظهر الحاجة لشخص يفهم ما يمر به الشخص وينصحه أو يوجهه ويدعمه، ولكن بحكم الوضع المعيشي الراهن قد لا تتناسب أجرة الطبيب النفسي كثيرين لذلك ظهر ما يسمى “اللايف كوتش” أو “مدربو الحياة” على منصات السوشال ميديا لإعطاء النصائح والحكم لمتابعيهم، وحظيوا بإقبال شديد، لكن ما مدى صحة الاعتماد عليهم مقابل اللجوء للطبيب النفسي؟

“كأي فتاة أخرى تمر بعلاقة عاطفية وتسبب لها انهيار، تحتاج لشخص واع يرشدها وينصحها ويخرجها من وضعها، استعنت باللايف كوتش للتغلب على هذه الأزمة ولتحديد أهداف جديدة أبدأ العمل عليها” هذا ما أشارت إليه الشابة هالة في حديثها لـ “أثر” عن دافعها لمتابعة اللايف كوتش.

وتابعت: “الفكرة هي مجرد الإحساس بالحديث مع صديق أو شخص قريب، يشعر بحالتك وينصحك ويوجهك للمثالية”، وتختلف كلياً عن فكرة الطبيب النفسي.

أما مجد يقول لـ “أثر” إنه كان يعاني من ضياع في حياته دون معرفة أهدافه وأحلامه وطموحاته، وعندما سمع عن فكرة اللايف كوتش تواصل مع أحد المدربين، ولاقى فائدة كبيرة.

مختلف تماماً عن الطبيب النفسي!

بدورها، أوضحت اللايف كوتش مريم عيسى لـ “أثر” أن مصطلح اللايف كوتش هو علاقة تفاعلية تشاركية بين الكوتـش والعميل، وكل من الطرفين يستخدم خبراته فالعميل يعرف هدفه والكوتش لديه أدوات ليصل إلى وضع خطة مناسبة لهدف العميل وموارده، بناءً على ما لديه من خلال طرح أسئلة غاية في الأهمية ليحصل في النهاية العميل على هدفه، وهو علاقة إنسانية احترافية.

وعن الإقبال على اللايف كوتش، أكدت عيسى أنه بازدياد الوعي والفهم لمعنى وأهمية المصطلح في حياتنا بدأ اليوم الإقبال يزداد، قائلة: “كل شخص منا وكل ما نقص أو زاد نجاحه بحاجة إلى لايف كوتش بحياته ليصل إلى أهدافه بسهولة واحتراف، ويحقق أهدافه بشكل أيسر مع وعي وفهم”.

وأردفت: “نحن بحاجة دائماً لمن هم لديهم خبرة أكثر منا في استخدام أدوات نحن لا نعرفها حتى نتعرف عليها من خلال اللايف كوتش ونستخدمها في حياتنا وتحقيق ما نريد”.

وحول أسس التعامل مع المرتادين، بينت عيسى أن أهم الأسس أن تكون العلاقة إنسانية، ليشعر العميل أنه يتحدث مع صديق له وبكن بمقابل أجر على وقته وأدواته التي يقدمها له، ويتم التعامل بالتفاعل للوصول إلى هدف العميل وليس لهدف اللايف كوتش، لذلك اللايف كوتش مهمته فقط طرح أسئلة تساعد في رفع وعي العميل بذاته وقدراته وأهدافه وكيفية وصوله لها.

وعن التضارب الحاصل بين اللايـف كوتـش والطبيب النفسي، أشارت عيسى إلى أنه لا يوجد أساساً أي وجه للتشابه بينهما، فالطبيب النفسي يشخص ما يعاني منه الشخص كمريض ولديه مرض نفسي ويقدم له الدواء المناسب بناء على التشخيص، لكن اللايف كوتش يتعامل مع الأصحاء والمرضى كعملاء هم بحاجة للوصول إلى أهداف وتنظيم وترتيب حياتهم، فليس هناك أي وجه للمقارنة.

وختمت حديثها مع “أثر” قائلة: “ما يحصل اليوم هو الخلط بالمعاني حتى بين اللايف كوتش والمعالج والمدرب وغيره، بالرغم من الفروق الكبيرة لذلك علينا أن نفهم وندرك معنى ودور وأهمية كل مسمى وشخص”.

رأي الطب النفسي:

أوضح أحد الأطباء النفسيين لـ”أثر” أن اللايف كوتش هي مهنة مبتدعة حديثاً بقصد السيطرة على عقول الناس من خلال التعامل الذكي والمدروس مع المراجعين، إذ يتم التعامل معهم على أساس غير مدروس ولا معروف.

وأكمل: من يطلق على نفسه مصطلح “اللايف كوتش” غير مؤهل لإعطاء النصائح والتوجيهات، ومن الطبيعي أن يكون غالبيتهم غير مؤهلين علمياً، وغرضهم السيطرة على عقول الناس بناء على أسس فلسفية يعتقدون بها.

غير مرخصين:

من جانبه، كشف رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور أحمد سلامة لـ “أثر” أن اللايف كوتش مصطلح من المصطلحات الجديدة التي يقدمها أشخاص كخدمة صحة نفسية مأجورة، تعتمد على مهارات شخصية ومداخلات على أشخاص بحاجة إلى تقديم العون والمشورة وليس بالضرورة أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية.

وحول ترخيص مهنتهم، يقول سلامة: “ليس لدينا فكرة عن تأهيلهم والتدريبات والشهادات التي يعملون على أساسها، وأنه لا يوجد ترخيصاً أو تأطيراً لها”.

وتابع: في وزارة الصحة هناك برامج شبيهة يتم التدريب عليها للكوادر الصحية لتقديم المشورة في أماكن عملهم.

وعن إيجابيات وسلبيات اللايـف كوتـش على العملاء، ذكر سلامة أنه لا معلومات ولا أرقام عن أشخاص تلقوا الدعم، ولكن كأفكار يمكن أن يكون له أثر وفائدة تبعاً للداعم والمتلقي، أما بالنسبة للسلبيات فهناك مخاطر من سوء الاستخدام والتداخل دوائياً أو استغلال البعض والإرشاد أو التوجيه الخاطئ.

يذكر أنه في وقت سابق أكد أحد الصيادلة لـ “أثر” أن هناك زيادة رهيبة بصرف الأدوية النفسية بحوالي 70%عن السنتين الماضيتين، وخاصةً أدوية الاكتئاب، والمرضى أصبحوا يصرفون النشرة ويكررونها في كلّ مرة دون الذهاب لمراجعة الطبيب، وتكمن خطورة التكرار هذه في الإدمان عليها.

وتتفاوت معاينة الطبيب النفسي بين 30- 50 ألفاً ليرة سوريّة في دمشق، الأمر الذي يولد رفض بعض الأفراد للذهاب إلى العيادات النفسـية، لعدم قدرتهم المالية.

أمير حقوق – دمشق

اقرأ أيضاً