أثر برس

الجمعة - 26 أبريل - 2024

Search

محاولات تركيا للالتفاف على بنود اتفاق 5 آذار في إدلب يكشف المزيد من الأوراق

by Athr Press Z

إشارات استفهام عديدة تحوم حول الإجراءات التركية إزاء “جبهة النصرة” والمجموعات المسلحة الأخرى في محافظة إدلب  بعد الاتفاق التركي-الروسي الأخير، هذه الاجراءات التي يحيطها الغموض والتناقضات، والتي تُثبت أن كل ما تفعله تركيا ما هو إلا محاولة لكسب المزيد من الوقت لتحقيق أهدافها في المحافظة مهما كان الثمن لذلك.

العملية العسكرية الأخيرة التي بدأها الجيش السوري في إدلب أحدثت تغيراً ميدانياً كبيراً فيها ووفقاً لخبراء عسكريين فإن العملية لو استمرت لدخل الجيش السوري إلى مدينة إدلب،بالرغم من التدخل العسكري التركي المباشر في المعركة، ومقتل أكثر من 30 جندي منهم جراء استهداف الجيش السوري لمواقع المسلحين التي كانوا متواجدين فيها خارج نقاط المراقبة التركية.

يمكن أن نعتبر ماحدث في محافظة إدلب حدثاً مفصلياً، فالنظام التركي باتت مُحرجاً أمام شعبه بسبب الوجود العسكري في سورية والهدف الذي حققه من هذا الوجود بعد مقتل عشرات الجنود الأتراك، الذين منعت السلطات التركية تداول صورهم وتفاصيل مقتلهم في الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي.

هذه التطورات جعلت تركيا أمام خيار واحد فقط وهو عقد اتفاق مع روسيا والموافقة على كافة شروطها الموضوعة بما يحفظ سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها، وفعلاً تم عقد اتفاق في 5 آذار الفائت بين روسيا وتركيا في موسكو، وكان أبرز بنود الاتفاق وقف إطلاق النار في إدلب وتسيير دوريات روسية-تركية مشتركة على طريق M4 (حلب-اللاذقية) الاستراتيجي، إضافة إلى إلغاء وجود “جبهة النصرة” وكافة المجموعات المسلحة المُدرجة على قائمة “الإرهاب” في إدلب، والذين أعلنوا عن رفضهم لبنود الاتفاق وأنهم لن يلتزموا به دون أن يصدر أي موقف من أنقرة التي تعتبر مسؤولة عن خروقات هذه المجموعات.

وبعد اتفاق 5 آذار عاودت “جبهة النصرة” وغيرها من المجموعات المسلحة إلى خرق هذا الاتفاق، لعرقلة تنفيذ بنوده ومنها عرقلة مسير الدوريات الروسية-التركية على طريق M4 ، في حين أعلنت روسيا أنها ستعطي الجانب التركي مهلة لضبط خروقات هذه المجموعات، لكن إجراءات تركيا إزاء هذه المجموعات كانت خجولة جداً ولم تؤدي لأي نتيجة عملية، والأمر المثير للدهشة هو كيف لدولة كانت تدعم مجموعة معينة وتوجهها ألا تستطع ضبطها ووضع حدود لخروقاتها؟ ولماذا تركيا لم توجه أي تهديد علني لهذه المجموعات مثلما كانت تفعل ضد الدولة السورية التي كانت تدافع عن سيادتها وأراضيها؟ والسؤال المثير للجدل أكثر هو ما الذي يدفع تركيا إلى الآن إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى إدلب مكان تواجد هذه المجموعات ذاتها؟

من الواضح أن تركيا بعد الرسائل الروسية الأخيرة التي تشدد على أن أنقرة مُلزمة بضبط المجموعات المسلحة، باتت مُجبرة على اتخاذ إجراء ولو شكلي ضد هذه المجموعات، لكن وفقاً لرأي خبراء عسكريين فإن إمكانات تركيا أكبر بكثير من هذه الإجراءات كما اعتبرها الكثيرون على أنها محاولة تركية للالتفاف على بنود اتفاق 5 آذار لكسب المزيد من الوقت، خصوصاً وأن الدولة السورية تُبدي باستمرار جديتها بالرد على أي خرق وعلى إصرارها لاستعادة كافة أراضيها.

رؤية الخبراء لهذه الإجراءات التركية تنسجم مع ما يتم الكشف عنه باستمرار حول العلاقة الوثيقة التي تربط أنقرة بـ”النصرة” وغيرها من المجموعات المسلحة المُدرجة على قائمة “الإرهاب” إضافة إلى انسجامها مع ما كشفته وسائل إعلام معارضة عن وجود توافق أمريكي-تركي للحفاظ على وجود “النصرة” في إدلب للمحافظة على حالة التوتر فيها مشيرة إلى أن تركيا وأمريكا تتخوفان من البديل عن “النصرة”.

يبدو واضحاً أن محافظة إدلب هي عقدة الحرب في سورية، والعديد من الدول والأطراف المعادية للدولة السورية تريد الحفاظ على التوتر فيها، إضافة إلى أن ما يحصل بعد اتفاق 5 آذار يكشف المزيد من الأوراق التي توضح المشهد أكثر، لكن بالنهاية فإن إدلب أرض سورية وتابعة لدولة لا تقبل المساومة على حقها ولا على أرضها ولا على مواقفها، ولديها حلفاء أثبتوا قوتهم على المستوى العالمي، وعندما تقرر السلطات السورية استعادتها سيتم ذلك دون أي عائق.

زهراء سرحان

أثر برس

اقرأ أيضاً