أعربت عدد من الدول الأجنبية عن موقفها من التصعيد الأخير الذي حدث في السويداء، إذ أدانت بعضها العدوان الإسرائيلي، وأشادت دول أخرى بالجهود التي تبذلها الدول لضمان أمن المدنيين.
روسيا:
أصدرت الخارجية الروسية بياناً قالت فيه: “أعرب الجانب الروسي مراراً عن موقفه الواضح إزاء الأعمال العسكرية التعسفية الإسرائيلية في سوريا”، مضيفاً أن “هذه الهجمات تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدولة السورية والقانون الدولي، وتستحق الإدانة القاطعة.. تؤكد موسكو مجدداً على موقفها الثابت الداعي إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامتها الإقليمية”.
وتابع البيان أن “جولة العنف الجديدة في سوريا تثير قلقاً بالغاً ويعرب الجانب الروسي عن قلقه بشكل خاص إزاء المعلومات الواردة حول أعمال انتقامية ووحشية غير مقبولة ضد المدنيين، الاعتداء على حياة المدنيين وسلامتهم أمر غير مقبول وتأمل موسكو أن يسهم تنفيذ الخطوات المعلنة في إزالة التوتر وتحقيق استقرار دائم للوضع في السورية”.
ألمانيا:
شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على ألا تصبح سوريا ساحة للتوتر الإقليمي، بعد أن شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع سورية بذريعة حماية الدروز السوريين.
وقال: “في ظل الغارات الإسرائيلية بما في ذلك على دمشق أدعو جميع الجهات الفاعلة المحلية والدولية إلى تفادي أي خطوات من شأنها أن عرض الاستقرار والانتقال السياسي في سوريا للخطر”.
فرنسا:
أكدت الخارجية الفرنسية على دعم جهود السلطات السورية للتهدئة في محافظة السويداء، ودانت الانتهاكات ضد المدنيين داعية إلى وضع حد لها، وأعربت في بيان رسمي: عن “قلقها العارم إزاء التطورات الخطيرة الراهنة في منطقة السويداء، داعية إلى وقف المواجهات فوراً”.
ودعت الخارجية جميع الجهات الفاعلة إلى “بذل كل ما يتيسر لها من جهود بغية ضمان أمن المدنيين واستعادة الهدوء وتعزيز السلام بين جميع مكونات المجتمع السوري، ولا سيما بين الدروز والمجتمعات الأخرى في السويداء”.
وأكدت على ضرورة “وضع حدٍ للانتهاكات التي تستهدف المدنيين، وإدانتها بشدة”، مشددة على جميع الجهات الفاعلة احترام وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه وزير الدفاع في الحكومة السورية.
وأكدت الخارجية الفرنسية دعمها للجهود التي تضطلع بها الحكومة السورية مع المسؤولين في منطقة السويداء من أجل استئناف الحوار، معربةً عن أملها “بالتوصل إلى اتفاق مستدام من أجل تعزيز الوحدة وإرساء الأمن وبسط السيادة في سوريا، وحفظ أمن السوريين جميعاً”.
وجددت الخارجية الفرنسية التأكيد على “حرصها على الالتزامات والمبادئ المندرجة في البيان المشترك (في مؤتمر باريس)، الصادر في 13 من شباط الماضي”، مشيرة إلى أنها تواصل اتصالاتها مع جميع الجهات الفاعلة.
إيران:
أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الهجمات التي شنتها إسرائيل على دمشق، ومناطق مختلفة في سوريا، وأكد في بيان رسمي أن “تكثيف الكيان الصهيوني غاراته الجوية على سوريا واستهدافه المنشآت والأماكن العامة والحكومية، بالتزامن مع استمراره في احتلال أجزاء كبيرة من هذا البلد”.
وأضاف: “اليوم، أصبح واضحاً للجميع أن الكيان الصهيوني هو أكبر تهديد للسلام والاستقرار في المنطقة، وأن هذا الكيان، مستفيداً من الأسلحة والدعم السياسي من أمريكا وبعض الدول الغربية الأخرى، وخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، هدد السلام والأمن الدوليين بشكل غير مسبوق”.
