استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون، فجر اليوم السبت، إثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 71 يوماً، بالتزامن مع انقطاع الاتصالات والإنترنت في معظم مناطق القطاع المحاصر.
إذ شنّت طائرات الاحتلال عدواناً في محيط مدرسة المزرعة التابعة للأونروا في دير البلح، جنوبي مدينة غزة وسط القطاع، بالإضافة إلى غارات على أحياء الشجاعية والتفاح والدرج.
وواصل الاحتلال غاراته على مدينة خان يونس، إذ استهدف منطقتي المصري وسرحان في حي المنارة، كذلك شنّ الطيران الإسرائيلي غارةً استهدفت منزلاً في منطقة البراهمة في رفح.
كما ارتقى 15 شهيداً على الأقل باستهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربع غزة السكني في جباليا، شمالي قطاع غزة، في حين أجبرت قوات الاحتلال السكان على مغادرة عدد من الأحياء في شمالي قطاع غزة، سيما في مشروع في بيت لاهيا.
وأطلق جيش الاحتلال عدداً كبيراً من قنابل الفوسفور المحرمة دولياً على مناطق الشجاعية وحيي الدرج والتفاح، في حين استهدف المباني الشاهقة، خصوصاً في الشارع الشرقي بحي الشجاعية.
وفي خان يونس، جنوبي القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرةً بعد استهدافه مدرستين تأويان نازحين.
كما تستمر قوات الاحتلال بمحاصرة مستشفى العودة، شمالي قطاع غزة، إذ تمنع دخول وخروج الطواقم الطبية والنازحين.
وعلى صعيد الغذاء، بات الطحين معدوماً، إذ لم تصل المساعدات أبداً إلى شمالي القطاع منذ انتهاء الهدنة، في الأول من كانون الأول الحالي، أي منذ نحو أسبوعين، بحسب “الميادين”.
بدورها، أفادت وزارة الصحة في غزة، اليوم السبت، بأن قوات الاحتلال أخرجت الجرحى في مستشفى كمال عدوان إلى العراء واعتدت على الكوادر الطبية، مؤكدةً أن قوات الاحتلال قصفت يوم أمس مركز “الصحابة”، وهو الوحيد للولادة في غزة حالياً.
وأكدت الوزارة في بيانها أن الكوادر الطبية في مستشفى العودة ما زالت ترفض أوامر الاحتلال بالإجلاء، مضيفة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارات الإسعاف استهدافاً مباشراً.
كذلك بيّنت لصحة الفلسطينية أن قوات الاحتلال دمرت الجزء الجنوبي من مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة.
وفي وقت سابق، صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة أنّ قوات الاحتلال ارتكبت في الساعات الماضية أكثر من 18 مجزرة وجرائم إبادة جماعية في مناطق قطاع غزة كافة.
وأعلن القدرة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 19 ألف شهيد و50897 إصابة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مستشفى كمال عدوان إلى ثكنة ومسرح لعملياته العسكرية، ويطلب بالتهديد إخلاء الجرحى والمرضى إلى مجمع الشفاء الطبي الذي يفتقر إلى كل المقومات العلاجية، وهذا يُشكل إعداماً للمرضى.
وأعرب القدرة عن خشيته من أن يقدم الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ السيناريو الإجرامي نفسه ضد مستشفى العودة، ويحاصر المستشفى ويستهدفه ويمنع عنه الماء والطعام والكهرباء ويمنع وصول الجرحى والمرضى إليه، مشدداً على أنّ الاحتلال يتعمد تصفية الوجود الصحي في شمال غزة لإجبار السكان على النزوح.
وبيّن أنّ الوضع الصحي في مستشفيات جنوب غزة هو الأسوأ نتيجة فقدانها القدرات الاستيعابية والعلاجية، مضيفاً أن الطواقم الطبية تفاضل بين الحالات الخطرة لإنقاذ حياة ما يمكن إنقاذه من بين الأعداد الكبيرة التي تصل إلى مستشفيات الجنوب.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم السبت، 16 مواطناً فلسطينياً على الأقل، بينهم سيدة مصابة بالسرطان، وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول، إلى نحو 4520.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يزيد على 70 يوماً، بينما يعاني القطاع حصاراً خانقاً، إذ تنعدم مقومات الحياة كافةً جراء استهداف كل المرافق الحيوية.