أثر برس

جدران أنقرة العازلة تتمدد في عفرين شمالي حلب

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس واصلت القوات التركية المسيطرة على منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، عمليات تقسيم المنطقة وعزل القرى والبلدات والطرق الرئيسية عن بعضها بعضاً، من خلال إنشاء جدار إسمنتي عازل جديد يفصل قريتي “براد” و”كيمار” الأثريتين عن باقي قرى وبلدات المنطقة.

ووفق ما نقلته مصادر محلية من عفرين لـ “أثر”، فإن تركيا أرسلت أواخر الشهر الماضي، آليات حفر ثقيلة وشاحنات محملة بكتل إسمنتية يبلغ طول الواحدة منها 5 أمتار بارتفاع 3 أمتار، إلى نقاط قريبة من القواعد العسكرية التركية المتمركزة في محيط قريتي “براد” و”كيمار” اللتين تعتبران من أهم القرى الغنية بالأوابد والمواقع الأثرية في المنطقة.

وبعد مرور أقل من يومين عن وصولها، بدأت الآليات التركية بحفر خنادق ضيقة التفافية بعمق بسيط على مسافة بعيدة نسبياً من القواعد العسكرية، قبل أن تبادر إلى وضع الكتل الإسمنتية في تلك الخنادق، بالتزامن مع إخبار الأهالي بوجوب التعاون وعدم الاحتجاج في حال اقتطع الجدار أراضيهم الزراعية، لأن تلك الخطوة “تهدف إلى حماية القواعد العسكرية التركية في القريتين من هجمات الوحدات الكردية” وفقاً لما أوضحه جنود أتراك للأهالي.

ولفتت المصادر لـ “أثر”، إلى أن الطول الإجمالي للجدار بلغ مع حلول مساء أمس الأحد، ما يقارب 10 كيلومترات، مبيّنةً أنه أصبح يعزل بشكل شبه كامل قريتي “براد” و”كيمار” عن المحيط الخارجي من القرى والبلدات.

ورغم أن خطوة بناء الجدران العازلة، ليست الأولى من نوعها التي تشهدها منطقة عفرين منذ سيطرة القوات التركية عليها، إلا أن الجدار الجديد امتاز عن سابقيه لناحية الهدف، حيث أكدت مصادر “أثر” عن مقربين من بعض الضباط الأتراك، أن الهدف الرئيسي من إقامته، يتمثل في منح حرية أكبر لخبراء ومهربي وتجار الآثار الأتراك، لتنفيذ عمليات التنقيب والحفر للمواقع الأثرية الهامة في القريتين ومحيطهما، ودون أي تدخل أو مضايقات خارجية، سواء من الأهالي، أو من عناصر فصائل “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة.

كما أشارت المصادر خلال حديثها، إلى أن الهدف من بناء الجدار الجديد بل يندرج أيضاً ضمن إطار سياسات تقسيم عفرين وتقطيع أوصالها، لتسهيل عمليات التغيير الجغرافي والديموغرافي التي ما تزال تركيا تعمل على تنفيذها منذ سيطرتها على المنطقة منذ أكثر من 5 سنوات.

وتنتهج أنقرة منذ سيطرتها على معظم مناطق شمال حلب الرئيسية، سياسة بناء الجدران العازلة وخاصة قرب خطوط التماس سواء مع الجيش السوري في الغرب، أو مع فصيل “قوات سوريا الديمقراطية” في الشرق، بهدف منع أي هجمات عسكرية تستهدف مناطق نفوذها، بالتوازي مع عمليات بناء تلك الجدران على الشريط الحدودي مع سورية، وضمن مناطق سيطرتها لتقسيمها وتغيير معالمها و”ديموغرافيتها” السكانية.

حلب 

اقرأ أيضاً