جاءت الضربة الإيرانية على مواقع قريبة من مناطق تواجد “التحالف الدولي” في سوريا، بمثابة رد صادم بالنسبة لأمريكا و”إسرائيل” والمنظمة التي قادت الهجوم على مدينة الأهواز الإيرانية، وأبرز عناصر المفاجئة كان بعد المسافة بين مكان إطلاق الصواريخ والمكان الذي استهدفته، إذ تمتعت الصواريخ بدقة الاستهداف، إلا أن مكان الرد على الهجوم وتوقيته وآلية الرد تشير إلى رسائل خفية عديدة، أشار إليها بعض المحللون.
إذ قالت صحيفة “التايمز” الأمريكية:
“هجمات إيران بالصواريخ على مواقع تنظيم داعش، ليست مجرد عملية لمكافحة الإرهاب، وإنما تنبيه لإسرائيل وأمريكا بأن طهران مستعدة للهجوم من الجو.. وإن الدبلوماسيين الإيرانيين لا يكادون يخفون سعادتهم العارمة بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا التحقت بالصين وروسيا بهدف إيجاد سبل لتجاوز العقوبات الأمريكية، وواجب الغرب اليوم هو قطع الرابط بين روسيا وإيران”.
وفي “أوراسيا ديلي” الروسية جاء:
“لا تريد إيران الحرب مع الولايات المتحدة، ولكنها لا تنوي الدخول في مفاوضات معها، في هذه الأثناء، لا تظهر القيادة العسكرية والأمنية في البلاد ضبط نفس كبير في هذا الأمر، على العكس، تأتي إشارات واضحة من القوات المسلحة وحرس الثورة الإسلامي الإيراني: نحن مستعدون لصد الهجوم والرد بضربة ساحقة”.
وبعد هذا الحادث نشرت “واشنطن بوست” مقالاً تؤكد فيه أن الولايات المتحدة لن تشن هجوماً ضد إيران في سوريا، حيث قالت:
“إن الرئيس دونالد ترامب لا يعتزم شنّ حرب ضد إيران في سوريا دون أن يحصل على تفويض من الكونغرس، غير أن الأخبار السيئة هي تلك التي تدلّل من جديد على أن إدارته لا تملك أي سياسة واقعية لإنهاء الصراع هناك”.
الضربة الإيرانية بالقرب من البوكمال السورية تحمل العديد من الرسائل وللعديد من الأطراف، إذ قالت للولايات المتحدة الأمريكية (الدولة العظمى) إن مواقعها في مرمى الصواريخ الإيرانية.