كشف رئيس الوفد السوري إلى محادثات أستانة بشار الجعفري، عن اجتماع عُقد بين قادة المجموعات المسلحة في ولاية أطمة التركية.
ونقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء “سانا” عن الجعفري قوله خلال مؤتمر صحفي عقده عقب انتهاء محادثات أستانة: “إن اجتماعاً للتنظيمات الإرهابية المنتشرة في إدلب عقد قبل أيام في بلدة أطمة الحدودية بتوجيهات وحضور من استخبارات النظام التركي التي أعطت تعليمات لهم بشأن كيفية التصرف في حال تحضير الجيش العربي السوري وحلفائه لتحرير إدلب من الإرهاب”.
وركّز الجعفري خلال مؤتمره الصحفي على عدم جدية الجانب التركي في التعامل مع بنود اتفاقات أستانة والقرارات التي تتوصل لها، حيث قال: “اليوم السلطات التركية تحتل نحو ستة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي السورية في شمال سورية أي عفرين وجرابلس ومدن أخرى علاوة على إدلب” مضيفاً أنها “تقوم الآن بإنشاء جدار بطول 70 كيلومتراً جنوب منبج لفصلها عن حلب وتفرض التتريك على المدارس السورية أي أن تركيا اليوم في توصيف مساحة الأراضي التي تحتلها من أراضينا هي أسوأ من إسرائيل بأربع مرات حيث تحتل أربعة أضعاف مساحة الجولان الذي تحتله إسرائيل وبالتالي فإن سلبية تركيا تجاه الشعب السوري هي أسوأ أربع مرات من سلبية الاحتلال الإسرائيلي للجولان فتركيا والكيان الإسرائيلي على نفس المستوى”، مشيراً إلى أنه بالرغم من الحديث عن الخلافات بين الإدارتين الأمريكية والتركية، إلا أن الإدارتين تكملان بعضهما بعضا فيما يتعلق بالوضع في سورية، مؤكداً أن هذا الموضوع استحوذ على جانب من محادثات أستانة 12 وكان هناك تجاوب كامل من الجانبين الروسي والإيراني.
وتابع رئيس الوفد السوري “لا يوجد حسم تركي حقيقي تجاه مسألة الإرهاب في شمال سورية وفي إدلب، حيث أدخل النظام التركي إلى المجموعات المسلحة في إدلب عشرات راجمات الصواريخ إضافة إلى تكديس مواد كيميائية لاستخدامها ضد الجيش السوري والمدنيين ومن ثم اتهام الحكومة السورية بأنها هي التي فعلت ذلك”.
وحول الواقع الموجود الأراضي التي تنتشر فيها القوات الأمريكية و”قوات سوريا الديمقراطية” شمالي سورية، أكد الجعفري أن “سورية حذرت مراراً من التلاعب الأمريكي في شمالي سورية وهي لن تسمح بأي شكل ولأي كان بالعمل على تقسيم سورية فهذا خط أحمر ولن تنجح هذه السياسات المخالفة للقانون الدولي على الأراضي السورية في أي ركن كان وفي أي بقعة كانت”.
ويأتي حديث الجعفري عقب انتهاء الجولة الـ12 لمؤتمر أستانة، إذ ركزت مخرجات هذه الجولة على الثوابت المتعلقة باحترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأدانت اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان السوري المحتل، كما رفضت أي مخطط لتقسيم البلاد، وشددت على ضرورة استمرار التعاون للقضاء التام على “داعش” و”جبهة النصرة” وجميع المجموعات المسلحة المرتبطة بهما، كما أكد المشاركون على أهمية الالتزام بالعملية السياسية، إضافة إلى العمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع الأراضي السورية، حيث يواجه وصول المساعدات إلى بعض هذه الدول عدة عراقيل، لا سيما مخيم “الركبان” الذي حالت الولايات المتحدة دون وصول المساعدة الإنسانية إليه.