أثر برس

خاص أثر| الخلاف..عراب الحل السوري 1

by Athr Press

ربما دقت دول الخليج إسفيناً عميقاً في مرجعيتها السياسية واللوجستية تجاه فصائل المعارضة السورية، بعد الأزمة الخليجية وإنهاء دور قطر، اللاعب الأساسي في الحرب السورية، فبات عليهم المغادرة من الساحة العريضة التي كانت تمارس من خلالها ” البيزنس”، والاقتصار على معارضة موصوفة بالسياسة بدلاً من الأعمال القتالية والدعم اللوجستي .

تعد زيارة الرئيس الأميركي ترامب إلى السعودية، نقلة نوعية على الساحة الخليجية والسورية أيضاً، منها إنهاء الدور القطري والتغيرات التي جرت بين فصائل المعارضة السورية، من الانتقال من مرحلة التشدد إلى الاعتدال، والقضاء على بعضها البعض، فهناك حدثان هامان يعتبران دليلين على ذلك.

الأول.. كلام وزير الخارجية السعودية الذي زار منذ فترة وجيزة مقر الائتلاف السوري المعارض في الرياض، حيث أبلغهم أن يبلوروا رؤية جديدة للحل بناءً على المعطيات الجديدة، وبعيداً عن الكلام الذي نقله مصدر معارض وعضو في وفد المفاوضات عن لسان الجبير حول ثبوت شرعية الأسد في السلطة، إلا أن الرياض تدفع الائتلاف إلى مربع الاعتدال والواقعية، وهي فعلاً بصدد إزاحة رياض حجاب، الذي مازال يطالب برحيل الرئيس السوي، ووضع من هو قادر على السير بالرؤية الجديدة، بالتنسيق مع الحليف المصري الذي يمرر التفاهمات بين دول الخليج وسوريا، وبالتعاون مع منصة موسكو الراغبة بالحل السياسي، وبهذا تكون قطر خارج اللعبة.

الحدث الثاني، مرتبط بالأول ويتعلق بما نقلته مواقع تابعة للمعارضة بأن تركيا أوقفت تمويل الائتلاف بمبلغ قدرته مصادر المعارضة بحوالي 320 ألف دولار هذا الشهر، وهو ما دفع الأمين العام للائتلاف “نذير الحكيم” إلى تخفيض رواتب الأعضاء فيه وهذا أيضا قد يندرج في إطار الخلاف السعودي مع قطر، وهو الخلاف الذي ألقى بظلال ثقيلة على واقع المعارضة السورية من حيث التوجهات السياسية والخلافات بين الفصائل على الساحة الميدانية، الثابت في ذلك أن كلا الطرفين الخليجيين يتوجهان إلى التنصل من مسؤولية دعم الفصائل وغسل اليدين من تهمة دعم الإرهاب.

اقرأ أيضاً