كشف الصحفي اللبناني محمد بلوط حقيقة ما جرى خلال زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى السعودية، مؤكداً أن المملكة وضعت للحريري شروط محددة لعودة العلاقة فيما بينهم إلى طبيعتها.
وجاء ذلك في مقال نشره بلوط في صحيفة “الديار” اللبنانية لافتاً إلى أن زيارة الموفد السعودي للبنان نزار العلولا، وبعدها زيارة الحريري إلى لبنان قدمت العديد من الإضافات، مؤكداً أن المملكة السعودية قسمت تحركها إلى محورين مختلفين الأول رسمي لإعادة تحسن العلاقة مع لبنان بشكل عام، والثاني لإعادة تحسين العلاقة مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري.
وذلك بعدما أشارت بعض وكالات الأنباء الرسمية وبعض المسؤولين اللبنانيين إلى أن السعودية مستاءة من رئيس الحكومة اللبنانية لأنه لم يحقق لها أهدافها في لبنان لا سيما المتعلقة بإضعاف قوة حزب الله، وذلك في ظل الحديث عن سبب استقالة الحريري من الرياض بشكل مفاجئ، حيث اعتبره الرئيس اللبناني ميشيل عون حينها أنه محتجز في السعودية لحين تتم عودته ويكشف حقيقة ما حصل.
وبحسب معلومات خاصة بالصحفي محمد بلوط، فإن القيادة السعودية وضعت نقاط أساسية محددة لتحسين العلاقة مع الحريري واعتبرتها شروط يجب على الحريري تنفيذها لعودته إلى “الحضن السعودي”.
وأشار بلوط إلى أن الشرط الأول متعلق بعدم التحالف أو التعاون مع حزب الله في الانتخابات النيابية، وهذا الشرط بادر الحريري إلى تطبيقه قبل دعوته لزيارة الرياض وبالتالي كان سبباً مهماً ساهم بالدفع في اتجاه توجيه الدعوة، بحسب رأي الصحفي اللبناني.
والشرط الثاني يؤكد على حصر مساحة التعاون أو التحالف الانتخابي مع التيار الوطني الحر على دائرتين أو ثلاث، إضافة إلى إعادة تحسين العلاقة مع أطراف 14 آذار ولملمة صف هذا الفريق.
وأكدت المصادر الخاصة ببلوط أن السعودية تبدي اهتماماً خاصاً في إعادة تحسين العلاقة بين الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وأضاف بلوط أن السعودية طلبت من الحريري التصدي بقوة وبمواقف متشددة لحزب الله، لافتاً إلى أن رئيس الحكومة ومن موقعه السياسي والمسؤول لا يستطيع أن يتخذ مواقف متطرفة.
وبحسب مصادر الصحفي فإن السعودية شدد على ضرورة عدم سيطرة فريق حزب الله على المواقف السياسية في لبنان، وعدم سيطرته على الأغلبية النيابية في المجلس المقبل.
وبحسب بلوط فإن السعودية أكدت على ضرورة توفير علاقة إيجابية دائمة مع الرئيس ميشال عون، مشيراً إلى أن المملكة شددت في الوقت ذاته على فصل هذه العلاقة عن العلاقة مع التيار الوطني الحر حيث يجب أن تكون وفق أطر محددة لا تتجاوز المواقف السياسية الاستراتيجية التي ترغبها السعودية.
وكانت وكالة الأنباء “آسيا” قد أشارت في وقت سابق إلى أن الحريري اجتمع مع مستشار مرشد الجمهورية الإيرانية علي أكبر ولايتي ليلة الإعلان عن استقالته، ونقل له مطالب المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات الإنسانية إلى اليمن، لكن ولايتي أكد أن هذا الدعم لن يتوقف إلا إذا توقف قصف طيران “التحالف العربي” على اليمن.