أثر برس

الجمعة - 29 مارس - 2024

Search

إضاعة الوقت ظاهرة سلبية.. كيف لنا أن نستمتع بكرة قدمٍ جميلة؟

by Athr Press M

خاص || أثر سبورت

لا تكاد تمضي مباراة في الدوري السوري إلا ونسمع أو نقرأ عن اتهامات متبادلة بين الطرفين وكوادرهما وأنصارهما عن إضاعة الوقت المتعمد، بهدف الكسب غير الشرعي للوقت للحفاظ على الفوز أو التعادل الذي يهم أحد الفريقين.

ومن المؤسف أن نشاهد مباريات لم يتجاوز عدد دقائق اللعب فيها ربع الوقت الأصلي للمباراة، وبات منظر دخول المعالج لأرض الملعب مألوفاً لعلاج لاعب ما وخاصة حارس المرمى، الذي يضطر الحكم لإيقاف المباراة والسماح للمعالجين بالدخول لعلاجه للمساعدة على إضاعة الوقت لأن القانون يسمح بعلاج الحارس في أرض الملعب.

والمضحك المبكي أيضاً عندما نشاهد حاملي النقالة يتعمدون فعل ذلك أي إضاعة الوقت لصالح الفريق الذي ينتمون إليه وهم بالغالب من أنصاره أو من اللاعبين الناشئين فيه.

ولم تلعب كرة القدم الفعلية هذا الموسم في بعض المباريات إلا دقائق قليلة، ما أثار استياء الجمهور كما شاهدنا في مباريات تشرين مع حطين، والوحدة مع أهلي حلب، والطليعة مع تشرين، والجيش مع المجد، وأهلي حلب مع الفتوة، والوثبة مع الوحدة وغيرها من المباريات التي جرت حتى الآن، والتي يتفنن فيها اللاعبون بتوجيهات من كوادرهم ومدربيهم الذين يقبضون مئات ملايين الليرات لإضاعة الوقت.

في أوروبا يحافظون على جمالية الكرة:

وعلى خلاف المباريات التي نشاهدها في ملاعبنا والملاعب العربية، نجد الأمور مختلفة في أغلب الدوريات الأوروبية والبطولات العالمية الأخرى، إذ يحترم الجميع كرة القدم والجمهور ويعملون على فعل أي شيء ليستمتع فيها، وقلما نشاهد فريقاً ما يقتل اللعب بوسائل غير مشروعة وشاهدنا أخيراً مباريات ذات طابع تنافسي كبير الفائز فيها يعد وكأنه فائز ببطولة أو لقب دوري، ومع ذلك لم نشاهده يفعل كما يحدث في ملاعبنا؛ فمثلاً ريال مدريد كان متقدماً على برشلونة ولم يعمد لإضاعة الوقت بل استمر مهاجماً حتى أضاف المزيد وخرج فائزاً، وكذلك الأمر في مباراة ليفربول ومانشستر سيتي التي بلغت سرعتها كما وصفها الخبراء كسرعة الصوت، لم نشاهد ليفربول المتقدم بهدف يضيع أي ثانية بل استمر في اللعب نداً لند للحفاظ على النتيجة وإمتاع المشاهدين، والأمثلة كثيرة على ذلك.

كيف نقضي على هذه الظاهرة في ملاعبنا؟

وجّه “أثر برس” هذا السؤال إلى عدد من الكوادر والمهتمين والجمهور لمعرفة رأيهم، فقال الحكم الدولي السابق مشهور حمدان عضو لجنة الحكام الرئيسية الحالية إن الحكام يلعبون دوراً مهماً في معالجة هذه الظاهرة، ولابد من تثقيفهم بواسطة محاضرات وندوات خاصة بهذا الشأن وعلى الحكم أن يتخذ قراراً شجاعاً بمعاقبة المخالف دون تردد.

