تمنع البيئة القاسية على سطح كوكب المريخ الزراعة عليه، ويمثل الطعام مشكلة كبيرة للرحلات البشرية المستقبلية للكوكب الأحمر، ويعتقد العلماء أنهم قاموا بحل هذه المشكلة من خلال صفيحة مكونة من مواد يمكن أن تحول السطح البارد إلى أرض صالحة للزراعة.
ووفقاً لما ذكره موقع صحيفة ” الجارديان” البريطانية، فإن صفائح “airgel” التي توصل لها العلماء، تعمل عن طريق محاكاة تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض على المريخ.
حيث يتم حبس الطاقة المستمدة من الشمس على كوكب الأرض بواسطة ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى، وكذلك هو الأمر الذي يعمل العلماء على محاكاته على سطح المريخ فهو يشبه الصوبة الحرارية.
وقال روبن وردزورث، الذي عمل على البحث في جامعة هارفارد: “إذا أردنا إنشاء موائل مستدامة على كوكب آخر باستخدام التكنولوجيا الحالية، فقد يكون هذا الأسلوب مفيد، وهو قابل للتوسع لذلك يمكن أن تكون المساحة المغطاة في أي مكان من بضعة أمتار مربعة إلى مناطق كبيرة من الكوكب”.
المشكلة في كوكب المريخ تتمثل في أنه بارد وجاف وقصفه الإشعاع، وتحتوي التربة على مواد كيميائية سامة ويحتمل أن يكون الجو المحيط به منخفض النيتروجين، ولكن تحل صفائح airgel جميع المشكلات.
ويمكن أن تساعد رواد الفضاء في المستقبل على إنشاء واحات خصبة على كواكب مهجورة حيث يمكن للنباتات والكائنات الحية الأخرى التي تعمل بالتمثيل الضوئي أن تنمو.
وقال وردزورث إنه نظراً لأن الحياة ستنمو فقط تحت الألواح، فإن خطر تلويث باقي المريخ بأشكال الحياة الغريبة عليه خلال التجربة سيكون ضئيلًا.
ويتكون airgel المستخدم في صناعة الألواح من 97٪ من الهواء، بينما يتكون الباقي من شبكة من السيليكا الخفيفة.
وأظهر الباحثون، بمن فيهم العلماء في وكالة ناسا وجامعة إدنبرة، أن صفائح من السيليكا الهوائية بسماكة 2 سم إلى 3 سم منعت الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وسمحت بالضوء المرئي من أجل عملية التمثيل الضوئي وحبست ما يكفي من الحرارة لإذابة المياه المجمدة المغلقة في تربة المريخ.
وكتب الباحثون في دورية نيتشر لعلم الفلك: “إن وضع دروع هوائية من السيليكا على مناطق غنية بالجليد بدرجة كافية من سطح المريخ يمكن أن يسمح للحياة الضوئية بالبقاء هناك دون تدخل يذكر”.
ومن المتوقع اختبار صغير الحجم لهبوط آلي على سطح كوكب المريخ للتأكيد على إمكانية ذلك، وبعدها يمكن تعميمه لإنشاء وطن كامل مستصلح على الكوكب الاحمر.