حذّر تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، اليوم الإثنين، من انسحاب أمريكي عشوائي من سوريا على غرار الانسحاب من أفغانستان، مشيراً إلى أن “الوجود العسكري الأمريكي في سوريا لم يعد يشكّل رصيداً استراتيجياً، وحان الوقت لواشنطن أن تسحب قواتها”.
ورأى التقرير أنه “حتى مع تراجع نشاط تنظيم “داعش”، فإنه تتزايد المخاطر على القوات الأمريكية التي تتشكل بعضها من العلاقات المتوترة مع روسيا”، لافتا إلى أن “موسكو أصبحت تنتهك خط التواصل الطارئ مع القوات الأمريكية العاملة في سوريا.”
وأفاد التقرير بأنه “منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، انخرطت الطائرات الروسية في سلسلة من العمليات الجوية الخطيرة، وهذا السلوك قد يزيد من خطر نشوب صراع أمريكي روسي مباشر غير مقصود”.
ورجّحت المجلة أنه مع استمرار تعثر المفاوضات النووية الإيرانية، من الممكن أن تتعرض القواعد الأمريكية في سوريا لضربات صاروخية، في محاولة لتحقيق مطالب إيران على طاولة المفاوضات.
وأشارت المجلة إلى أن “تركيا بدأت بزيادة الضغط على القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد مراراً بشن عملية عسكرية جديدة لإنشاء منطقة عازلة في سوريا”، مضيفةً أنه “في حال مغادرة القوات الأمريكية بطريقة غير منسقة، فإن النتيجة الأكثر ترجيحاً ستكون هجوماً عسكرياً تركياً لتحقيق أهداف أردوغان المعلنة”.
وتوقعت المجلة أن “يؤدي هذا التدخل لنزوح مئات الآلاف من السوريين، وإلحاق الضرر بعلاقات الولايات المتحدة مع “قوات سوريا الديمقراطية – قسد”، بشكل لا يمكن إصلاحه”.
وعن العملية العسكرية التي تزعم واشنطن تنفيذها ضد تنظيم “داعش”، عدّت المجلة بأنه “يمكن احتواء تهديد التنظيم دون تعريض القوات الأمريكية للأذى، وذلك من خلال تنفيذ عمليات بطائرات دون طيار، وغارات جوية، لمواصلة الضغط لمكافحة ما تبقى من التنظيم”.
وفي ختام التقرير، أشارت المجلة إلى أن “الانسحاب الأمريكي المنسّق من شأنه أن يحسن بشكل كبير من احتمالية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي، بشأن الوصول للمجال الجوي السوري”.
أثر برس