وطلب حمدان من المدربين عدم تشجيع لاعبيهم على إضاعة الوقت واحترام الجمهور الذي جاء ليستمتع بكرة القدم، وأكد أن على اتحاد الكرة منح الفريق الذي يلعب جيداً ولا يضيع الوقت نقاطاً إضافية وحذف نقاط من الفريق الذي يفعل خلاف ذلك.

أحمد رجوب مدرب وطني في كرة القدم قال: “إن العلاج يجب أن يبدأ من الصغار بزرع ثقافة اللعب النظيف لديهم، لأن كرة القدم أولاً وأخيراً تلعب للمتعة والمرح”.
وطالب بإعطاء نقاط أو كأس في كل مباراة للفريق الذي يلعب دقائق أكثر ووجد أن الكل مسؤولٌ عن تسريع اللعب سواء كان لاعب أو مدرب أو حكم، وتمنى رفع شعار اللعب النظيف ودقائق اللعب الحقيقية في كرة القدم.

أما محمد اليوسف لاعب ومدرب تشرين السابق قال إنه يجب على الحكام أن يتعاملوا بحزم مع من لا يلعب كرة قدم نظيفة، ورأى أن سوء أرضيات الملاعب تحد من قدرات اللاعبين وتلغي الفوارق الفنية بين الفرق لأن توقف اللعب يكون كبيراً فيها، وتمنى من الجميع احترام كرة القدم والجمهور.

الإعلامي حسين كامل قال إن الحكم لا يستطيع السيطرة على هذا الأمر، إذ لا يُمكن له أن يجزم أن هذا اللاعب يمثّل أولاً خاصة وأن التشريعات تلزمه بضرورة تلقّي اللاعب للعلاج خوفاً من وقوع كارثة، وكلنا شاهدنا ما جرى للاعب مروان زيدان لاعب حطين في مباراة فريقه مع تشرين، ووجد أن الحل هو تغيير عقلية المدربين، دورينا دوري النقطة البعيد مع الأسف عن روح ومفاهيم اللعبة.

للجمهور رأيه:

وأدلى عدد من جماهير الكرة بدلوهم في هذا الموضوع؛ فقال موسى كزبر إنه يجب تبديل العقلية وإيقاف اللعب مثل كرة السلة.

وحمّل عامر شحادة الحكام المسؤولية وذهب إلى أن بعضهم يساعد في ذلك.

أما آصف قفورة فقال: “يجب مراقبة موضوع الإصابة إن كانت تمثيلاً يجب اتخاذ العقوبة مباشرة وكذلك إن تبين أن خروج اللاعب دون إصابة يجب عدم السماح له بالدخول واستبداله، وكذلك عقوبة من يلعب الكرة من غير مكانها بهدف إضاعة الوقت.

وحاول الفيفا بشتى الوسائل سن قوانين لتشجيع اللعب النظيف وعدم إضاعة الوقت فسمح للاعب المستبدل بالخروج من أقرب خط خروج وسمح السماح للاعب باستقبال الكرة من صديقه الحارس حتى وإن كان اللاعب داخل منطقة الجزاء ووجه الحكام لضرورة تسريع اللعب وعدم السماح للاعبين بفعل العكس.

كرة القدم لعبة جماهيرية ومن حق المشاهد الاستمتاع بها لحد الإشباع وقتل اللعب يدخل الملل إلى النفوس ويعمل على تراجع اللعبة ويجب على الأندية توجيه مدربي الفئات لغرس ثقافة اللعب الجميل في نفوس الصغار مهما كانت نتيجة المباراة لأن ما يتعلمه اللاعب في صغره يحمله معه حتى اعتزاله الكرة وعلى اتحاد الكرة وضع حوافز وعقوبات في ذات الوقت فمن يلعب بشكل نظيف ويحترم الجمهور والخصم ورفاقه يكافىء ومن لايفعل يعاقب.

محسن عمران

اقرأ أيضاً