وقّع الرئيس اللبناني ميشال عون صباح اليوم، مرسوم قبول استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، قبيل ساعات من مغادرته قصر بعبدا في العاصمة بيروت إلى داره الكائنة في الرابية، وسط احتشاد مناصريه على المستوى الحزبي والسياسي، خارج القصر الرئاسي لدعمه.
وقال الرئيس اللبناني مع بدء مراسم مغادرته لأنصاره المتجمعين في الباحة الخارجية للقصر الرئاسي: “اليوم هو نهاية مرحلة ولكننا أمام مرحلة جديدة تحتاج إلى نضالٍ قوي وعمل، فالبلد مسروق من جيوبكم ونحتاج إلى العمل والمواقف والجهود لاقتلاع الفساد من جذوره”.
وأضاف: “دولتنا أصبحت بكل مؤسساتها مهترئة وبلا قيمة لأنّها مُستعمرة من قِبل المنظومة الحاكمة”، لافتاً إلى أن “التحقيق القضائي الذي سبق التحقيق الجنائي وصل إلى الجرائم المالية وأوصلها إلى النيابة العامة لكنها لم تصل إلى المحكمة”، في إشارةٍ إلى حاكم المصرف المركزي.
وأكد عون أن “رئيس مجلس القضاء الأعلى لا يريد تعيين قضاء ينظر في الأبرياء الموقوفين في ملف انفجار مرفأ بيروت”، متابعاً: “لن نهدأ قبل انتشال الوطن من الحفرة الكبيرة التي علق فيها”.
وعن إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية جنوب البلاد، قال عون: “ترسيم الحدود سيسمح لنا باستخراج ثورتنا الوطنية من النفط والغاز التي ستعطينا الرأسمال الكافي لإنقاذ البلاد”.
من جهته، رفض رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة نجيب ميقاتي مرسوم الرئيس ميشال عون بقبول استقالة الحكومة وعدّه بأنه غير دستوري، لافتاً إلى أن “الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة ومن بينها تصريف الأعمال”.
وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي: إن “مرسوم قبول استقالة حكومة مستقيلة يرتدي من دون ريب الطابع الإعلاني وليس الإنشائي”، مؤكداً أن “تصريف الأعمال يُمس من واجبات الحكومة المُستقيلة أو التي تُعد بحكم المُستقيلة دون الحاجة لقرار من رئيس الجمهورية”.
وتأتي مغادرة عون في وقت يفتح الباب لبقاء المقعد الرئاسي شاغراً بعد فشل البرلمان اللبناني بالتوصل لأي نتيجة خلال خمس جلسات لتسمية رئيس للجمهورية.
وتنتهي الولاية الرئاسية لـ ميشال عون رسمياً، غداً الإثنين، بعد أن استمر في منصبه ست سنوات (2016- 2022)، إذ وصل للرئاسة بعد شغور المقعد الرئاسي لنحو عامين، إثر ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان(2008- 2014) .
وتخلل ولاية عون الرئاسية فراغ حكومي استمر منذ استقالة حكومة حسان دياب في 10 من آب 2020، وحتى تشكيل حكومة نجيب ميقاتي بعد 13 شهراً، في أيلول 2021.
أثر برس