أكد مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أن الأخير فعّل كافة قنوات الاتصال المتاحة لمعالجة التوترات في السويداء، معرباً عن قلقه العميق من أعمال العنف ضد الأقلية الدرزية في السويداء.
وأدان بيدرسن، جميع أعمال العنف ضد المدنيين، وأعرب عن قلقه العميق إزاء الادعاءات الخطيرة المتعلقة بالإعدامات التعسفية وخارج نطاق القضاء، كما أعرب عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي تُفيد بتعرض المدنيين، والشخصيات الدينية، والمعتقلين لمعاملة مهينة، وتدنيس الجثث والتمثيل بها، والتحريض الطائفي، ونهب الممتلكات الخاصة.
وأكد بيدرسن أن التصعيد في السويداء، “أودى حتى الآن بحياة المئات من المدنيين، بالإضافة لعناصر من قوات السلطة المؤقتة والجماعات المسلحة المحلية، وأدى إلى إصابة ونزوح الكثيرين”، وفق ما نقله مكتبه الخاص.
كما أكد المبعوث الخاص إلى سوريا تأييده الكامل لبيان الأمين العام الصادر في وقت سابق اليوم، كما فعّل “كافة قنوات الاتصال المتاحة لمعالجة هذا الوضع المتفاقم، ويشارك فريقه بنشاط على الأرض في دمشق في التواصل مع جميع الأطراف”.
وكرر بيدرسن “دعوة الأمين العام للسلطات الانتقالية والجهات المعنية المحلية إلى التهدئة الفورية، وحماية المدنيين، واستعادة الهدوء، والعودة إلى الحوار، ومنع المزيد من التحريض”.
كما أدان بيدرسن في بيانه “تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما في ذلك في وسط دمشق والمباني الرسمية، والتي تُعرّض حياة المدنيين للخطر وتُسفر عن سقوط ضحايا”، وحثّ إسرائيل على “الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع”.
وأكد بيدرسن على “أهمية تيسير انتقال سياسي ذو مصداقيه، ومنظم، وشامل في سوريا، قائم على مبادئ الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية، بما يتماشى مع المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 (2015)”، مواصلاً “مناشدته للسلطات السورية الانتقالية ولجميع الأطراف السورية المعنية بمواصلة بناء أسس التوافق السياسي الذي يُشكل عامل استقرار، ويحمي وحدة البلاد وتنوعها بجميع مكوناتها. ويحث جميع الأطراف على احترام هذه المبادئ والامتناع عن أي عمل من شأنه أن يُعرّض هذه الأهداف للخطر”.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الغارات الإسرائيلية على سوريا، وإعادة انتشار قواته في الجولان المحتل.
أعرب غوتيريش عن “قلقه العميق إزاء استمرار تصاعد العنف في محافظة السويداء”، مشيراً إلى تقارير أفادت بسقوط مئات الضحايا من المدنيين، وإصابة ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
وأكد غوتيريش إدانته القاطعة لجميع أشكال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك “القتل التعسفي والأفعال التي تغذي التوترات الطائفية وتحرم الشعب السوري من فرصة السلام والمصالحة بعد 14 عاماً من النزاع الوحشي”.
وقدم تعازيه لجميع السوريين، مجدداً دعوته إلى “التهدئة الفورية واتخاذ تدابير عاجلة لاستعادة الهدوء وضمان إيصال المساعدات الإنسانية”.
وأشار إلى البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية العربية السورية بشأن “إدانة الانتهاكات والتعهد بالتحقيق ومحاسبة المسؤولين عنها”، داعياً إلى “ضمان الشفافية الكاملة في هذا المسار”.
كما دان غوتيريش “الغارات الجوية الإسرائيلية التصعيدية على السويداء ودرعا ووسط دمشق”، إضافة إلى “تقارير عن إعادة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في الجولان”، داعياً إلى “الوقف الفوري لجميع الانتهاكات التي تطول سيادة سوريا وسلامة أراضيها، والالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974″، مشدداً على “ضرورة دعم انتقال سياسي ذي مصداقية ومنظم وشامل في سوريا، وفقاً للمبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015”.
وشهدت محافظة السويداء خلال اليومين الفائتين أعمال عنف طالت عدد من المدنيين وراح ضحيتها عدد من المدنيين وعناصر من الأمن العام، وتبعها غارات جوية إسرائيلية عنيفة طالت أماكن متعددة في السويداء ودرعا، كما استهدفت الغارات الإسرائيلية في دمشق وزراة الدفاع ومبنى هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي.