أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

الانتخابات غداً.. هل يُصلح اتحاد كرة القدم الجديد ما أُفسد في كرتنا؟

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

تبدو الأمور صعبة ومعقدة أمام اتحاد الكرة السوري الجديد الذي ستعرف هويته يوم الإثنين القادم بعد الانتخابات التي ستجري بحضور أعضاء المؤتمر الأصلاء، الذين سينتخبون اتحاداً يقود كرتنا لأربع سنوات قادمة إن لم يتم تغييره قبل ذلك، وهذا أمر اعتدنا عليه خلال فترة وجود الاتحادات السابقة.

عانت كرة القدم السورية ما عانته طوال سنوات طويلة من مرض كاد يقضي عليها وأدخلها في سبات طويل لا تلبث أن تصحو منه حتى تعود إليه، ولم ينفع العلاج المؤقت ولا الاختراعات والبدع التي وصفت له، لأن المرض انتشر والأمل الوحيد قد يكون في الاتحاد الجديد إن سارت الأمور بدون تدخلات من أحد

انتخابات ديمقراطية

هل ستكون انتخابات اتحاد الكرة ديمقراطية بالفعل ولن يُملي أحد على الناخب اسماً معيناً لرئيس الاتحاد أو نائبه أو لأحد الأعضاء، أكاد أجزم كما يجزم الجمهور السوري بأن ذلك ضرب من المستحيل وأن التدخلات والتوجيهات ستكون حاضرة، لأن ما شاهدناه من طريقة انتقاء المندوبين يؤكد أن التدخلات قائمة وتم اختيار معظم المندوبين بعناية من قبل أصحاب القرار الرياضي لانتخاب أسماء معينة في الاتحاد، ومن يقول إن ذلك غير وارد نورد مثالاً على ذلك صاحب هذه الكلمات حيث تم إبعاده وفرض اسم آخر لا علاقة له بلعبة كرة القدم، وهو منتسب لأسرة إحدى ألعاب القوة وكل ذلك لانتخاب شخص ما، وبالتالي الخوف سيبقى قائماً من عدم وصول الأفضل والأجدر.

المرشحون للانتخابات قاموا بجولات مكوكية على المحافظات والتقوا بالمندوبين وشرحوا خطة عملهم وما سيقدمونه للكرة في حال وصولهم لقبة الفيحاء، وتبقى الكرة في ملعب المندوبين الذين سيقع عليهم وزر كبير في حال لم يكن الاختيار صائب.

المطلوب من الاتحاد الجديد: إعادة هيكلة الاتحاد

هل يصلح الاتحاد الجديد ما أُفسد في كرتنا ولن نقول هل يصلح الاتحاد الجديد ما أفسده الذي قبله حتى لا نقع في شباك المحاسبة، سيما وأن من أُبعد من الاتحاد السابق لأسباب كثيرة تم تكريمه بمنصب أعلى وأصبح عضواً في المكتب التنفيذي، وبالتالي من يُكرّم لا يكون مخطئاً والويل والثبور لمن يقول غير ذلك، ولذلك لن نضع أنفسنا في موضع المسائلة ولن نخرج عن النص الرياضي، أما الحساب والمكافأة فلهما أهلهما.

المرحلة القادمة سيكون عمل الاتحاد الجديد فيها شاقاً وعسيراً، والبدايات يجب أن تكون بذات الوقت ولا يحتمل أي أمر التأجيل، فكأس آسيا للرجال على الأبواب والتحضير لكأس العالم ما بعد القادمة يجب أن يبدأ من الآن، بالإضافة للمسابقات والبطولات الأخرى المحلية والدولية.

إعادة هيكلة الاتحاد من أولى المهام وخاصة فيما يخص عمل الموظفين، وهذا ما أكده المرشح فادي دباس لرئاسة الاتحاد الذي قال خلال اللقاء مع مندوبي اللاذقية أنه يستغرب وجود بعض الموظفين المعاقبين ضمن الاتحاد وسيعمل على إبعادهم عنه.

وجود الموظف أو الفني أو الشخصية الرياضية المناسبة في المكان المناسب أمر مهم، ووضع العمل بأيادي بعض الأشخاص الذين هم أقرب للجهل منه للعلم أمر غير وارد، سيما وأننا في عصر التكنولوجيا والاعتماد على الورقة والقلم أمر لم يعد مقبولاً في عصرنا، والمراسلات وغيرها أصبحت عن طريق البريد الإلكتروني الذي يجهله أغلب الموظفين والعاملين في الاتحاد الحالي.

