يصل اليوم الأحد، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى العاصمة دمشق في زيارة سيلتقي فيها الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد الدعوة التي تلقاها في حزيران الفائت من الرئيس الأسد، والتي أوصلها وزير الخارجية فيصل المقداد، في أثناء زيارته إلى بغداد في الأسبوع الأول من حزيران الفائت.
واستقبل السوداني، في 2 تموز الجاري السفير السوري في العراق صطام جدعان الدندح، وأفادت صحيفة “العرب” حينها بأن استقبال رئيس الوزراء العراقي للسفير السوري يأتي تمهيداً لزيارته إلى دمشق.
وأشارت مصادر “العرب” إلى أنه من المنتظر أن يتم إعلان في زيارة السوداني إلى دمشق، حزمة من الاتفاقيات، وليس من المستبعد أن يكون من ضمنها الاتفاق على تفاصيل تفعيل خط أنبوب كركوك – بانياس، بديلاً عن ميناء جيهان التركي لتصدير النفط العراقي.
ووفق مصادر الصحيفة فإنه “من المرجح أن تشهد العلاقات بين الجانبين مزيداً من الزخم، سيما بعد عودة سوريا إلى محيطها العربي، وحاجة كليهما إلى التعاون في عدد من الملفات الحيوية ومنها مسألة تصدير النفط، إذ تتعرض بغداد لابتزاز تركي، فضلاً عن الملف الأمني”.
كما نقلت الصحيفة نفسها عن أوساط ومحافل رسمية وغير رسمية عراقية تأكيدها أن “صورة المشهد الإقليمي العام تغيرت وتبدل كثير من ملامحها ومعالمها وألوانها، وما لم يكن ممكناً ومتاحاً وخارج نطاق الافتراضات والتوقعات، بات اليوم ضمن إطار الحقائق والمعطيات المتحركة على أرض الواقع”، مشيرة إلى أن هذا التغير حصل بعد عوامل عدة أبرزها “عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد قطيعة كاملة دامت سبعة أعوام، و الاتجاه العام في مختلف الأطراف المتخاصمة نحو التوافقات والتفاهمات البناءة وفق قاعدة المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة”.
وتأتي زيارة السوداني إلى دمشق، بعد زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد، أجراها إلى العراق في 4 حزيران الفائت، وتشكّر فيها الجانب العراقي على مواقفه من الحرب السورية منذ بدايتها وصولاً إلى تأييده عودة سوريا إلى محطيها العربي، إذ كان العراق من الدول المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة الأردنية عمّان، والتي جرى فيها الاتفاق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية وفق بيان حمل بنود عدة ارتبطت بالعملية السياسية والمحافظة على أمن الحدود المشتركة بين سوريا والدول المجاورة لها وعودة اللاجئين السوريين وإعادة الإعمار فيها.
ويُعتبر العراق من الدول العربية التي لم تقطع علاقاتها مع سوريا في الحرب، وتبادل الجانبان السوري والعراقي الزيارات مرات عدة لبحث عدد من الملفات السياسية والخدمية والاقتصادية وغيرها.