أثر برس

السبت - 27 أبريل - 2024

Search

أردوغان يُسقط “الثورة” في سراقب

by Athr Press M

خاص أثر ||

تسارعت عجلة المعارك على الأرض السورية مع بداية العام الجديد 2018، وتدخل الجيش التركي قاطعاً الحدود السورية – التركية بـ”غصن الزيتون” باتجاه مدينة عفرين السورية واضعاً فصائل “درع الفرات” كرأسٍ لحربته لتخفيف خسائره البشرية قدر الإمكان، فيما تقترب القوات السورية من دخول مدينة سراقب أحد أهم معاقل الفصائل الجهادية في ريف إدلب وأبرزها مكانة في نفوس فصائل المعارضة، بعد معارك استمرت لمدة شهرين استطاعت فيها القوات السورية الوصول إلى مطار “أبو الضهور العسكري” والانطلاق منه نحو عمق الريف الإدلبي باتجاه “سراقب”.

  • أردوغان وفزاعة الأكراد:

يعود الصراع التركي – الكردي إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد رفض مؤسس الدولة التركية، مصطفى كمال أتاتورك، إعطاء حقوق الأكراد التي طالبوا بها ولعل من أهمها منحهم الحكم الذاتي في مناطقهم.

استغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الخلاف لتقوية شعبيته المحلية حيث نفذ ضربات جوية عديدة للأكراد في شمال العراق قبيل الحرب في سوريا.

  • “درع الفرات” سيف “غصن الزيتون”:

ومع نهاية العام السابع للحرب السورية، استغل أردوغان الوضع الحالي ووجه الجيش التركي لتنفيذ عملية عسكرية داخل الأراضي السورية شبيهة لعملية “درع الفرات”، استخدم خلالها مقاتلين سوريين معارضين لقتال مقاتلين سوريين أكراد، وجندهم ضمن أجندة تركية حمايةً للأمن القومي التركي حسب زعمه، ليرفع الجيش التركي علمه على جبل “برصايا” السوري بعد انسحاب مقاتلي الوحدات الكردية منه.

  • سراقب قاب قوسين أو أدنى:

تقترب القوات السورية من استعادة السيطرة على مدينة “سراقب” بعد عمليات عسكرية واسعة بدأت من ريف حماة الشمالي، لتدخل بلدة “سنجار” في ريف إدلب الشرقي ثم مطار “أبو الضهور” وبلدته، ولتبدأ بعدها معركة عسكرية باتجاه قرى وبلدات مدينة “سراقب” ضد مسلحي ” جبهة النصرة” وفصائل معارضة أخرى حليفة لها، لتصبح المسافة الفاصلة قرابة الـ 14 كم حتى الساعة.

  • ضاعت “الثورة” يا شباب:

تمتلك مدينة “سراقب” تاريخاً حافلاً منذ بداية الحرب السورية، كما أن مناطق ريف إدلب كانت أول من استقبل المسلحين الأجانب ليستقروا فيه واستلم شرعيوه الجهاديون إمامة المساجد فيه وعلى رأسهم “عبد الله المحيسني” شرعي “جبهة النصرة” سابقاً، وتعتبر مدينة سراقب من المناطق التي شهدت معارك عنيفة وعمليات اغتيال وتفجيرات بين الفصائل المعارضة بكافة أطيافها لبسط سيطرتها ونفوذها عليها، حيث كانت أبرز هذه المعارك بين “جبهة النصرة” و “حركة احرار الشام” والتي انتهت بسيطرة “النصرة” وحلفائها على المنطقة.

رغم ذلك أصبحت اليوم المدينة شبه خالية بعد خروج معظم “الفصائل الجهادية” منها باتجاه ريف إدلب الغربي وسط حالة من الرضوخ أمام تقدم القوات السورية السريع في المنطقة.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي عدة تغريدات من نشطاء معارضين عن سلوك “جبهة النصرة” تجاه هذه المناطق.

ولكن، لم يرق للأهالي هذا الأمر مما استدعاهم للتظاهر في وجه مسلحي “جبهة النصرة” للقيام بما كانت تدعي به ألا وهو الدفاع عن الأراضي التي تخضع لنفوذها، فانتفض الأهالي في وجههم متهمين إياها بتخوين “مبادئ الثورة” مما استدعى تدخل مسلحي “الجبهة النصرة” لاسكات الأفواه كما حصل أمس في بلدة “بنش” شمال إدلب والتي بدأت بالتحسس أن وصول القوات السورية إليها ليس ببعيد.

اقرأ أيضاً