ومن ضمن التغيير الإداري يجب لحظ أنه لا يوجد أرشيف ولا إحصائيات ولا بيانات لكرتنا، بما تضمه دائرتها من كوادر ومدربين ولاعبين وأندية وغيرهم، وعندما نريد أن نبحث عن شيء نلجأ للصحف والمواقع الإلكترونية لإيجاده، وعلى الاتحاد الجديد وضع هذا الأمر بالحسبان.

قوانين الاتحاد البالية

قوانين الاتحاد التي أضعفت هيبته وهيبة كرتنا لدرجة أن أي ناد قوي يفسرها على كيفه ويغيرها متى وكيفما شاء، أصبحت بالية وغير مؤثرة ولا بد من تغييرها وهذا طبعاً يكون بقرار من أعضاء المؤتمر، وعلى الاتحاد الجديد دعوته للنظر فيها وتجديد شبابها قبل بداية الموسم الجديد، إذ من غير المقبول أن تكون عقوبة الفريق المنسحب من المباراة خسارته 3-0 وحرمانه من اللعب على أرضه مباراة أو اثنتين دون جمهور، ثم يتم تغيير القرار وتُلعب المباريات على أرض الفريق المنسحب وكأن شيئاً لم يكن، وأن تكون عقوبة حكم متخاذل أو ممن تكررت أخطاؤهم الإيقاف حتى إشعار آخر، وقد يكون هذا الإشعار الآخر لمدة أسبوع حسب واسطة الحكم، وأن يعاقب مدرب أو لاعب ضرب حكم لأربع مباريات وغير ذلك من عقوبات ليست تربوية، ولا قاسية يرتدع منها فيعاود الجميع الكرّة، والدليل المباريات التي توقفت هذا الموسم ولم يرتدع أي فريق بل أصبح الأمر “شوربة”.

البناء يبدأ من القاعدة

بناء الكرة يبدأ من القاعدة أي من الأساسات ومن يمتلك الأساسات المتينة يكون بناؤه قوياً، والقواعد والصغار والبراعم هم الأساس في كرة القدم ويجب الاهتمام بهم وتطويرهم وإعداد الملاعب الصالحة لهم ليتدربوا ويلعبوا عليها، مع وضع المدربين المؤهلين لتدربيهم إذ ليس كل من لعب كرة القدم أصبح مدرباً وخاصة مدرب الصغار، حيث يُعتبر تدريبهم من أصعب أنواع التدريب وللأسف لا نجد هذا الأمر في أنديتنا لأن معظم المدربين محسوبين على فلان وعلان بغض النظر عما يحملونه من شهادات ويملكونه من كفاءات، وعلى الاتحاد الجديد وضع ضوابط وشروط لهذا الأمر والاهتمام بالصغار وتنظيم البطولات بشكل مستمر لهم، لأن التمرين لاي يكفي لتطوير اللاعب وصقل مهاراته ولا بد له من مباريات لإتمام ذلك، بالإضافة لتأمين الكوادر الصحية والإدارية المناسبة.

تأهيل المدربين والحكام

ظهر واضحاً للجميع أن الحكام كانوا أحد نقاط الضعف المهمة في الدوري السوري وتسببوا بمشاكل كثيرة كان يمكن ألا تحدث، لو أنهم امتلكوا الكفاءة والشجاعة والحكمة في كثير من الأحيان ولكن للأسف، كان يتم انتقاؤهم للمباريات حسب الطلب والرغبة عند بعض الأندية، وقد نجد لهم العذر بقلة الأجور التي كانوا يتقاضونها عندما تكون أخطاؤهم غير مقصودة، ولكن عندما يتكرر الخطأ فسيصبح الشك بأن الحكم غير مؤهل أو أنه متعاطف، وهنا يأتي دور الاتحاد في زيادة أجورهم وتأهليهم من خلال إخضاعهم لدورات محلية وخارجية لرفع سويتهم.

أيضاً المدربين، يجب أن يتم لحظهم وإخضاعهم لدورات تدريبية عالية حتى وإن امتلكوا الشهادات المطلوبة لتدريب الفرق، لأنه وبصراحة ومن خلال متابعتنا لمبارياتنا المحلية والمباريات العالمية نجد الفرق كبيراً بين مدربينا وبين مدربي تلك الفرق، إذ من غير المقبول أن تتكرر أخطاء المدرب نفسها بكل المباريات ويصبح مع ناديه وكأنه يلعب على التليفون، حسب تعبير المدرب التونسي الشهير عبد المجيد الشتالي، أي أنه يلعب عالمكشوف.

