خاص|| أثر برس على إيقاع التغيرات المناخية الحاصلة حول العالم، وحدوث بعض الحالات المتطرفة كإعصار دانيال الذي غمر أجزاء من درنة في ليبيا، أكد الباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة تشرين الدكتور أمير إبراهيم لـ”أثر” أن إعصار دانيال يجب أن يكون بمثابة إنذار للعالم بشأن الخطر المتزايد للفيضانات الكارثية التي ستحصل في عالم يتغير بسبب تغيرات المناخ.
وأضاف إبراهيم: تآزر الظواهر الجوية المتطرفة وغير المألوفة، التي تديرها تغيرات المناخ، مع النشاطات البشرية المختلفة تتسبب بتأثيرات كبيرة على السكان والبنى التحتية، حيث تنشأ الفيضانات الكبيرة والأمواج العالية والرياح العاتية وغير ذلك، وما إعصار دانيال الذي تسبب في الكارثة التي وقعت في درنة إلا مثال على زيادة وطأة التغيرات المناخية، حيث أصبحت الأرض أكثر دفئاً بنحو 1،1م° مما كانت عليه في القرن 19، هذا التغيّر يبدو للوهلة الأولى طفيفاً لكنه في الواقع هو التغير الطفيف الفاعل.
ورغم ذلك، بحسب إبراهيم، لاتزال هناك حلول عملية يمكن أن تساعد في التخفيف أو منع هذه الكوارث كإنشاء بنية تحتية ساحلية متكيّفة مع هكذا حالات متطرفة ومتحملة لها، وتحسين خطط إدارة الكوارث والتنبؤ بها وتطوير أنظمة الإنذار المبكر عن الأخطار.
وشدد إبراهيم على أنه ينبغي أن يكون إعصار دانيال بمثابة دعوة لإيقاظ دول العالم للوفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاقيات الدولية ذات الشأن، خاصة فيما يتعلق بإجراءات التخفيف من الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري، وإيفاء الدول الغنية بالتزاماتها تجاه تمويل إجراءات التكيف مع تغيرات المناخ في البلدان النامية لتمكينها من اتحاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك.
وأكد إبراهيم أن هناك ارتفاع في مستوى سطح البحر نتيجة التغير المناخي الحاصل، ما يشكّل خطراً على المدى البعيد، نافياً أن يكون هناك خطر على المدى المنظور، مؤكداً أنه في الفترة الأخيرة تزايد ارتفاع مستوى سطح مياه البحر خلال 1993-2009 هو حوالي 3.2 مم في العام وهذا مرتبط بالتغير المناخي.
وحول دور المعهد العالي للبحوث البحرية في هذا السياق، أشار إبراهيم إلى وجود أبحاث منذ العام 2009 تتناول التغير المناخي وتأثيراته على النظم الإيكولوجية الساحلية بما فيها إجراءات التكيّف مع الخطر لتقليل آثاره، وإجراءات تكيف لدرء الخطر حسب المكان، وحسب إبراهيم الخطر موجود لكن ليس خطراً داهماً، خاصة أن ارتفاع سطح البحر تدريجي وتراكمي مع الزمن، وليس مفاجئاً.
صفاء علي – طرطوس