أثر برس

السبت - 4 مايو - 2024

Search

الثعلب الأمريكي في الشمال وخطة الديوك

by Athr Press R

 

رضا زيدان || خاص أثر برس

أوغل الثعلب في الدجاج ذبحاً وأكلاً، فاجتمعت الديوك الأبيض والأسود والأحمر لتضع حدّاً للمجازر، حيث اختلفت الديوك في آرائها فالأبيض يدعو إلى مباغتة الثعلب في وكره، وأسود يدعو لانتظار الثعلب حتى يُغير، وأحمر يدعو إلى التصالح معه.

علم الثعلب بالخلاف فأرسل الغراب ليجتمع بهم فرادى، ويقول للديك للأبيض ما أنت إلا أشرفهم وأرفعهم وأشجعهم فالهجوم رأس الدفاع وما صديقاك إلا خائنين والحرية تبدأ بقتلهما، ثم اجتمع بالديك الأسود وقال له: عين العقل قولك فالدفاع لا تُلام عليه أما الهجوم كما المصالحة فكرةٌ خرقاء من يطرح مثلها لا يستحق الحياة، وفي لقائه مع الديك الأحمر صارحه الغراب بأنه يهديه سلامه وأنه سيسعى معه لتوطيد السلام بين الثعالب والدجاج لكن علينا أولاً أن نتعاون معاً للتخلص من الديكين التخريبيين الأبيض والأسود.

هذه السطور القليلة أعلاه تختصر سنوات الحرب السورية السبعة، فالانتشار الأميركي الذي أُريد له أن يظهر في وسائل الإعلام، يبدو كمحاولة من أمريكا لتخفيف التوتر السائد بين حليفيها المتناحرين، بعد مطالبة الأكراد بالتحرك وحمايتهم في الوقت الذي يخوضون فيه معارك في الطبقة وريف الرقة، فالقوات الأمريكية انتشرت الجمعة على طول  الحدود السورية التركية  شمال شرقي سوريا، كما انتشرت المدرعات الأمريكية وهي ترفع علم الولايات المتحدة في المناطق التي شهدت اشتباكات بين “وحدات حماية الشعب الكردية” والجيش التركي في عامودا – درباسية – رأس العين، وصولاً إلى تل أبيض.

جيف ديفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية قالها للعلن بإن: “القوات الأمريكية المنتشرة عبر كامل المنطقة الشمالية من سوريا تعتبر من شركائنا، واستخدم المتحدث عبارة “شركائنا” في حديثه عن “قوات سوريا الديمقراطية” التي تمثل أكراد سوريا”.

ونقلت مصادر إعلامية أن أكثر من 100 شاحنة أمريكية محملة بأسلحة ودبابات وناقلات جند عبرت معبر سيمالكا الحدودي مع العراق بريف الحسكة باتجاه شمال الرقة والطبقة شمال سوريا.

التلفزيون الكردي نشر مقاطع فيديو تظهر دخول القوات الأميركية إلى القامشلي في الحسكة عند الحدود السورية التركية، حيث رحّب سكان محليون من عدة قرى بالقوات الأمريكية، ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان مصدر في “وحدات حماية الشعب الكردية”، أن العسكريين الأمريكيين بدأوا بنشر المدرعات على طول الحدود التركية – السورية بدءاً من مدينة كوباني (عين العرب) إلى القامشلي، مؤكداً، أن الولايات المتحدة تحاول منع وقوع اشتباكات بين القوات التركية والقوات الكردية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: “إنّ تركيا والولايات المتحدة قادرتان على توحيد جهودهما وتحويل الرقة إلى مقبرة “لداعش”، واصفاً “الوحدات الكردية” بالمنظّمة الإرهابية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه سيعرض على الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب وثائق تثبت ارتباط الوحدات بحزب العمّال الكردستانيّ”.

الثعلب الأمريكي أدى مهمته على أكمل وجه لا بل ودخل بيت الديك الأحمر الذي يخطط اليوم إلى قتل الديكين الأبيض والأسود، والقلب مازال يعتصر دماً على كل مكان من الأرض السورية.

اقرأ أيضاً