ولفت بقائي إلى التطورات التي شهدتها المنطقة خلال العامين الماضيين، وأن “ما يحدث في سوريا هو نتيجة الصمت المفرط والتقاعس تجاه الإبادة الجماعية وإثارة الحروب والبحث عن الهيمنة من قبل الكيان الصهيوني، والتي لا تقتصر أضرارها وآثارها على الشعب السوري المعذب بل تؤثر على المنطقة برمتها”.
وذكّر المتحدث باسم وزارة الخارجية بالمسؤولية المشتركة لجميع دول المنطقة للحفاظ على السلام والاستقرار، ودعا إلى اتخاذ إجراءات فورية وفعالة من قبل منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة لوقف إثارة الحروب والتوسع الخطير الذي يمارسه الكيان الاسرائيلي في المنطقة المحيطة.
الولايات المتحدة الأمريكية:
وصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس، التوتر بين سوريا وإسرائيل بأنها ناتجة عن “سوء فهم”، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية تتابع التطورات الميدانية في السويداء ودمشق من كثب، وتعمل على خفض التصعيد بالتنسيق مع الجانبين السوري والإسرائيلي.
وقالت في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: “إن الولايات المتحدة تأمل خلال الساعات المقبلة في نهاية للنزاع، ووقف العنف القائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية والسورية من مناطق الاشتباك”، معتبرة أن هذه الخطوة أساسية للعودة إلى مسار الاستقرار في سوريا والمنطقة.
ووصفت بروس ما جرى بين إسرائيل والنظام السوري بأنه “سوء فهم”، ناتج عن “خلافات تاريخية بين مجموعات جنوبية مثل الدروز والبدو”، مؤكدة أن الوزير ماركو روبيو استخدم هذا التوصيف عن قناعة، وأنه متفائل بإمكانية احتواء الموقف.
ونفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية وجود خلاف بين الإدارة الأمريكية بين كل من سوريا إسرائيل، مؤكدة أن الرئيس ترمب والوزير روبيو “على تواصل مع جميع الأطراف، ولا يوجد أي تباين في المواقف، وما حدث هو سوء تفاهم ناتج عن سياق معقّد”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل وقف الضربات على سوريا، قالت بروس “لا أستطيع الحديث عن محادثات دبلوماسية محددة”، لكنها أكدت أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة السورية سحب قواتها من السويداء “لتمكين خفض التصعيد وإيجاد طريق للمضي قدماً”.
كما نفت المسؤولة الأميركية علمها بأي إشعار مسبق تلقته الإدارة الأميركية من إسرائيل بشأن الضربات التي طالت العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن “رد فعل الرئيس والوزير روبيو يشير إلى أن ما حدث كان مفاجئاً، ونعمل على معالجته”.
وتعليقاً على سؤال بشأن غياب تسوية سياسية شاملة تضمن حقوق الأقليات في سوريا، شددت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة “لا تدعم الفيدرالية في سوريا، لكنها تؤمن بأهمية اندماج كل المكونات ضمن الدولة الجديدة”.
وأضافت بروس أن “السوريين بحاجة لرؤية نتائج ملموسة، خصوصاً في البنية التحتية، وهذا يتطلب تواصلاً سريعاً وفعالاً بين الشركاء لتجاوز أي سوء فهم أو توترات”.
وأشارت إلى أن المعلومات المتوفرة لدى الإدارة الأمريكية تؤكد أن “القوات الإسرائيلية تدخلت لحماية الطائفة الدرزية”، من دون أن تتحدث عن شرعية الأهداف التي قصفتها إسرائيل، مثل القصر الرئاسي ومقار عسكرية في دمشق والسويداء، موضحة أنه “لا يمكنني التحدث باسم إسرائيل حول كيفية تحديدها لأهدافها”.
يشار إلى أن التوترات قبل حوالي 3 أيام في السويداء وارتفعت وتيرتها أمس الأربعاء جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على السويداء ودرعا ومبنى وزارة الدفاع ومبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الر ئاسي في العاصمة دمشق.