خاص|| أثر برس يلجأ بعض الأهالي في دمشق، نظراً للظروف المعيشية الصعبة، لشراء مواد التنظيف من البسطات بطريقة “الفرط” علماً أنها تكون مجهولة المصدر، وربما تكون منخفضة الفعالية ولها أثار صحية سلبية.
وخلال جولة لمراسلة “أثر” على بعض أسواق دمشق تبين أن هناك باعة تفترش الأرصفة وتبيع المنظفات (فرط) إضافة لوجود سيارات تبيع (هذه المواد) دون رقيب.
يوضح أبو أحمد (بائع متجول عبر سيارة) لـ “أثر” أنه يبيع “سائل الجلي، صابون اليدين، وشامبو الجسم والمعطر والفلاش وكلور وقاشط الجدران ومطهر الحمامات وطارد الحشرات ومحارم ورقية وفوط أطفال وغيرها”، لافتاً إلى أن “الأسعار تختلف عن المحلات بحوالي 50%”.
وتابع: “هناك إقبال على شراء المنظفات (فرط) بسبب تردي الأوضاع المعيشية، حيث باتت الناس تبحث عن بدائل للأساسيات التي تحتاجها”، مبيناً أن سائل الجلي ثلاث أنواع، الأول بـ 2500 ل.س والثاني بـ 4500 والثالث بـ 6000 ل.س، بينما في المحلات العبوة تباع بـ بـ 9000 ليرة سورية.
وذكر بائع بسطة آخر أن “صابون اليدين سعر الكيلو منه 5000 ل.س، بينما الصابونة الواحدة في المحلات بـ 3000 ليرة، والمعطر السائل بـ 4000 ليرة بينما في المحلات يباع بـ 8000 ل.س، والمعطر الجامد بـ 3500 ل.س وشامبو الاستحمام بـ 11 ألف بينما أقل عبوة في المحلات تباع بـ 35 ألف وفي الصيدليات هناك أنواع اجنبية تباع بـ 40 ألف ل.س، أما قاشط السجاد والجدران والأفران سعره 10000 ل.س لعبوة سعة 4 كيلو، مبيض غسيل بـ 5000 للكيلو بينما في المحلات سعر كيلو المبيض لوحده دون إضافات بـ 13 ألف”.
وعن مصدر هذه المنتجات، قال بعض باعة البسطات: “نأخذها من تاجر يعمل بها، فمنها يكون مصنوع صناعة منزلية ضمن ورش صغيرة وبعضها بقايا معامل تبيع بالجملة”.
بدورها، أم أمجد (ربة منزل حالياً) بينت أنها كانت تشتري كافة منتجاتها مختومة، لكنها اضطرت بعد أن تركت عملها إلى البحث عن البدائل والشراء بالفرط أي الكميات التي تحتاجها، فقد أصبحت تعتمد على ما يجنيه أولادها من أعمالهم الحرة.
وأضافت: “كيلو المحارم سعره 20 ألف ل.س ويكفي لمدة شهر، بينما كيس المحارم المختوم سعره 11 ألف وبالكاد يكفي أسبوع، لذلك وجدت أن شراء الفرط أوفر بكثير من المحلات بالرغم من معرفتي بأضراره على الجلد والبشرة إلا أنني مضطرة لذلك”.
ونوه مهران (صاحب سوبر ماركت) خلال حديثه لـ”أثر” إلى أن المواد المختومة تختلف في سعرها عن الحرة أو (غير المختومة) من حيث فعاليتها وصلاحيتها ومسؤولية الشركة المنتجة عنها، متابعاً: “فمثلاً: فوط الأطفال سعة الكيس المختوم 40 قطعة يباع بسعر 60 ألف (بعد انخفاض سعره) بينما في السيارة الجوالة قد يكون سعر الكيلو منه 30 ألف ويزن أكثر من 70 قطعة ولكن السلبيات التي تعاني منها المنتجات الحرة(الفرط) هي أنها بدون اسم أو ماركة وبدون مدة صلاحية وغير معروفة وبالتالي صاحب السيارة لا يتحمل أي مسؤولية فمهمته تنحصر في البيع فقط”.
يشار إلى أنه في الفترة الماضية، انتشرت البسطات بعشوائية في شوارع وطرقات وعدداً من الساحات العامة في دمشق، محملة بأنواع كثيرة من الأغذية والمعلبات والمعسل وأدوات التنظيف والشوكولا وغير ذلك.
وفي نيسان الفائت، أزالت محافظة دمشق الإشغالات العشوائية /البسطات/ المنتشرة على الطرقات والأرصفة والأملاك العامة في مناطق عدة بالمدينة، مؤكدة أنه تمت إزالة هذه الإشغالات لما تسببه من ازدحام ومضايقات لحركة المشاة ومرور السيارات وتشويه المنظر العام.
وفي وقت سابق، أمهلت محافظة دمشق أصحاب البسطات المخالفة المنتشرين في عدد من أحياء العاصمة لإزالة إشغالاتهم والتعدّيات على الأرصفة والطرقات والأملاك العامة، تحت طائلة الإزالة والمصادرة.
وأوضح بيان سابق للمحافظة أنه تم تخصيص أكثر من 10 مواقع موزعة على مختلف أحياء العاصمة، بما يضمن استيعاب جميع الإشغالات وتنظيمها بطريقة تلائم مختلف الشرائح وتراعي طبيعة كل حي.