أثر برس

مسؤول دبلوماسي في الجامعة العربية: مسقط استضافت محادثات سورية- أمريكية

by Athr Press Z

بالتزامن مع التحركات العربية إزاء سوريا والتي أدت إلى فك العزلة عنها، أعادت واشنطن فتح ملف الصحافي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012.

ونقلت صحيفة “The Cradle” الأمريكية عن مسؤول دبلوماسي رفيع في جامعة الدول العربية -لم يكشف عن هويته- أن “المحادثات جرت في العاصمة العمانية مسقط -مدينة المفاوضات السرية- بين واشنطن ودول عدة في غرب آسيا”، مشيراً إلى أن اللقاءات ضمت شخصيات أمنية من البلدين وممثلين عن وزارات الخارجية.

كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر ميدانية تأكيدها أنه في أثناء المحادثات ضغط المسؤولون السوريون ضغطاً أساسياً لانسحاب القوات الأمريكية الكامل من البلاد.

وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أنه في محادثات مسقط “أكد المبعوث الأمريكي مراراً وتكراراً أنه يملك معلومات تفيد بأن أوستن تايس ما يزال على قيد الحياة، بينما شدد الوفد السوري على أنه لا يملك معلومات عن تايس”، مؤكداً أن “دمشق أعربت عن استعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصيره”، وفقاً لما نقلته الصحيفة الأمريكية.

في وقت سابق من أيار الجاري كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أن واشنطن “انخرطت مع سوريا، وانخرطت مع دول ثالثة للعثور على تايس”.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في النصف الأول من أيار الجاري تقريراً أكدت فيه أن الولايات المتحدة أعادت إحياء المفاوضات المباشرة مع دمشق بشأن تايس الذي اختفى في سوريا.

وفي آب 2022، أفادت شبكة “CNN” الأمريكية بأن واشنطن تواصلت مباشرة مع دمشق بشأن تايس، لكن الحكومة السورية لم توافق على إجراء اجتماعات رفيعة المستوى لمناقشة القضية، وطلب حينها الرئيس الأمريكي جو بايدن، من سوريا مساعدتهم في العثور على الصحافي الأمريكي الذي وصفه بأنه “ابن وشقيق ومحارب قديم”.

ما حقيقة موقف سوريا من قضية تايس؟

وصل عام 2020 وفد أمريكي إلى دمشق للتفاوض بشأن تايس، بينما رفضت دمشق إجراء أي تفاوض قبل مناقشة ملف الانسحاب الأمريكي من سوريا، وفقاً لصحيفة “الوطن” السورية.

ولم تكن هذه المحاولة الأولى التي تجريها الإدارة الأمريكية باتصالات فاشلة مع سوريا بشأن هذا الملف، ففي عام 2017 أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك مايك بومبيو، اتصل بمدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، لكن الاتصالات تعطلت بعد الضربات الصاروخية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا.

من هو أوستن تايس، وكيف دخل إلى سوريا؟

تايس هو صحافي أمريكي مستقل، وضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية، ودرس الحقوق وانضم إلى مشاة البحرية الأمريكية وذهب إلى أفغانستان، وعمل مصوراً صحافياً لحساب عدد من المؤسسات الإعلامية.

وسبق أن أكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن تايس، دخل إلى الأراضي السورية من الأراضي التركية عام 2012 واختفى في شهر آب من العام ذاته، ووفقاً لصحيفة The Cradle فإن تايس “اختطفته الجماعات المسلحة في إحدى ضواحي دمشق”.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن ملف أوستن تايس، بات ملفاً حساساً جداً في الداخل الأمريكي، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أكدت فيه أن “اختفاء تايس يمثّل اختباراً لمسؤولي إدارة بايدن”.

يشار إلى أن إعادة إحياء ملف تايس، يتزامن مع عودة دمشق إلى محيطها العربي، سواء بعودة العلاقات الثنائية بينها وبين معظم الدول العربية أم بعودتها إلى الجامعة العربية، إلى جانب تفعيل مسار التقارب السوري- التركي، الذي حقق مؤخراً تقدماً لافتاً بلقاء وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا.

أثر برس

اقرأ أيضاً