ازدادت عمليات التنقيب العشوائي عن الكنوز في المواقع الأثرية في سوريا خلال الفترة الماضية، في ظل فراغ أمني وأوضاع معيشية خانقة.
وفي تقرير نشرته مجلة “نيو لاينز“، تم رصد حالة لشخص ستيني يدعى “أبو علي” تم توصيفه بأنه “صائد كنوز” يقوم ومجموعة من الشبان بتفتيش صخرة بازلتية قرب محطة متهدمة من سكة حديد الحجاز، إذ يقول إن هناك إشارات زعم أنها تعود لجنود عثمانيين، تركوا رموزاً على الصخور وأخفوا الذهب قربها قبل انسحابهم من سوريا، ورغم أنه لم يجد شيئاً، إلا أنه يحتفظ بخريطة أرسلها إليه وسيط عبر “واتساب” من إسطنبول، عارضاً عليه تقسيم الكنز إن تم فكّها.
كما وثق تقرير المجلة، وجود حفر حديثة في شوارع بصرى ذات الأعمدة، حيث كان أب وابنه ينبشان الأرض بحثاً عن عملات معدنية، في حين تعرّضت أرضيات محطات السكك الحديدية للجرف والتخريب.
ووثق أيضاً آثار عشرات الحفر والجرافات في موقع “إيبلا” قرب حلب، رغم أن الموقع يعود لإحدى أقدم الممالك السورية المعروفة.
وفي الساحل السوري مثل عمريت، تحوّلت المقابر الرومانية إلى ساحات مفتوحة للنهب، وعلى بعد أمتار من البحر، كانت الأرض مغطاة بآلاف الشظايا الفخارية، وهناك آثار واضحة للجرافات.
وذكر التقرير أنه في دمشق، افتُتح متجر علني لبيع أجهزة كشف المعادن والرادارات المخترقة للأرض، وينقل عن صاحبه إنه عاد من دبي بعد سقوط النظام، وافتتح المتجر بسهولة، مؤكداً أن الطلب متزايد والمبيعات مزدهرة.
حول هذه الظاهرة، يقول مدير الحفريات في المديرية العامة للآثار والمتاحف همام سعد، إن أعمال الحفر تجري “ليلاً ونهاراً”، محذّراً من أن سوريا تمرّ بإحدى أخطر المراحل في تاريخها من ناحية تدمير التراث، فالبلد الذي يضم آلاف المواقع الأثرية، بينها ستة مدرجة على قائمة اليونسكو، يشهد موجة غير مسبوقة من النهب العشوائي.
ويضيف: في “المدن الميتة بإدلب وحلب، دُمّرت الكنائس والقبور خلال الحرب، ليأتي جيل جديد من الباحثين عن الكنوز ويستكمل عمليات التنقيب الممنهجة”.
في حين أوضح مدير الآثار والمتاحف أنس الحاج زيدان، أنه بدأ بإعداد خريطة رقمية لحصر حالة المواقع الأثرية، إلى جانب خطط للتجهيز والتدريب، مشدداً على أن نجاح هذه الجهود مرهون بدعم الحكومة.