بالتزامن مع الحديث عن محادثات تجري بين الدولة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية-قسد” أفاد المتحدث باسم الوحدات، نوري محمود، بوجود تطور إيجابي في العلاقات مع دمشق فيما يتعلق بتطوير الدفاعات حيال العملية التركية التي هدد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شمالي سوريا.
وقال محمود: “نعمل وبالتنسيق مع المسؤولين السوريين لتطوير صيغة عمل مشترك ورسم خطة دفاعية في مواجهة أي عدوان تركي، وهناك تطور إيجابي في هذا المجال”، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ونوّه محمود إلى أن “الشيء الملحّ والمهم، هو توصل الأطراف السورية لاتفاق على صيغة مناسبة للحل، ولكن حتى الآن لم يتم ذلك”.
وفي الوقت ذاته، دعا محمود كلا من روسيا والتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، إلى ممارسة دورهما لوقف الدولة التركية عن تنفيذ عمليات عسكرية شمال وشرق سوريا، وشدد على أهمية الدور الروسي في الحفاظ على الاستقرار بالمنطقة.
وأضاف المتحدث باسم “الوحدات الكردية”: “نحن على تواصل دائم مع القوات الروسية، والتحالف الدولي، ولدينا تنسيق معهما”، معرباً عن أمله بأن تلعب روسيا دوراً فعالاً للحفاظ على الاستقرار النسبي حالياً.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر سوري رفيع مطّلع على سير المباحثات بين الدولة السورية و”قسد” بمشاركة ورعاية روسية، قوله: “إن الاجتماعات ضمت نقاش أربع نقاط رئيسية على أن يتم رفع العلم السوري فوق جميع المناطق الخاضعة لقوات قسد ورمزية الرئيس السوري بشار الأسد كونه رئيساً للدولة، وتمثيل سفارات وبعثات الحكومة بجميع المحافل الدولية وحصر البعثات الخارجية لدمشق بعد فتح الإدارة عشرات المكاتب والبعثات الدبلوماسية في الخارج، فيما تضمنت النقطة الرابعة إمكانية تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين القوات الحكومية والقيادة العامة لقسد لصد الهجوم التركي المرتقب”، ورجح المصدر ذاته إمكانية التوصل لاتفاق أولي حول حماية الحدود السورية الشمالية، ونشر قوات حرس الحدود السورية على كامل الشريط الحدودي مع تركيا ورفع العلم السوري فوق المخافر والنقاط المنتشرة بمحاذاة الحدود.
كما سبق أن نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادرها أن الروس أبلغوا “قسد” خلال المفاوضات بأنهم غير قادرين على حماية المنطقة، إلّا في حال كانت تحت سيادة الدولة السورية، لأنهم هنا بدعوة رسمية من القيادة السورية”، مشيرة إلى أن “الروس جدّدوا دعوتهم قسد إلى تسليم المنطقة إلى الدولة السورية، والعمل تحت سيادتها، لضمان عدم شنّ تركيا أيّ عمل عسكري جديد في الشمال”.
كما بيّنت مصادر الصحيفة أن “قيادة قسد أعادت طرح فكرة زيادة عدد جنود الجيش السوري على الحدود وخطوط التماس، من دون القبول بفكرة تسليم المدن والبلدات عسكرياً وإدارياً للدولة السورية”، حيث يؤكد الروس والإيرانيون أن الحل الوحيد لتبديد مخاوف تركيا الأمنية على حدودها المشتركة مع سوريا، هو تسليم المناطق الحدودية للدولة السورية وانسحاب “الوحدات الكردية” منها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد جدد مؤخراً تهديداته بشن عملية عسكرية شمالي سوريا، مشيراً إلى أنه لا داعي للتسرع والاستعجال وأن العملية قد تحصل فجأة، فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال لقاء تلفزيوني أمس الإثنين: “لا يحق لروسيا والولايات المتحدة قول أي شيء لتركيا، فيما يتعلّق بملف قسد ومناطق سيطرتها قرب الحدود الجنوبية لبلادنا”.