العمل على تحسين الملاعب

الشمس لا تحجب بغربال ولا يمكن أن نخفي حقيقة أن ملاعبنا هي الأسوأ في العالم، حتى وإن تم وضع المكياج لها كل حين وحين إذ سرعان ما يذوب كل شيء وتظهر على حقيقتها فنبكي على واقع سيء وصلنا إليه.

دور اتحاد الكرة في صيانة الملاعب وتجهيزها يتم من خلال علاقات الاتحاد مع الاتحادات الدولية والقارية لتأمين المساعدات، لذلك بعدما عجز المكتب التنفيذي السلطة الأعلى رياضياً في سوريا عن فعل ذلك، ولم نعد نسمع منه سوى الوعود غير القابلة للتنفيذ، وما زالت أرضيات ملاعبنا أفخاخاً للاعبين تعرضهم للإصابات وتمنعهم من تقديم ما يرضي جمهورهم.

أما البنى التحتية للملاعب فحدث ولا حرج، إذ لا تفرق مشالح اللاعبين والحكام عن حمامات الكراجات التي تنشر الوباء وتنتشر منها الرائحة الكريهة لدرجة الاختناق.

الإعلام الرياضي

لم تكن العلاقة جيدة في يوم من الأيام بين الاتحادات الكروية والإعلام الرياضي السوري سوى مع قلة قليلة منهم، مقربين من رؤساء الاتحادات أو أعضائه فنال هؤلاء الحظوة وتكررت أسماؤهم في كل البعثات والمناصب، وهذا ما خلق جوّاً أشبه ما يكون بالعداوة بين الاتحادات وباقي الإعلام، ووصل الأمر للقضاء في بعض الأحيان، لذلك لم يكن الإعلام شريكاً بالبناء وكان تصيّد الأخطاء واضحاً وشكل ذلك ضغطاً كبيراً على الاتحادات التي أصبحت أضعف من أن تواجه السلطة الرابعة، فتهاوت تحت ضربات كلماتها وساهم الإعلام بإسقاط بعض الاتحادات، لذلك على الاتحاد الجديد أن يغير من معاملته مع الإعلام وأن يجعله شريكاً معه في إنعاش الكرة السورية ودفعها للأمام.

فك الحظر عن ملاعبنا

قضية فك الحظر عن ملاعبنا هي الهم والاهتمام عند الجمهور، وحتى يتحقق ذلك يجب أن يتحقق كل ما ذكرناه سابقاً ولا سيما موضوع الملاعب، إذ لا يمكن السماح للمنتخبات والأندية الأجنبية باللعب في ملاعبنا السيئة بكل شيء، وبالتالي القضية ليست سياسية أو أمنية بعدما عم الأمان وطننا وعادت العلاقات مع أغلب الدول في العالم، وأصبحت الكرة في ملعب الاتحاد الجديد للعمل على هذا الأمر لإعادة النشاطات الخارجية لكرتنا وتوفير الاحتكاك اللازم للاعبينا بالإضافة للفوائد الأخرى الغير رياضية.

الفيوض سندعم الأفضل

رئيس اللجنة الفنية لكرة القدم في اللاذقية الكابتن محمود فيوض قال إن صوته لن يذهب إلا للمرشح الأفضل الذي يجد فيه الكفاءة المطلوبة لخدمة كرة القدم السورية وأندية المحافظة، وتمنى أن يكون الاتحاد القادم على قدر كبير من المسؤولية للنهوض بكرة القدم السورية المنهكة والمتعبة، وأن يعمل على تطويرها وأن يضع الأهداف المحددة التي يصبو إليها ويذلل كافة الصعاب لتطويرها، وإن الاهتمام بالقواعد والملاعب وفك الحظر من أولويات العمل سيما وأن مسابقات كثيرة على كافة المستويات تنتظر كرتنا.

إذاً على الاتحاد القادم أن يرفع البطاقة الحمراء في وجه كل ما هو سلبي في كرتنا، سواء كان ذلك قرارات أم مواداً أم أشخاصاً، وأن يطمس معالمهم نهائياً حتى لا نعود في المستقبل إليهم وألا يتواجد إلا الأفضل، وإن فعل غير ذلك فإننا سنبقى على نفس العقلية والعمل الممل والمقيت ولن نحصد إلا الخيبات، وسنبقى مكانك راوح إن لم نعد للوراء، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت…

محسن عمران

اقرأ أيضاً